مع ظهور علي ارباش رئيس الدولة التركية للشؤون الدينية بالسيف علي منبر آيا صوفيا وجدنا كلاما ما بين مؤيدين ومعارضين لفعل هذا الجاهل الذي أظهر لنا أعداء الدين يتربصون بنا قائلين، إن الإسلام انتشر بالسيف، وأن الإسلام دين العنف، وأن الإسلام ورسوله وأحاديثه تؤكد أن هذا الدين انتشر بالسيف، وهذا كلام لا أساس له من الصحة، وإن دل فإنما يدل علي جهل هؤلاء الذين أرادوا أن يكونوا عظاما في أعين مؤيديهم، لكنهم سقطوا بسبب هذا الجهل.
والحقيقة أن الإسلام لم ينتشر بالسيف، بل انتشر بالحكمة والموعظة الحسنة كما قال الله لنبيه، "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، بل ظل النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الناس سرا تارة ثم جهرا وشهد له الأعداء قبل الأصدقاء بحسن الخلق وصدقه وعدله حتي بعد موته لم يجدوا أعظم من الرسول الذي وضع علي رأس مائة ممن يعتقدون أنهم عظماء.
مواقف النبي تجسد لنا عكس ما فعله ارباش والاغا التركي، فلقد ذهب النبي صلى الله عليه وسلم الي الطائف ليدعوهم فسلطوا عليه الغلمان وأدموا قدميه الشريفتين، ولم يكن معه سيف بل كان لسانه يردد لملك الجبال لعل الله يبعث من أصلابهم من يوحد الله، وفي فتح مكة كان هناك العديد من الأسري من المشركين في أيدي جيش المسلمين ولم يقتلهم النبي صلى الله عليه وسلم بل قال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء.
من يكذب علي النبي فليتبوأ مقعدا من النار ومن يبحث عن الرياء فهو في النار، الإسلام دين الاعتدال والوسطية الذي اختاره الله من بين الاديان ليكون هو الدين الصحيح الذي جاء به كل الأنبياء والرسل.
ومخطئ من يقول، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصعد علي المنبر بالسيف بل هذا كذب وافتراء علي رسول الإنسانية حيث كان صلوات ربي وتسليماته عليه يصعد علي المنبر بعصا كما ثبت عنه.
أما إذا كان ارباش يعتقد أن هذا السيف نشر به العثمانون الإسلام فهو كذب أيضا، ولعل من يقرأ التاريخ جيدا سيعرف أن العثمانيين لم ينصروا الإسلام وكل ما تم فتحه من شتي بقاع دول أوروبا أغلقوها بسبب جرائمهم التي أدت إلي قتل مليون ونصف المليون أرميني، وكذلك تسببهم في مقتل 250 ألف من جيشهم في حرب ضد الاتحاد السوفيتي التي زعم فيها محمد الخامس أنه يجب محاربة دول الكفر بداعي الخلافة الإسلامية فأدت إلي قتل الآلاف من جيشه، كذلك الحرب العالمية الثانية والتي هزم من خلالها الجيش العثماني الذي شارك بجانب ألمانيا ليتم القضاء علي الدولة العثمانية التي تزعم الخلافة، ليأتي لنا الاغا التركي الذي يزعم أنه خليفة هذا الزمان، فيظهر لنا وكأنه خليفة المسلمين فقتل ودمر وخرب وحارب واستولي وشرد دولا وأمما ويترك الدعارة والخمور والمثلية والأقمار الصناعية التي تنشر الفساد في العالم ثم يقف في مؤتمرات مع ألد الأعداء وهو الكيان الصهيوني.
عليكم بقراءة التاريخ، فالإسلام لم ينتشر بالسيف وحينما حاول الجهال نشره بالسيف سقطوا وأماتوا الكثيرين لأن الحق لا ينتشر بالسيف بل ينتشر بالحكمة والموعظة الحسنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة