تتكشف الأدوار المشبوهة التي تلعبها دولة قطر تباعاً، لتنفيذ مخططات متطرفة في العالم، فلم يقتصر الأمر على خراب المنطقة العربية والشرق الأوسط، من خلال تمويل الجماعات المتطرفة في سوريا وليبيا، وتقديم دعم مادي غير منتهي لنقل المرتزقة السوريين في ليبيا.
امتد الدور التخريبي الذي تلعبه قطر إلى أوروبا، فهي لم تكتف بتمويل الإرهاب فقط بمناطق الصراع في الشرق الأوسط، بل تعمل على تمويل منظمات خيرية تابعة لها في عدد من الدول الأوروبية، من خلال تحويلات بنكية مشبوهة على حسابات تلك المنظمات غير القانونية.
كشف فيلم وثائقي "فرنسي _ بلجيكي" عرضته قناة إكسترا نيوز، الدور التخريبي الذي تلعبه قطر والمتمثل في دعم التطرف والإرهاب، وتمويلها للإسلام المتطرف في أوروبا، والمأخوذ عن كتاب "أوراق قطر" الذي كتبه الصحفى الفرنسى "جورج مالبرونو".
وأظهر الفيلم تورط مؤسسة قطر الخيرية، في تحويلات بنكية مشبوهة، لجماعات إرهابية في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وعدد من الدول الأوروبية.
وكشف عن أنه خلال عامي 2013 و2014 تم تمويل 113 مشروعا في أوروبا بإجمالى 71 مليون يورو، وكانت لإيطاليا حصة الأسد من خلال 45 مشروعا (من سارونو إلى بياتنسا، ومن بريشيا إلى أليساندرا إلى صقلية) مقابل 22 مليون يورو، بينما حصل مركز الهدى فى روما وحده على 4 ملايين يورو.
وأوضح الفيلم، الأحلام التي راودت مفتي الدم والخراب يوسف القرضاوي، بغزو روما، حيث أبرز الفيلم الأهمية الخاصة لـ"روما" بالنسبة للإخوان المسلمين، وأحلام الخلافة البائدة في غزوها، خاصة وأن القرضاوي لم يترك مناسبة واحدة إلى وكشف فيها عن ضرورة توحيد المسلمين من أجل "غزو" أوروبا، وعودة حلم الخلافة من جديد.
وأبرز الفيلم وثائق حصل عليها أحد الصحفيين المشاركين في الوثائقي، وهي تخص أحد المليارديرات التابعين لجماعة الإخوان الإرهابية ويعيش على الأراضي الإيطالية، وكانت حول ما سُمي بـ"المشروع"، و"المشروع" هو عبارة عن مخطط كامل للغزو الأوروبي، بشتى الطرق وكان أبرزها نشر الفكر الإخواني على نطاق واسع في تلك الدول.
كما عرض الفيلم محاولات الإخوان المسلمين واستثمارهم وتمويلهم في مشروعات لنشر فكرهم والكتب الخاصة بالرموز الإخوانية على مدار التاريخ، حيث أظهر الفيلم إحدى السيدات التي تعيش في أوروبا وحصلت على تمويلاً قطرياً لإنشاء متحفاً ومكتبة تضم كافة الكتب الخاصة بالإخوان المسلمين ورموزهم كسيد قطب ويوسف القرضاوي وغيرهما.
ووفقاً لما جاء في الفيلم، فإن حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، طارق رمضان، والذى يواجه اتهامات من عدة سيدات بالاغتصاب والاعتداء الجنسى، يتحصل على مبلغ 35000 يورو شهريا من قطر لكونه مستشاراً، كما تبرعت قطر فى عام 2015 بمبنى جديد تقدر قيمته بـ11 مليون جنيه استرلينى لكلية سانت أنتونى فى أكسفورد.
ووفقا للفيلم فإن قطر نشطة للغاية فى فرنسا، حيث مولت المركز الإسلامى فى فيلنيف داسك، وليسيه كوليج ابن رشد أول مدرسة دينية تمولها دولة فى فرنسا.
وكشف الفيلم، تمويل قطر مؤسسة تعليمية إخوانية فى محافظة سان دونى، شمال باريس، وهو مؤسسة غير حكومية للتعليم العالي تقوم بتدريب الأئمة على وجه الخصوص. وقال المصدر نفسه، إن التحقيقات تتعلق "بأساليب تمويل أنشطة المعهد".
بدأ المعهد نشاطه عام 2001 مستفيداً من الاعتراف الأكاديمى الصادر عن جامعة كريتاى، ويستقبل سنويا نحو 2000 طالب، وفقا لأرقام نشرها موقعه الإلكترونى. ويتركز نشاطه فى تدريب أئمة المساجد وتعليم اللغة العربية، وفقا مناهج تعليمية قريبة من أدبيات جماعة الإخوان.
وأشار إلى أن إمام فلورنسا، عز الدين الزير، الذى يرأس اتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية فى إيطاليا UCOII اعترف بأنه وصل 25 مليون يورو من قطر، كما أنها قامت باستثمار أكثر 2 مليون يورو، وتدعم ربع مساجد إيطاليا التى توجد فى صقلية.
وكانت صحيفة ليبراسون الفرنسية، قالت في تقرير لها بعنوان (وثائقي عن قطر.. هذا الممول الجديد للإسلام المتطرف الأوروبي)، إن الفيلم يكشف الطموحات الخبيثة للإمارة الغنية في أوروبا.
وأضافت: "كما يكشف هذا الفيلم كيف قامت الإمارة، على مدى السنوات العشر الماضية، بدعم المشاريع التي تقوم بها جمعيات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين".
وكانت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أعلنت أنها حصلت على حقوق عرض الفيلم الوثائقى الفرنسى البلجيكى "قطر حرب النفوذ على الإسلام فى أوروبا"، وهو الفيلم المُستوحى من كتاب أوراق قطر، بعد مفاوضات مُكثفة.
وأطلقت ليديا جيروس المتحدثة باسم الحزب الجمهوري، منصة فى صحيفة لو جورنال دو ديمانش دعت فيها إلى محاربة الإسلاميين المتطرفين بشكل أفضل، حيث أيد الدعوة أكثر من 50 عضوا منتخبا.
وبدعوة من النائبة ليديا جيروس، وقع أكثر من 50 من البرلمانيين الجمهوريين، ورئيس منطقة باكا رينو موسيلير رسالة مفتوحة نُشرت قبل أسبوع، دعت فيها المتحدثة باسم حزب الجمهوريين الرئيس إيمانويل ماكرون إلى محاربة الإسلام السياسى، من خلال "إعلان الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية"، وحل المنظمات المرتبطة بها مثل ائتلاف مسلمى فرنساUOIF سابقًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة