صناعة وحماية العقول البيضاء مهمة مؤسسات الدولة.. سياسيون يطالبون بخطة متكاملة للتصدى لمخططات الإخوان فى استهداف الأطفال والشباب.. وتشمل تنقية المناهج ورسائل توعوية بالحصص ومراجعة المؤلفات وإنتاج بديل مبتكر

الثلاثاء، 25 أغسطس 2020 02:56 م
صناعة وحماية العقول البيضاء مهمة مؤسسات الدولة.. سياسيون يطالبون بخطة متكاملة للتصدى لمخططات الإخوان فى استهداف الأطفال والشباب.. وتشمل تنقية المناهج ورسائل توعوية بالحصص ومراجعة المؤلفات وإنتاج بديل مبتكر كتب وعنف الإخوان وطلاب المدارس
كتبت إيمان علي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو أن جماعة الإخوان الإرهابية لازالت لم تدرك وضعها وحجمها وسط الشعب المصرى وتسعى فى مختلف الاتجاهات فى العودة من جديد رغم رفض الشارع المصرى لها، وهو ما جعلها تحاول أن تجد ضالتها فى قطاعات واسعة من صغار السن والأطفال الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وهو أمر ليس بجديد عليها فمنذ تدشين الجماعة قبل أكثر من 90 عاما، اعتمد مؤسسها حسن البنا، الذى كان يعمل مدرسا للخط العربى فى إحدى مدارس الإسماعيلية، على طلاب المدارس والعمال الصغار من محدودى الوعى والثقافة على توسيع نشاط الجماعة، وتحقق له ما أراد عبر آليات مُحكمة للحشد والتوجيه وغسيل الدماغ، سهلت له تجنيد قطاعات واسعة من المواطنين، وسهولة توجيههم لتحقيق أهداف الجماعة استغلالا لتلك الحالة من محدودية الوعى وضعف القدرة على الفرز وتقييم الأفكار والمواقف، وفى الوقت الحالى تحاول الجماعة تكرار تجربة «البنا» مرة أخرى.

 وظهر ذلك فيما انفرد به "اليوم السابع" فى نشر مخطط الإخوان لإعادة بناء التنظيم من خلال استهداف الأطفال والشباب من خلال خطة موضوعة بمسمى "وحدة الشرائح" تستهدف المدارس والأندية ومراكز الشباب، وطالب عدد من السياسيين بخطة متكاملة تتصدى فيها لهذه المحاولات من خلال مراجعة دقيقة ومتكاملة للعملية التعليمية فى الأساس وتنقية المناهج والقائمين على العملية التعليمية سواء فى المدارس أو الازهر هذا بجانب مراجعات للمؤلفات بالسوق والإنترنت وغيرها من الاقتراحات التو طرحها هؤلاء السياسيين.

 وأكدت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، أن جماعة الإخوان الإرهابية لازالت لا تريد أن تدرك حجم رفض المصريين لهم وما أصبح لدى الشعب من حواجز ضدهم وضد فكرهم بسبب الدم والشهداء والمنازل التى حرمت من أزواجها وابنائها والذى حدث إبان ثورتى 25 يناير و30 يونيو.

 ولفتت الكاتبة الصحفية، إلى أن استهداف الجماعة للأطفال والشباب أمر متوقع وعملوا عليه مسبقا فى الستينيات، لأنهم العقول البيضاء التى من الممكن التأثير فيها وهى سنوات العمر المبكرة التى يمكن زراعة الفكر الإرهابى فيها بسهولة، لانها لم تعد بعد لديها انتماء فكرى أو سياسى ما وهو ما يجعلها أرض خصبة لهم.

 وأشارت "فؤاد" إلى أن الإخوان تدرك أنهم العقل الأسهل والأسرع فى التأثير ولازال يستقبل ما ينمو عقله على أساسه، وهو ما يتطلب التصدى له بخطة متكاملة من كافة المؤسسات الدينية والإعلامية والثقافية والشباب والتعليم.

 وشددت الكاتبة الصحفية، أنه لابد من النظر والتدقيق فى القائمين على العملية التعليمية بالمدارس والجامعات والتوسع فى تدريس العلوم الإنسانية ولكن بالتأكد أيضا ممن سيدرسها، مؤكدة أنه لا يمكن أن تنجح الجماعة الإرهابية فى تنفيذ مخططها إلا إذا لم تضع أجهزة صناعة العقول المصرية خطتها الصحيحة فى المواجهة.

 وأوضحت "فؤاد" أنه من الضرورى خلق أوجه حوار مع الشباب والأطفال بمواد مبتكرة ومستحدثة سواء فنية أو غيرها تكون على قدر مواجهة اللغة والأسلوب التى يتعامل به الإخوان، كما أنه من الضرورى عمل دراسة بنقاط الضعف للتعرف على كيفية اختراق العقول والثغرات التى يمكن التسلل منها.

وطالبت الكاتبة الصحفية، بضرورة تحديث كافة المؤلفات والمناهج وأن يكون هناك خطاب دينى قادر على الوصول للشباب ومخاطبة عقلهم والتصدى لما يمكن اختراقه وأن يكون هذا الخطاب محاكى للقضايا المجتمعية والإنسانية التى يمكن أن يعانى منه الشاب، مطالبة بتطوير بيوت الثقافة ومراكز الشباب والتى تعد أخطر الأماكن التى يمكن التسلل منها وبالأخص فى القرى والنجوع.

 وشددت فؤاد، أنه من الضرورة أن يكون هناك خطة متكاملة تتعاون من خلالها كافة الأجهزة المسئولة عن صناعة وعى العقول المصرية واستثمار ما لدينا من قنوات والاستعانة بمتخصصين لتطوير المحتوى الإعلامى، وتنقية كافة المناهج من الفكر المتطرف.

 فيما أكد الدكتور هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن جماعة الإخوان تستهدف الأطفال والشباب فى الاستقطاب والتجنيد والتربية، وصولا لتكوين عضو عامل فى الجماعة كامل الولاء لها ومستعد لتنفيذ أوامر قادتها بدون تردد أو مناقشه.

وشدد النجار، أن التعليم هو الأساس والقائمين على التدريس، فما يحدث خارج سياق المؤسسة التعليمية لن يؤدى الخطر المطلوب التصدى له مثل التعليم وهو ما كان يعتمد عليه الإخوان منذ الستينيات فى توسيع نشاطهم، وما يتطلب ضرورة تنقية المناهج وعدم إتاحة أرضية فكرية المغروسة بتقبل الفكر المتشدد، بجانب تأهيل المعلمين على الفكر الإسلامى الصحيح وكيفية تربية نشء مستنير، وأن يكون هناك مناهج تربوية جديدة قائمة على التسامح، هذا بجانب تفعيل نشاط لراكز الشباب وقصور الثقافة.

 واعتبر الباحث الإسلامى، أن مواجهة ذلك لا ينبغى أن يقتصر على الحظر والمنع للكتب المتطرفة لأن لدى تلك الجماعات المقدرة الكافية لخلق بدائل عبر نشر إنتاجها ومرجعياتها الفكرية والفقهية عن طريق مواقع الإنترنت على شكل كتب إليكترونية وهذا هو الشائع الآن فغالبية تلك الكتب غير مطبوعة وغير متداولة بشكل ورقى، وإنما يتم تداولها عبر الإنترنت، كما ينبغى البدء بنشاط موازى مدروس ومخطط له من خلال طرح إنتاج فكرى وفقهى مناهض لتلك الأفكار والمناهج المتطرفة بصورة استيعابية بمعنى تتبع تلك المناهج ورصد المساحة الفكرية التى تتحرك فيها ومن ثم طرح التحرك المناهض فى نفس المساحة وصولا لطرح بدائل لمختلف تلك التصورات لهذا العدد من منظرى العنف والتكفير.

 وتابع النجار حديثه قائلا: "على سبيل المثال المساحة التى يتحرك فيها سيد قطب هى المساحة الحركية الممزوجة بتصورات وجودية أممية والمزينة بطابع أدبى ولدينا على جانبنا يتحرك فى هذه المساحة بشكل مناهض لفكر قطب عباس العقاد وكتبه فى الاسلاميات من وجهة نظر وطنية لا أممية وفلسفته الاجتماعية التى تدعم مصالح الاوطان لا الجماعات وأسلوبه الأدبى قادر على مغالبة أسلوب قطب فهو فى الأساس أستاذه قبل أن يتمرد سيد قطب، ونموذج ومثال آخر فطرح عمر عبد الرحمن ومحمد عبد السلام فرج يتحرك فيه على جانبنا بطرح يفكك فيه أطروحاتهما بشكل منهجى عميق العالم والمفكر الكبير وحيد الدين خان عبر كتبه الرائعة التى ينبغى اعادة نشرها على نطاق واسع بالدول العربية والاسلامية مثل كتاب التفسير الخاطئ وكتاب من نحن وغيرهما أما أطروحات أبو محمد المقدسى وأبو عبدالله المهاجر وأبو مصعب السورى وأيمن الظواهرى وغيرهم".

 وطالب الباحث الإسلامى، بضرورة العمل على التوسع فى نشر إنتاج المفكرين المستقلين ومن كانت لديهم خبرات سابقة بهذه الجماعات ثم أنتجوا كتبا تدحض وترد على أفكار قادة تلك التنظيمات الحركية والفكرية سواء وهذا متاح فى كتب وأطروحات مفكرين مستقلين على الساحة ينبغى التوسع فى عرض أطروحاتهم والاهتمام بها من قبل الدولة بنشرها عبر المشاريع الثقافية كمشروع القراءة للجميع بأسعار رخيصة أو بإعادة مشروع المواجهة الذى كان يطرح آلاف المؤلفات المناهضة للتطرف والإرهاب بأسعار رمزية.

 وشدد النجار، على أنه ينبغى التخديم على ذلك اعلاميا وثقافيا، كما أنه لابد من التخديم الدرامى والفنى عبر معالجة هذه الافكار والمناهج معالجة فنية ودرامية فى المسرح والسينما والتلفزيون حتى تصل لأكثر عدد ممكن من الجمهور وحتى تصل إلى الجمهور غير المهتم بالقراءة وهو ما يتطلب استمرار الأعمال الدرامية على نهج مسلسل الاختيار وجود إنتاج درامى جديد.

 بينما قالت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن كافة جهات الدولة لابد وأن تتحرك فى هذا الصدد، معتبرة أن الدور الأكبر على الإعلام بإنتاج مواد فنية وإعلامية تتصدى لهذا الفكر بالعقل والمنطق والأسانيد.

 وطالبت عضو مجلس النواب، بضرورة تبنى وزارة التربية والتعليم خطة واضحة فى التصدى للفكر المتطرف وأن يكون هناك تنقية جادة للمعلمين أصحاب الفكر الإخوانى والكشف عنهم بدقة.

وأشارت عضو مجلس النواب، إلى أنه لازال هناك معلمون يحملون أفكار متشددة وهو ما يتطلب مراجعة دقيقة لكافة القائمين على العملية التعليمية، مقترحة أن يكون بكل إنجازات الدولة فى التصدى له.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة