أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئ عبد الواحد بن سعيد يكتب: الطابع الإنسانى والتنموى لعيد الأضحى

الجمعة، 31 يوليو 2020 02:00 م
القارئ عبد الواحد بن سعيد يكتب: الطابع الإنسانى والتنموى لعيد الأضحى أضاحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم تعد مسألة ذكرى رؤيا النبى إبراهيم عليه السلام على أساس شخصى وارتباطها بمسألة الاحتفال بعيد الأضحى واختصاص "الأمة الرحيمة" به يطرح أسئلة على الذين ينظرون من زاوية واحدة ويغفلون مقاصد كبيرة قد يعرفونها بثقافاتهم لكنهم مع العولمة يحاولون إخفاءها بطريقتهم، خاصة أنها ذكرى دينية إسلامية عالمية وحميمة مألوفة وغريبة لدى الثقافات الأخرى الذين لا ينظرون فى الأمر كله إلا موت الحيوان وطريقة موته.

 

إنه عيد يجمع بين الشرعية الدينية والالتزام الإنسانى وروحانية التضحية، وإضفاء الطابع الإنسانى على أضحية عيد الأضحى لا يشهد فقط على التحولات فى ممارسات وتمثيل الفعل الطقسى الدينى، لكن أيضًا على شكل ممارسة للتضامن والمساعدة والتنمية، التى يمكن أن تقترن ببعض الخطابات الدينية والاجتماعية، متضمنة إعادة ترسيخ الطقوس فى التقاليد والأصالة المعاد ابتكارها عبر الزمن.

 

فعيد الأضحى اليوم ليس ما طبقه أجدادنا وإنما روحه وطابعه الإنسانى، وإن تغير فى التفاصيل إلا أن جوهره ظل كما هو أى الإحساس بالفقير والذين لا يمكنهم التضحية طيلة السنة وإن كان يوما واحدا فقط للتذكير لمن لا يتذكر طيلة السنة.

 

هذه التحولات تتناسب مع التحديات التى تفرضها ممارسة تقاليد دينية فى زمن العولمة الطاغى، حيث يختلط منطق المادة الملموسة بالروحانية الغيبية، مع ما يصاحبه البعد الإنسانى للتضحية الذى هو جزء من التنمية القائمة على العقيدة، والتى ترى أن النقل الطوعى للمعايير الأخلاقية والاجتماعية يعتبر مفيدًا لتنمية المجتمعات المستفيدة.

 

الآن نسير نحو تحويل ممارسة الطقوس، المرتبطة بالتقاليد "السنة" والصدقة "المساعدة" ، إلى أداة إنسانية، حيث يتم الجمع بين المعايير الدينية والمعايير القانونية والاعتبارات الاقتصادية والقيود التقنية والأخلاقية لذبح الأضحية واللوجستية.

لكن ما هى الوسيلة الأقوى "لتحويل الإيمان إلى تنمية وإلى تضامن" خصوصا مع طغيان الطابع الشكلى؟

 

يجب العمل على تفريغ العقول من طواغيت التحكم الدينى الى إضفاء الطابع الإنسانى على العيد وإعادة هيكلة المجال الإنسانى القائم على العقيدة والذى يجمع بين المبادئ الدينية ومنطق التنمية والتضامن على مستوى مجتمع المؤمنين (على الرغم من أن السكان المستفيدين قد لا يكونوا مسلمين)، خصوصا إذا كانت الطقوس تتميز بشحنة رمزية مهمة فى نظر العديد من المسلمين، سواء كانوا يمارسون الطقوس أم لا.

 

وبعيدًا عن الميل العقائدى أنصح باستيعاب التضحية الإنسانية فى ضوء التحولات العميقة للسلوكيات الطقسية والدينية، وعلى نطاق أوسع من "أنا مسلم" لولوج عالم  التحديث السلوكى الدينى والروحانى المؤدى إلى التنمية ومساعدة الآخر، بشكل أعم لتكييف هذه القيم (والممارسات الدينية الملموسة) مع التغيير الاجتماعى والاقتصادى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الواحد

شكر

شكرا لكم على النشر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة