أكرم القصاص - علا الشافعي

سر ضريبة الراديو بعيدا عن الشائعات الإخوانية.. طُبقت عام 1968 وماسبيرو طلب رفعها من 140 قرشا لـ100 جنيه تماشياَ مع 2020.. والزيادة جاءت بعد مرور أكثر من 50 سنة على إصدار القانون.. وخبير يوضح تواريخ تطور الرسوم

السبت، 04 يوليو 2020 10:00 م
سر ضريبة الراديو بعيدا عن الشائعات الإخوانية.. طُبقت عام 1968 وماسبيرو طلب رفعها من 140 قرشا لـ100 جنيه تماشياَ مع 2020.. والزيادة جاءت بعد مرور أكثر من 50 سنة على إصدار القانون.. وخبير يوضح تواريخ تطور الرسوم راديو وعبد الناصر والسادات
كتب علاء رضوان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لازال قرار لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، المتمثل فى الموافقة على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قرار رئيس الجمهورية بالقانون رقم 77 لسنة 1968 في شأن رسوم الإذاعة والأجهزة اللاسلكية يشغل الرأى العام، ونص مشروع القانون المقدم من الحكومة، على أن يتم استبدال نص الفقرة الأولى من المادة 2 من قرار رئيس الجمهورية بالقانون رقم 77 لسنة 1968 في شأن رسوم الإذاعة والأجهزة اللاسلكية.

نص القانون

ويشار إليها بالنص الآتي: يؤدي كل مالك سيارة بها أجهزة اليكترونية أو ترفيهية أو مجهزة لاستعمال هذه الأجهزة رسما سنويا مقداره 100 جنية يتم تحصيله عند سداد أية ضرائب أو رسوم مستحقة على السيارة، وتؤول حصيلة الرسم إلى الخزانة العامة للدولة، على أن يتم تخصيص نسبة 40 % من حصيلة الرسم للهيئة الوطنية للإعلام، ونسبة 10% للجهات القائمة على متابعة هذه الأجهزة والتي يتم تحديدها بموجب قرار يصدر من مجلس الوزراء، ونسبة 10 % لوزارة الداخلية، وتلتزم إدارات المرور المختصة بتحصيل الرسم، ويتم توريده إلى وزارة المالية بما لا يجاوز الأسبوع التالي لتحصيله.    

main_image5efe007d558a4

شائعات منصات الجماعة الإرهابية

إلا أن جماعة الإخوان الإرهابية والكتائب الإلكترونية التابعة لها، تحاول منذ اتخاذ القرار إثارة البلبلة والأكاذيب من خلال ترويج الشائعات عبر صفحاتهم وقنواتهم الفضائية التي تبث من تركيا وقطر، بأن الدولة تفرض إتاوة على الشعب حيث أن هذه الأكاذيب لها أغراض خبيثة تسعى لها هذه الجماعة الإرهابية، كما أن الجماعة ولجانها الإلكترونية تبث الشائعات الخاصة.

ضريبة راديو السيارات منذ 63 سنة

فى التقرير التالي، يلقى "اليوم السابع" الضوء على قصة ضريبة الراديو والتلفزيون في 63 عاما، وذلك فى محاولة للتصدى للشائعات الإخوانية التى تخرج من هنا وأخرى من هناك من خلال جبهات ومنصات السوشيال ميديا، التابعة للجهات المعادية للدولة وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية بغرض واضح وصريح ألا وهو بث ونشر الفوضى فى المجتمع، حيث من الواضح جليا القرار لم يكن مقترحاَ رسما جديدا أو ضريبة مستحدثة، لكنها تقترح زيادة كبيرة على هذا الرسم الذي يسدده مالكو السيارات عند استصدار تراخيص تسييرها أو تجديدها – بحسب الخبير القانوني والمحامى محمد حامد سالم.  

29078-320201982427649-29078-السويشال-ميديا

طُبقت عام 1968 وماسبيرو طلب رفعها من 140 قرشا لـ100 جنية تماشياَ مع 2020

فى البداية - منعا للشائعات والسخرية بشأن زيادة ضريبة الراديو فإن القانون 77 لسنة 1968 الساري حتى الآن، ينص في مادته الثانية على أن: "يؤدي كل مالك سيارة بها جهاز استقبال رسماً سنوياً مقداره 140 قرشاً مع الضريبة الخاصة بالسيارة، وتقوم إدارات المرور بتحصيل هذا الرسم لحساب هيئة الإذاعة عند تحصيل ضريبة هذه السيارات وتورده إليها تباعا"، وهذا القانون صدر في عهد الرئيس عبد الناصر، وبالتأكيد فإن مبلغ 140 قرش كانت مبلغ كبير في هذا الزمن والتوقيت، وكان لابد من رفع ضريبة الراديو من 140 قرش بما يتناسب مع قيمتها في 2020 بعد مرورأكثر من 50 سنة من صدور القانون لتغطية الأجور والتكاليف بهيئة الإذاعة – وفقا لـ "حامد" .

ألمانيا ترفض إلغاء ضريبة الراديو

هذا وقد أقرت المحكمة العليا الألمانية دستورية، قانون ضريبة الراديو ورفضت إلغاءها لتغطية تكاليف أجور العاملين بالإذاعة وتحسين الخدمات المرتبطة بهيئة الإذاعة التقنية لتطوير، وتقديم أفضل محتوى يواكب العصر للمواطنين، وهو النهج الذي تسير عليه الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو بقيامها بتطوير كافة المؤسسات والخدمات من أجل المواطن المصري مع الوضع في الاعتبار أن زيادة ضريبة الراديو قاصرة على مالكي السيارات وهي فئة مقتدرة على دفع الزيادة حتى يستفيد ملايين المصريين البسطاء في جميع ربوع مصر من استمرار خدمات هيئة الإذاعة المصرية – الكلام لـ "حامد". 

09151820827132188381631078324031

 الرئيس الراحل جمال عبد الناصر 

ومبلغ 100 جنية سنويا مبلغ زهيد بالنسبة لمالك السيارة بالمقارنة بتكاليف صيانة السيارة وتكاليف مصنعية الإصلاحات وقطع الغيار والبنزين، وغيرها من المصاريف الهائلة التي يتحملها أي مالك سيارة حتى أصبح المصريين يعتبرون السيارة بيت آخر يحملهم تكاليف زيادة عن دخولهم ،ولم نجد أحد مقتدر تخلى عن سيارته رغم أعبائها - خلاصة القول - هي أن زيادة ضريبة الراديو في السيارات جاءت لتتواكب مع سعر الصرف الحالي لفئة مقتدرة بطبيعتها ولا تشكل أي معاناة  لتطوير خدمة هيئة الإذاعة لصالح 100 مليون مصري، وينبغي ألا نسير وراء الشائعات التي يرددها أعداء الداخل والخارج لإحباط المصريين وتحريضهم على الاعتراض فيما رأته الحكومة في مصلحتهم العامة بعد دراسة مستفيضة وعدم المساس بالبسطاء ومحدودي الدخل.

استعراض التطور التشريعي لقوانين فرض رسوم الراديو

الواقع والحقيقة يؤكدان أن التطور التشريعي لقوانين فرض الرسوم والضرائب على أجهزة الإذاعة واللاسلكي والاستقبال التليفزيوني، يكشف أن المشرع المصري كان يسعى جاهداَ منذ زمن بعيد لتخفيف الأعباء الضريبية على المواطنين الذين يستخدمون هذه الأجهزة، وذلك بغرض مواكبة الحداثة والتقدم التكنولوجي حيث أن مثل هذه الأجهزة لم تعد وسيلة للترفيه والتسلية فحسب، بل أصبحت بمثابة ضرورة حتمية للتثقيف والإعلام، فقد بدأت برسم عام في 1953 وانتهت براديو السيارة فقط 1968 بينما الرئيس الراحل أنور السادات ألغى رسوم الراحل جمال عبد الناصر على التليفزيون في 1974. 

6678c3e7-265c-4012-8575-9431dfdb1f56_16x9_1200x676

 الرئيس الراحل محمد أنور السادات

وفى الحقيقة بدأت قصة فرض الضريبة أو بمعنى أدق الرسوم بعد شهور معدودة من إعلان الجمهورية وإلغاء الملكية، وتحديداً في أكتوبر 1953 فقد أصدر الرئيس الأسبق محمد نجيب القانون 471 لسنة 1953 الذي ألزم كل مواطن يحوز أى جهاز من أجهزة استقبال الإذاعة اللاسلكية بدفع رسم سنوي يُقدر بـ 130 قرشا، وبعد عامين من قرار نجيب، وتحديداً فى يونيو 1955 أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قانوناً أخر باستفادة الإذاعة المصرية من حصيلة هذا الرسم السنوي المفروض على جميع أجهزة الراديو: "على أن يستخدم مجلس إدارة الإذاعة هذه الحصيلة لدعم عملية تحصيل رسوم رخص أجهزة الاستقبال، وإنشاء الوظائف المؤقتة اللازمة بالاتفاق مع وزارة المالية والاقتصاد، وصرف المكافآت التشجيعية لمن يبذل جهداً بارزاً في زيادة الإيرادات".

عبد الناصر يصدر قانون الراديو

وفى تلك الأثناء - اصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قراراَ برسوم راديو السيارة الساري حتى الآن في القانون 112 لسنة 1960، وكان هذا القانون فى حقيقة الأمر يهدف إلى تخصيص عملية تحصيل الرسوم وتقليصها، بحيث لا يتم إخضاع جميع مالكي الراديو للرسوم بل يتم إخضاع فئات منهم فقط، وذلك نتيجة الزيادة الواضحة في عدد مالكي الراديو بين المواطنين، فيما اتبع هذا القانون إستراتيجية أخرى في تحصيل الرسوم، بأن جعلها على التيار الكهربائي - بواقع مليمان في القاهرة والإسكندرية ومليم في باقي المحافظات عن كل وحدة كيلو وات/ساعة - وعلى البطاريات الجافة - بواقع 35 قرشاً على كل بطارية ضغطها 22.5 فولت فأكثر -  وليس على مجرد حيازة المواطن لجهاز الراديو.

images

ليس ذلك فقط - فقد فرض عبدالناصر رسماً سنوياً 140 قرشاً على كل من يحوز راديو في السيارة، وعلى مالكي أجهزة الراديو الذي يدار بواسطة البطاريات السائلة، إلاّ أن هذا الوضع لم يبق كثيراً، فأصدر عبدالناصر بعد 8 سنوات القانون 77 لسنة 1968  - الساري ببعض التعديلات حتى الآن - والذي ألغى الرسوم على أجهزة الراديو التي تدار بالبطاريات السائلة، وألغى الرسوم على البطاريات الجافة، ونظم فرض الرسوم على استهلاك التيار الكهربائي، وأبقى على رسم راديو السيارة الساري حتى الآن، وبالتوازي مع تخفيف الرسوم على أجهزة الراديو بمضي الزمن، ظهرت ثم اختفت رسوم أخرى على أجهزة التليفزيون.

 مجلس الشعب يلغى فرض رسوم التليفزيون على المواطنين فى 1974

وفى غضون عام 1960 وبالتزامن مع تنظيم خدمة التلفزة المصرية لأول مرة، أصدر عبدالناصر قراراً بقانون يفرض رسماً سنوياً قدره 5 جنيهات على كل جهاز معد لاستقبال البث التليفزيوني في مصر، و50 ليرة على كل جهاز تليفزيون في الإقليم السوري - كانت مصر وسوريا آنذاك متحدتين - وكان هذا القانون يتطلب إثبات بيانات كل مالك لجهاز التليفزيون في هيئة الإذاعة أو مكتب البريد التابع له، إلا أن مجلس الشعب في أبريل 1974 ارتأى انتهاء عصر فرض رسوم التليفزيون على المواطنين، رغم أن عدداً من دول العالم التي تتبع نظام الخدمة الإعلامية العامة كبريطانيا وألمانيا كانت – ومازالت - تفرض هذا الرسم على مواطنيها مقابل تقديم خدمة تختلف في تنظيمها وطبيعتها عمّا يقدمه اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري.

وأصدر الرئيس الراحل أنور السادات بعد موافقة مجلس الشعب القانون 22 لسنة 1974 نصاً على "إلغاء الرسم السنوي المفروض على أجهزة الاستقبال التليفزيونية، ورد ما يكون قد تحصل من الرسم المذكور عن عام 1974"، وجاء في المذكرة الإيضاحية لهذا القانون أن "التليفزيون لم يعد مجرد وسيلة ترفيه وتسلية يقتنيها القادرون وحدهم بل أصبح وسيلة تثقيف وإعلام عام لها أكبر الأثر في توجيه الرأي العام، ومن ثم فإن فرض رسم سنوي على أجهزة استقبال الإذاعة التليفزيونية لم يعد يتماشى مع تحقيق هذا الهدف لأكبر عدد ممكن من المواطنين".

ماسبيرو يعيد فتح الملف 2013

وأوضحت المذكرة الصادرة عن مجلس الشعب أنه "تم تدارس اقتراحات عدة للتيسير على المواطنين من بينها إضافة الرسم على قيمة استهلاك الكهرباء، أو تقسيط سداده شهرياً، لكن الحكومة أعلنت بناء على توجيهات الرئيس السادات إلغاء هذا الرسم وتحميل الدولة وحدها عبء نفقات الخدمات التليفزيونية" – وفى تلك الأثناء – وتحديداَ بعد نحو 40 عاماً من صدور هذا القانون، وبالأخص في نوفمبر 2013 جاء اقتراح من اتحاد الإذاعة والتليفزيون بإعادة فرض رسم على أجهزة التليفزيون المنزلية، وزيادة قيمة رسم راديو السيارة، وهو الاقتراح الذي تحول إلى مشروع قانون تم إقراره من قبل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب منذ يومين.  

 

58380711_10215109724069196_8546365846748921856_n

المحامى محمد سالم حامد








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة