إن المراقب لمنحنى فيروس كورونا يلاحظ بدء تناقص الأعداد في كثير من الدول بينما تحذر دول أخرى من موجة ثانية. فمثلاً بريطانيا أعلنت أنه "اعتباراً من 19 مارس 2020، لم يعد يعتبر مرض فيروس كورونا (كوفيد 19) من الأمراض المعدية عالية العواقب (وباء )".بينما في فرنسا أكد وزير الصحة، أن أسوأ مرحلة من وباء فيروس كورونا قد انتهت بالفعل في فرنسا، لكن لا يزال يتعين توخي الحذر لأن الفيروس لا يزال يواصل الانتشار. وفي ألمانيا تزايدت معدلات الإصابة بفيروس كورونا، بعد أيام من تخفيف البلاد إجراءات الإغلاق العام بحسب "معهد روبت كوخ". وتواجه الولايات المتحدة "مشكلة خطيرة" مع ازدياد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في ولايات جنوبية وغربية، حسبما أعلن كبير الخبراء الحكوميين في البيت الأبيض الذي قال إن ارتفاع الإصابات بكورونا الذي أبلغت عنه عدة ولايات قد يخرج عن السيطرة، إذا لم توضع نظم لتعقب المخالطين.
وأعلنت لجنة الصحة الوطنية بالصين، تسجيل 27 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في البر الرئيسي حتى نهاية يوم 19 يونيو، منها 22 حالة بالعاصمة بكين. وفي ايطاليا أثار ادعاء طبيب بارز أن فيروس «كورونا» المستجد «لم يعد موجوداً» في البلاد ضجة ورداً على ملاحظة الطبيب الإيطالي هذه، قال مسؤول منظمة الصحة العالمية في جنيف مايكل راين: «نحن لا نعرف ما إذا كانت هذه هي الحال بالنسبة لكوفيد 19، ولكن من المحتمل أن ليس الفيروس نفسه هو الذي صار أقل ضراوة، ولكن نحن كمجتمع، نجحنا في تقليل عدد المعرضين للفيروس وشدته ومدى تكرار التعرض له، وأضاف "في الظاهر، يبدو الفيروس أضعف لكنه قد يكون أضعف لأننا نتحسن [في معرفته وإدارته]، وليس لأنه يضعف" ،آمل أن يضعف الفيروس، هذا ما نأمله جميعاً، لكننا لا نستطيع الرهان على ذلك في هذه المرحلة".
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت "أريد أن أكون صريحا معكم: لن تكون ثمة عودة إلى الوضع الطبيعي (ما قبل كورونا) في المستقبل المنظور، وأضاف أن الفيروس يبقى العدو العلني رقم واحد، لكن ما تقوم به غالبية الحكومات والأفراد لا يعكس هذا الأمر، ملاحظاً أن عدداً كبيراً من الدول تسلك الاتجاه الخاطئ، وتابع أن الرسائل المتناقضة للمسؤولين تقوض العنصر الأكثر حيوية في أي رد: "الثقة".
فما الواجب علينا إذا رحل كورونا أولا؟، حسبما يرى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يجب على الحكومات التواصل بوضوح مع مواطنيها ووضع استراتيجية شاملة تهدف إلى الحد من تفشي العدوى وإنقاذ الأرواح، ويجب على السكان بالتزام التعليمات على غرار احترام التباعد الجسدي وغسل الأيدي ووضع الكمامات وعزل أنفسهم إذا كانوا مصابين، ويُحذر "إذا لم يتم التزام المبادئ البديهية، فإن هذا الوباء لن يسلك سوى اتجاه واحد. ستزداد الأمور سوءا". وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن مسافة متر واحد تُعد آمنة للتعامل بين الناس واحتمال نقل الفيروس من المصابين الذين لا يظهرون أي أعراض أدنى بكثير مقارنة بأولئك الذين تظهر عليهم أعراض.
