خلعت أنوثتها على باب منزلها، وخرجت تزاحم الرجال باحثة عن "لقمة العيش"، حين اختارت راندا سامى مهنة سائق التروسيكل، للإنفاق على أسرتها بعد انفصالها عن زوجها.
الشابة الثلاثينية تجوب شوارع بورسعيد لتنقل الأثاث عبر التروسيكل، الذى كانت تعمل عليه وهي فى سن صغيرة قبل أن تتزوج وتنجب اثنين من الأبناء أكبرهما فتاة تدعى منة فى الثالثة عشرة من عمرها.
اعتادت راندا العمل فى مهن تحتك خلالها بالأسواق والشارع والتجار، كبائعة خضراوات وفواكه، ما أكسبها جرأة على اقتحام مهن ذكورية، لم تجد أي مشكلة فى امتهانها، لتوفير ظروف معيشية مناسبة لنجليها.
"إسلام" هو الاسم المعتاد الذى يناديها به أهل بورسعيد، بالنظر إلى الطابع الذكورى الذى تتحلى به خلال عملها قبل أن تعود لأولادها متحلية بصفات الأمومة والأنوثة.
يعرف الأهالى الفتاة جيدا، ويكيلون لها المدائح ممزوجا بالاحترام والتقدير لطموحها الذى لم يتأثر بظروف اجتماعية وأسرية، لتثبت للجميع أن الرزق معقود على نواصى المكافحين.
عندما انفصلت عن زوجها الذى كان يسيء معاملتها وولديها، عادت راندا لتعيش فى منزل أبيها الذى توفى، وتقتات على المعاش الذى تركه، لكن ازدياد احتياجات الأسرة دفعها لأن تعود لمهنتها فى مقتبل العمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة