القارئ يسر محمد كمال يكتب: هادمو الأوطان

السبت، 22 أغسطس 2020 04:00 م
القارئ يسر محمد كمال يكتب: هادمو الأوطان إرهابيين - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هادمو الأوطان ليسوا مجرد جماعة أو حزب أو أقلية تريد هدم وتخريب هذا الوطن لكن الموضوع أعقد من ذلك.

قد يكون عدو الوطن أخاً لك أو زميلاً في العمل أو أحد أقاربك لكن مهما كانت درجة قرابتك له فالنتيجة واحدة إذا سلمت له ليدس لك أفكاره المسمومة، هي أنك ستصبح مثله تهدم وطنك بقصد أو بدون قصد.

هادمو الاوطان يسعون بكل ما أوتوا من قوة لهدم وطنهم سواء كان ذلك بمقابل مادى لصالح أحد الدول المعادية لوطنهم أو لتنفيذ أفكار متطرفة يعتقدون أنها هي الأفكار الصحيحة التي ستغير مسار التاريخ.

وليس من الضروري أن يكون هادم الوطن هو عدو أجنبي ولكن أيضاً من الممكن أن يكون أحد المواطنين، وهذا هو النوع الأخطر، فالعدو الأجنبي معلوم ظاهر واضح يمكن رصده والتعامل معه، أما ابن الوطن فهو الأكثر خطورة لأنه يتمتع بالحقوق التى يخولها له الدستور والقانون، ويستغل ذلك في ذات الوقت لمحاربة بلده.

وهادم وطنه لن يحارب وطنه فقط بحمل السلاح ولكن محاربته لوطنه لها عدة أوجه منها، نشر الشائعات التى تهدم الروح المعنوية المرتفعة لدى المواطنين، وأيضا قد يقوم بالتخريب في وطنه ظناً منه أن هذا التخريب يؤخر عملية التنمية، كما يحاول بشتى الطرق زعزعة ثقة المواطن دائماً في قيادته السياسية مما يجعل المواطن الذى استجاب لهادم الوطن كارها لبلده ناقما على الحياة، وأيضاً فإن هادم الوطن لا يرى أى إيجابيات، ولا يرى أي تقدم يحدث في وطنه دائماَ مشكك لأى انجاز.

هادم الوطن قد يكون مغرر به فيتم التلاعب به وزرع الأفكار المتطرفة المسمومة بعقلة أو قد يكون على علم بأنه خائن لوطنه، فسواء كان مغررا به أم لا فإن خطره هو الأشد، فهو يريد التقسيم الداخلي لأبناء وفئات الوطن وافتعال المشاكل وتخريب المجتمع.

المواطن السوى قد يفكر احيانا في السفر لتحسين أوضاع حياته، لكن حين تسأله عن بلده فهو لا يكره وطنه ولا ينكر خير وطنه عليه ولا يتمنى خراب وطنه وتجد أن أغلب المغتربين يتشرفون بانتسابهم لأوطانهم مهما كان حال هذا الوطن ويحلمون بيوم عودتهم لأوطانهم.

هادمو الأوطان لا يعلمون أن من يبيع وطنه لن يجد أي وطن آخر يحميه ويحتويه ويسخرون منك إذا ذكرت لهم ماذا حدث لأوطان أخرى هدمها أهلها، لكن الحقيقة اذا تمعنوا لحال اصحاب هذه الدول لشعروا فعلا بالفرق العظيم .

ويتمثل الحل للحفاظ على الدولة من امثال هؤلاء في تضافر قوى الشعب بجميع طوائفه خلف قيادته والعمل على مساعدة الدولة بأجهزتها المختلفة لتحقيق التنمية المنشودة، وعدم الانصياع للأفكار الهدامة المسمومة وذلك بزيادة درجة الوعى والانتماء لدى الموطن.

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة