تفاصيل قضية اغتيال رفيق الحريرى.. معلومات عن المتهم "الغائب الحاضر"

الثلاثاء، 18 أغسطس 2020 01:38 م
تفاصيل قضية اغتيال رفيق الحريرى.. معلومات عن المتهم "الغائب الحاضر" مصطفى بدر الدين في صور عدة نشرت على مدى عقود
كتب وكالات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كان مصطفى بدر الدين، الحاضر الغائب فى جلسة النطق فى قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق، رفيق الحريري، التى استمرت 15 عاما، بحسب "سكاى نيوز".

بدر الدين في صور عدة نشرت على مدى عقود
بدر الدين في صور عدة نشرت على مدى عقود

 

فبدر الدين حاضر، لأنه بحسب لائحة الاتهام العقل المدبر لعملية قتل الحريرى فى 14 فبراير 2005، عبر انفجار ضخم هز بيروت وقتل أكثر من 20 شخصا، علاوة على أنه كان القائد العسكرى لميليشيات حزب الله لسنوات طويلة.

 

لكنه كان غائبا، بعدما أعلنت المحكمة الدولية التى تنظر فى القضية فى يوليو  2016،  وقف الإجراءات ضد بدر الدين، بعد اقتناعها بأنه "قد توفى ولكن من دون أى ضرر، أى مع إمكانية استئناف الجلسات ضده لو تبين انه كان لا يزال على قيد الحياة".

بدر الدين برفقة ضباط في جيش النظام السوري
بدر الدين برفقة ضباط في جيش النظام السوري

 

وكانت ميليشيات حزب الله أعلنت فى 14 مايو 2016، مقتل قائدها العسكرى مصطفى بدر الدين، نتيجة ما قالت إنه "قصف مدفعى قامت به الجماعات التكفيرية" على مركز للميليشيات، قرب مطار دمشق الدولي، فى رواية شكك كثيرون فى صحتها.

 

ولد بدر الدين فى 6 أبريل 1961، ببلدة الغبيرى جنوبى بيروت، ويحمل ألقابا وأسماء عدة، عرف منها: إلياس صعب، وسامى عيسى، وذو الفقار، وانضم فى 1982 إلى تنظيم سيعرف لاحقا باسم "حزب الله".

 

وبدأ مع هذا التنظيم، الذى تولى الحرس الثورى الإيرانى الإشراف عليه وتدريبه، فى شن هجمات دامية فى لبنان قبل أن يسافر إلى الكويت عام 1983، باسم إلياس صعب.

 

وحسب معلومات نشرها مركز المعلومات والدراسات فى صحيفة "القبس" الكويتية، فقد تورط بدر الدين فى التفجيرات السبع المتزامنة التى ضربت الكويت يوم 12 ديسمبر 1983، وأسفرت حينها عن مقتل 6 أشخاص.

 

وحسب "القبس" أيضا، فقد كان بدر الدين ضمن الذين حاولوا اغتيال أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح عام 1985، وتمكنت السلطات الكويتية من اعتقاله، وأدانته لاحقا وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة.

 

وجاء الغزو العراقى للكويت عام 1990، هدية من السماء لبدر الدين، الذى فر من السجن مع الفوضى التى عمت البلاد عقب الغزو، واتجه إلى مقر السفارة الإيرانية، التى كان الحرس الثورى الإيرانى يتولى حراستها حينها.

 

ونقل الحرس الثورى بدر الدين إلى طهران ومن ثم إلى بيروت، ليستأنف نشاطه هناك، وفق معلومات موقع "كاونتر تيروريزم" المعنى بمكافحة الإرهاب.

إحدى الصور القليلة المعروفة له قبل إعلان اغتياله
إحدى الصور القليلة المعروفة له قبل إعلان اغتياله

 

الظهور مجددا

 

ولم يظهر اسم بدر الدين فى الإعلام بقوة إلا فى يوم 10 يونيو 2011، عندما أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التى شكلت للتحقيق فى اغتيال الحريرى عام 2005، قائمة المتهمين فى العملية.

 

وشلمت القائمة: سليم عياش، وأسد صبرا، وحسين عنيسي، وحسن مرعي، بالإضافة إلى بدر الدين الذى يعتبر العقل المدبر للعملية.

 

وبعد أيام من قرار الاتهام، ظهر أمين العام الميليشيات، حسن نصر الله، فى خطاب متلفز تعهد فيه بعدم تسليم المتهمين إلى المحكمة ولو بعد 300 سنة، فى تصريح طغى عليه طابع التحدي.

 

لكن ماذا كان يفعل بدر الدين طيلة السنوات الممتدة بين 1990 و2011؟

 

يقول تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" نشر عام 2015، أى قبل عام من إعلان اغتيال بدر الدين، نقلا عن مصادر استخبارية فى الشرق الأوسط، إن الرجل كان يعيش حياتين منفصلتين: الأولى سرية، حيث كان قائدا لما يعرف بـ"الوحدة 1800"، التى نفذت عمليات لحزب الله خارج لبنان، كما نسقت هذه الوحدة عمليات مع وحدة أخرى اسمها "2800" التى شنت هجمات فى العراق.

 

ويضاف إلى ذلك، عملية اغتيال الحريرى فى 14 فبراير 2005، وفق القرار الاتهامى الصادر عن المحكمة الدولية بحقه، وبعد اغتيال القائد العسكرى السابق لحزب الله، عماد مغنية فى دمشق 2008، تولى بدر الدين معظم مهامه.

 

أما الحياة الثانية التى كان القائد العسكرى يعيشها، وفقما نقلت الصحيفة عن محققى المحكمة الدولية، فهى تعود لشخص يحمل اسم سامى عيسى، قدمه اليمنى عرجاء، يرتدى معظم الوقت نظارات رياضية وقبعة البيسبول الشهيرة، ويتنقل برفقة حراس شخصيين، كما كان يمتلك متجرين للمجوهرات.

 

الحرب السورية

 

ومع  تورط الميليشيات اللبنانية فى الحرب الأهلية بسوريا، كان لا بد من أن يكون بدر الدين هناك، كيف لا وهو الذى أصبح رقم واحد عسكريا فى الميليشيا.

 

وكان بدر الدين، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان، دائم الحركة فى سوريا، لكنه لا يطلع أحدا على هويته الحقيقية.

 

وسعى دائما إلى تقديم نفسه باسم "الحاج"، وهو مجرد قيادى عادى فى الميليشيات، وذلك فقط أمام مقاتلى الحزب وضباط قوات النظام على حد سواء.

 

 

قتل أم لا؟

 

وفى 14 مايو 2016، أى فى اليوم التالى لإعلان مقتل بدر الدين، ذكرت ميليشيات حزب الله فى بيان ثان: "التحقيقات أثبتت أن الانفجار الذى استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي، والذى أدى إلى مقتل القائد السيد مصطفى بدر الدين، ناجم عن قصف مدفعى قامت به الجماعات التكفيرية المتواجدة فى تلك المنطقة".

 

لكن لدى المرصد معلومات مغايرة تماما، وقال فى بيان أصدره حينها " علم المرصد من مصادر فى الفصائل العاملة فى القطاع الجنوبى من الغوطة الشرقية ومصادر داخل قوات النظام أنه لم يتم إطلاق أى قذيفة صاروخية على مطار دمشق الدولى أو منطقة المطار خلال الأيام الفائتة، كما لم يرصد نشطاء المرصد السورى فى المنطقة سقوط أى قذيفة".

 

واعتبر المرصد أن "كل ما نشره حزب الله حول رواية مقتل قائده العسكرى بقذيفة أطلقتها الفصائل على منطقة تواجده فى منطقة مطار دمشق الدولى عار عن الصحة جملة وتفصيلا وعلى حزب الله أن يظهر الرواية الحقيقية".

 

وقال مدير المرصد فى تقرير سابق لموقع "سكاى نيوز عربية":"" إن بدر الدين قتل بعيد اجتماعه مع ضباط فى جيش النظام السوري، الذين لم يكونوا على علم بهوية هذا الشخص، الأمر الذى يعنى أن هناك خرقا أمنيا داخل حزب الله".

 

وأضاف أن "الضباط سمعوا الانفجار بعد خروجهم من المكان الذى اجتمعوا فيه مع بدر الدين، وكانوا يعتقدون أنه مجرد قيادى فى الحزب".

 

وتابع: "بدر الدين قتل بانفجار عبوة ناسفة قد تكون إسرائيل أو أى جهة أخرى وضعتها فى المكان"، مضيفا :" من المؤكد أنه قتل".

 

وإسرائيل التى كانت خصما لدودا لبدر الدين وتلاحقه لسنوات، خرجت عن سياسة التزام الصمت إزاء الاغتيالات فى المنطقة.

 

وقال رئيس هيئة الأركان فى الجيش الإسرائيلي، غادى إيزنكوت، حينها إن القائد العسكرى لميليشيات حزب الله "قتل على أيدى رجاله"، فى إشارة إلى أن الحزب هو من أقدم على تصفية الرجل.

 

لكن فى رواية مختلفا تماما عما سبق، نشر موقع "بيروت أوبزرفر" تقريرا فى 2018، قال فيه نقلا عن مصدر استخبارى غربي، لم يكشفه، أن بدر الدين لم يمت، وشوهد فى اليمن، ويقيم هناك بجواز سفر سورى مزوّر باسم "صلاح محى الدين".

 

على أى حال، استطاع حزب الله إخراج واحد من أبرز قادته من لائحة اتهام الحريري، سواء كان بدر الدين على قيد الحياة أم قتل فعلا.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة