عادل السنهورى

"جائزة الإنسانية" باسم طبيب الغلابة

السبت، 01 أغسطس 2020 10:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مفارقة عجيبة حقا..! فقد عاش الدكتور محمد مشالى يؤدى دوره الانسانى المتفرد فى علاج الفقراء والغير قادرين طوال نصف قرن فى هدوء ودون ضجيج وبعيدا عن أضواء الشهرة ومغرياتها ولم يعرفه احد سوى رواد عيادته البسيطة والفقيرة مثلهم فى طنطا والقرى المحيطة بها حتى قبل موته بشهور قليلة.

فجآة أصبح محمد مشالى " طبيب الغلابة" وبعد مشواره الانسانى الطويل جدا حديث الصباح والمساء ..ذهبت اليه كاميرات الصحف والفضائيات وأجرت معه اللقاءات باعتباره كائن فريد وطبيب نادر الوجود جاء من كوكب الانسانية حاملا علمه وخبرته فى الطب ..مثل الفيلسوف اليونانى "ديوجين" الذى حمل فى الظلام مصباحه باحثا عن الفقراء وجعل من الفقر ا فضيلة، فعاش على الحدّ الأدنى من حاجته للملبس والمأكل،

كنت أشعر اثناء حواراته بأن شيئا ما لا يرغبه قد اقتحم عليه حياته الهادئة البسيطة وان عدسات الكاميرات المتهافتة عليه تشغله ولو دقائق عن علاج مريض من فقراءه الذي أحبهم وتفرغ لهم فاحبوه ومنحوه وسام لا يقدر أحد غيرهم على منحه له وهو وسام النبل والشرف والانسانية المفرطة والعطاء بلاحدود.

فقد عاش الدكتور مشالي حياة بسيطة للغاية، وكانت عيادته متواضعة ولم يمتلك سيارة أو هاتفا محمولا. ورفض عروضا كثيرة بالمساعدات من منظمات خيرية وأثرياء، للانتقال إلى عيادة أحسن حالا، وحين قبل بعض تلك المساعدات، في مرات نادرة، تبرع بها للفقراء واشترى أجهزة طبية لإجراء التحاليل الأولية الضرورية لمرضاه. وظل  طيلة عقود يتقاضى أجرا زهيدا مقابل علاج زبائنه، وهو خمسة جنيهات مصرية، وزاد أخيرا ليصل إلى عشرة جنيهات، وفي حالات كثيرة كان طبيب الغلابة يرفض أن يتقاضى أي أجر، بل يدفع من جيبه الخاص للمرضى لشراء الدواء.بينما يتقاضى غيره مئات الجنيهات..ويقطن فى افخم الشقق والفيلات و"الكومباوند" ويقتنى أفخر انواع السيارات

ربما كانت معرفة الناس به فى أخر ايام حياته وهو الذى عاش قانعا بها اكثر من نصف قرن بعدما تخرج من كلية طب القاهرة دفعة 5 يونيو 1967 مكافاه ومنحة الهية مؤقتة من المولى سبحانه وتعالى فى حياته بمزيد من محبة الملايين من الناس ..ومن احبه الناس احبه الله.

فقد نعاه مجلس الوزراء بكلمات مؤثرة ونعاه فضيلة شيخ الأزهر الامام الأكبر ألدكتور أحمد الطيب وايضا نقابة الأطباء وأطلق محافظ الغربية اسمه على مركز طبي في شارع سعيد بطنطا المدينة التى ارتبط بها طيلة حياته وقرر المستشار مرتضى منصور ومجلس ادارة نادى الزمالك اطلاق اسمه على المسجد الكبير داخل النادى واحتفت به الصحف والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعى

جاء التكريم متآخرا  ويبقى التكريم الأكبر عند مولاه  ولكن ستبقى سيرته العطرة كرمز للانسانية والعطاء ..وربما سيكون من حسن التقدير لهذا الرجل أن تطلق الحكومة ممثلة فى وزارة الصحة او نقابة الاطباء جائزة باسم طبيب الغلابة  للأعمال الانسانية تخصص لنماذج مشابهه له وما اكثرها فى المجتمع المصرى سواء كانت أفراد أو جمعيات خيرية...أظن انه اقتراح يمكن مناقشته تكريما للدكتور محمد مشالى وأمثاله

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة