ليست لدي أدني مشكلة مع من يركبون الموجة، فالكل يركبونها، بل إنني متأكد تماما أنه لا نجاح لأحد أو فكرة أو قضية بدون ركوب موجة ما، ولا يمتنع (يعجز) عن فعل ذلك إلا الفاشلين!
وللناس في ركوب الموجة مذاهب.. فالبعض يركبونها بأخلاقية، كالمصلحين الذين يستغلون وقوع جريمة أخلاقية ما ليحذروا من الرذيلة.. والبعض يركبونها بحماس، كالثائرين الذين يترقبون هزة اجتماعية أو اقتصادية لبدء ثورتهم.. والبعض يركبونها بذكاء، كالمسوقين الذين ينتهزون أي مناسبة للتسويق لسلعهم! ..
عن ركوب الموجة: ” وهذه السياسة من أكثر السياسات رواجاً عند صيادي الفرص الذين يستغلون ظروفاً معينة أو أحداثاً خاصة فينخرطون بها ويتبنونها فيختلط الأمر على المراقب حتى يكاد لا يميز بين الأصيل والدخيل؛ مما يسبب ضياعاً في الرأي العام، وتبديداً للجهود المخلصة، وتفشيلاً لها، وتيئيساً لمن أخذ الأمر على محمل الجد ولم يتلوث بالحيل التي نصبت له .
في الوقت الذي يروج هذه الأيام بعض الفاسدين المشاركين في العملية السياسية وخصوصا من المنبوذين منهم والذين يحاولون ركوب الموجة.
لن تنزلق مصر كدولة إلى مستوى الرد على مثل هذه التصريحات الخاوية؛ فمصر عزيزة وستبقى.
فقد كانت وما زالت مصر -كدولة- صمام الأمان للكيان العربي، ونقول كيانا؛ لأن القضية اليوم قضية وجود بالنسبة لكل العرب، وقد نجت أرض الكنانة من الموجة الأولى في فورة الربيع العربي فأصبحت بذلك آخر حصن عربي وهذا ما لم يرق للمتربصين بها فأرسلوا إليها جحافل الإرهاب من داعش وغيره، ولكنهم لم ينالوا مرادهم فلم يبق أمام من يريد نهايتها إلا الورقة الأخيرة وهي إثارة البلبلة وتحريض الداخل المصري ليشتعل فتيل الفتنة من جديد وتهدم مصر على يد أبنائها. كل ذلك لأن مصر ليست سهلة المنال بل هي دولة ذات تاريخ عريق وصراع طويل مع الخارج الذي لطالما تحطمت مشاريعه في مواجهتها بالإضافة إلى امتلاكها مؤسسة عسكرية وأمنية منضبطة خبيرة لم تعرف الضعف يوما في أي مواجهة.
وتحيا مصر شعبا حرا كريما وجيشا قويا عظيما وقائدا شجاعا حكيما•
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة