السياحة اللبنانية تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد "مرفأ بيروت".. الانفجار يقضى على الموسم الصيفى والخسائر تتعدى المليار دولار.. و90% من فنادق العاصمة تتعرض لأضرار بالغة.. وأهم المعالم الأثرية للعاصمة يتأثر بالحادث

الإثنين، 10 أغسطس 2020 08:00 ص
السياحة اللبنانية تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد "مرفأ بيروت".. الانفجار يقضى على الموسم الصيفى والخسائر تتعدى المليار دولار.. و90% من فنادق العاصمة تتعرض لأضرار بالغة.. وأهم المعالم الأثرية للعاصمة يتأثر بالحادث السياحة اللبنانية تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد "مرفأ بيروت"
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دخل قطاع السياحة فى لبنان نفق مظلم بعد انفجار "مرفأ بيروت" الذى قضى على كل الآمال بإنقاذ القطاع من الانهيار، والذى كان قد منى بخسائر كبيرة جراء جائحة كورونا وغلق البلاد لأكثر من أربعة شهور.

وفى الوقت الذى كانت تستعد فيه لبنان لتنفيذ خطة قوية لاستئناف الحركة السياحية واللحاق بما تبقى من الموسم السياحى مثل بقية دول المنطقة، جاءت احداث التفجير لتقضى على ما تبقى من طموحات لتلحق اضرارا بالغة بقطاع الفنادق والمناطق الاثرية الشهيرة فى بيروت، الامر الذى يصعب الحديث معه عن تعافى قريب.

وكشف رئيس نقابة المطاعم والمقاهي في لبنان طوني الرامي عن أن خسائر القطاع السياحيّ   اللبناني  جراء انفجار مرفأ بيروت تقدر بأكثر من مليار دولار.

ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" عن الرامي قوله ، في تغريدة على  حسابه بموقع التواصل الاجتماعي " تويتر" ، إن "خسائر القطاع السياحي  تفوق المليار دولار من دمار وركام، والأغلى شهداء الاهمال والاستغباء ".  وأشار إلى أن "دقيقة واحدة وقت الانفجار توازي وتساوي ثلاثين سنة حرب  حصلت".

 كما أشار نقيب أصحاب الفنادق والمؤسسات السياحية في لبنان، بيار الأشقر، إلى أن 90% من فنادق المدينة تضررت.

وقال الأشقر: "نجري مسحاً للفنادق المتضررة، و90% من فنادق بيروت متضررة"، بحسب ما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية "NNA".وأضاف الاشقر: "المشكلة كبيرة وهناك عدد كبير من الجرحى في الفنادق من الموظفين والزبائن، ونحن في صدد نقل النزلاء إلى فنادق أخرى".

وقدر محافظ بيروت مروان عبود، ان خسائر انفجار مرفأ بيروت بما يتراوح بين 10 و15 مليار دولار، وتأتي هذه التقديرات مرتفعة عن تقديرات سابقة كانت تتراوح بين 3 – 5 مليارات دولار.

وتزيد هذه الخسائر من معاناة لبنان الذي يحتاج إلى ما يصل إلى 93 مليار دولار لإنقاذ اقتصاده، وفق تقرير معهد الدفاع عن الديمقراطية الأميركي.

ويشير التقرير الجديد إلى أن بيروت تحتاج إلى 67 مليار دولار من الأموال الجديدة لتحقيق الاستقرار في القطاع المصرفي اللبناني، بافتراض سعر صرف غير رسمي قدره 4000 ليرة لبنانية مقابل الدولار.

 ولا يشمل ذلك 22 مليار دولار من الخسائر التي تكبدها البنك المركزي (مصرف لبنان). كما أنه لا يتضمن خسائر صافية متوقعة تبلغ 4.2 مليار دولار أو أكثر من سندات اليورو المتعثرة.

الخسارة التى لحقت بقطاع السياحة اللبنانى ليست مادية فقط، بل هى تاريخية بامتياز بعد ان تبين تهدم بعض المبانى الاثرية والهامة فى بيروت نتيجة الانفجار، وهى خسائر لا تٌقدر بمال بل يتم حسابها من تاريخ البلاد.

ومن بين هذه المباني التراثية المتضررة ما يعرف بـ"البيت الأصفر" أو "مبنى بركات" الواقع في منطقة "السوديكو" المحاذية لمنطقة الأشرفية، والذي لحقت به أضرار محدودة في المنشآت ولا سيما في النوافذ والأبواب إضافة إلى الألواح الخشبية المثبتة في محيطه.

هذا المبنى الذي يعتبر من أبرز وأهم المباني الأثرية في بيروت حيث يعود تشييده إلى عام 1924 على يد المهندس المعماري اللبناني يوسف أفندي أفطيموس، والذي كان حريصاً أن يترك فراغاً في وسطه، ثم أضيف إليه طابقين بناهما المهندس المعماري فؤاد قزح الذي استعمل الباطون "الخرسانة" كدلالة على تطور العمارة من الحجر الرملي إلى الباطون في عشرينيات القرن الماضي.

 وبعد انتهاء الحرب الأهلية عام 1990 استملكت بلدية بيروت هذا المبنى ليتحول إلى متحف لذاكرة مدينة بيروت بما فيها الـ15 سنة حرب.

والشوارع الأثرية والسياحية في منطقة بيروت وتحديداً في مارمخايل والجميزة التي كانت لا تزال تفتح أبوابها لروّادها رغم الأزمة المعيشية والإقتصادية والمالية الصعبة متغنّية بتاريخها الجميل كونها مقصداً للسيّاح، أضحت منكوبة مدمّرة بالكامل.

ونزيف قطاع السياحة اللبنانى عاد بعد أن شهد تعافيا جزئيا منذ بداية العام 2019 فى ظل تحقيقه ارتفاعا خلال النصف الأول من العام، وبلغ عدد السياح عام 2018 وفق وزارة السياحة اللبنانية نحو مليون و950 ألفا، وهو ثاني أفضل رقم بعد عام 2010 قبل الحرب في سوريا وانعكاسها سلبا على لبنان، حين وصل عدد السياح إلى مليونين و162 ألفا.

وكان المجلس العالمي للسفر والسياحة قد أكد فى تقرير له، أن المساهمة الإجمالية لقطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي في لبنان بلغت إلى 19.1% (حوالي 10.4مليار دولار) خلال العام 2018.

أما جهة سوق العمل، فقد بلغ إجمالي عدد الوظائف في قطاع السفر والسياحة حوالي 394 ألف وظيفة في العام 2018، أي ما يشكل نسبة 18% من سوق العمل اللبناني، كذلك أظهر التقرير أن إجمالي الإنفاق داخل لبنان من قبل السياح قد وصل إلى 8.4 مليار دولار، أي ما يشكل 57.7% من مجموع صادرات السلع والخدمات اللبنانية.

وكان التقرير توقع أن يصل عدد السياح الوافدين إلى لبنان سيتجاوز مليوني زائر كما قال أنه سيكون هناك زيادة في الوظائف المتعلقة بقطاع السياحة والسفر في البلاد إلى 501 ألف مع حلول العام 2029.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة