القارئ طارق المصرى يكتب: مراعاة المشاعر فى الإسلام‎

السبت، 15 أغسطس 2020 04:00 م
القارئ طارق المصرى يكتب: مراعاة المشاعر فى الإسلام‎ ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى أرسله ربه رحمة للعالمين فكان رحمة للمسلم ولغير المسلم، وكان الجميع يرتاح فى التعامل معه، فقد كان يراعى مشاعر الجميع حتى غير المسلمين، فهذا عتبة بن ربيعة لما جاء للنبى صلى الله عليه وسلم يشكك فى نوايا النبى صلى الله عليه وسلم ويقول له أنت تريد مالا أنت تفعل ذلك لأنك تريد زواجا انت وأنت ... مع كل ذلك لم يقاطعه النبى صلى الله عليه وسلم بل انتظره حتى انتهى من كلامه ثم قال له أفرغت يا أبا الوليد! وهذا قمة الذوق والأدب فناداه بكنيته والعرب تحب من يناديهم بكنيتهم ويعتبرون ذلك احتراما وتأدبا، فالنبى صلى الله عليه وسلم تأدب مع المشرك المؤذى ولم يقلل منه أو يسخر منه، وياليت المتشددين هذه الأيام الذين يسخرون من كل من يخالفهم فى الرأى ويسخرون من كل من يحب مصر ويؤيد رئيسها ويسخرون من كل الفنانين واللاعبين ويحكمون عليهم بالنار يا ليتهم يسمعون لأدب النبى صلى الله عليه وسلم، فقد كان يؤلف القلوب لا ينفرها ويحترم الناس لا يحقرهم.

 

أما الذى يحتقر الناس أو يقلل منهم إنما هو فى الأصل قليل فى نفسه ومريض بالنقص، لكن الواثق فى نفسه فإنك تشعر بالتكريم وأنت تتكلم معه، وهكذا كانت أخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم يشعر الناس بالتقدير.. ومما يدل ايضا على أهمية مراعاة المشاعر فى الإسلام حديث شريف يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر من أجل أن ذلك يحزنه أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فانظر إلى قمة مراعاة المشاعر.. الحديث يأمرنا إذا كنا ثلاثة جالسين معا فلا يتكلم اثنان منا مع بعضهما ويتركان الآخر وحيدا، لأن ذلك سيحزنه بل عليهم أن يجعلوه يشترك معهم فى الحوار وهذا قمة الذوق والرقى، فياليت كل من يدعى اتباع النبى صلى الله عليه وسلم ولكنه يؤذى الناس أن يعلم أنه بعيد جدا عن النبى صلى الله عليه وسلم فأقرب الناس مجلسا من النبى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة هم أحاسنهم أخلاقا.

 

فنسأل الله أن يرزقنا الذوق والأدب والرقى والاحترام للآخرين والمحبة لجميع خلقه.

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة