د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: البوابة السحرية

الجمعة، 03 يوليو 2020 03:35 م
د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: البوابة السحرية د./ داليا مجدي عبد الغني

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التفاصيل الصغيرة كفيلة بتغيير من حال إلى حال، فلا تستهين بها، فهي تنقل من حَوْلك من مرحلة إلى مرحلة، فكلمة بسيطة كفيلة بأن تجعل من أمامك يُسلِّم كل قُلوعه لك بكامل إرادته، ونظرة حانية قادرة على محو أي ألم أو جرح، ولحظة اهتمام لها القُدرة على أن تُشْعر من أمامك أن الحياة لا يمكن أن تستمر بدونك.

فلا تظنوا أن قوة الإنسان تكمن في العنف والاستهتار، بل على العكس تمامًا، فتذكر لحظات حُنوك، ستجد أنك كنت أنت المُسيطر فيها، وتذكر مواقفك النبيلة، ستجد أنك كنت سيد الموقف فيها.

فالبشر أنواع، ومن تستطيع السيطرة عليه بالعنف، لا تعبأ به؛ لأنه من الأساس شخصية لا تحبك لذاتك، وإنما تخشى منك، ومن عُنْفك وقُوتك، ولو واتتها الفرصة، ستتحول إلى امرئ آخر، أما من يحب عطفك وحنوك، ويبحث عن احتوائك وحنانك، ويهرب منك لو استشعر قسوتك، فهذا يُحب إنسانيتك، ولذا ثق أنه لا يخدعك.

صدقوني، تصرفات صغيرة وبسيطة، تترك أكبر الأثر في قلوب الناس، والعجيب أن تلك التصرفات هي التي تخلق الحُب، متى استطعت أن تجعل من أمامك يشعر أنه كل كيانك، فلن يتوانى للحظة أن ينفذ كل أحلامك؛ لأن هدفه سيتحول إلى إسعادك؛ والسبب ببساطة، أنه شعر بالأمان معك، والأمان هو البوابة السحرية، التي تجعل المستحيل يتحول إلى حقيقة ملموسة، وتحول المرفوض إلى مقبول، والأمان لا يتحقق إلا بالتفاصيل الصغيرة، التي نستهتر بها طيلة الوقت.

فأذكر قصة زوجين، كانا على وشك الانفصال، ولكن الزوجة طلبت منه تأجيل هذا القرار لمدة شهر واحد، بشرط أن يحملها يوميًا من غُرفة النوم إلى باب المنزل، وكان طلبها غريبًا بالنسبة له، ولكنه نفذه بالفعل، وكان كل يوم يحملها تلك المسافة، وبعد أن كان يفعل ذلك بدُون إحساس، بدأ يستشعر بحنانها، ويشُم عَبَقَ عطرها، وهي بدأت تضع رأسها على صدره، فكل منهما لمس دفئًا في الآخر، جعل المشاعر تستيقظ بداخلهما، وتحول هذا السُّلوك البسيط إلى حالة مُتعة، بالنسبة لهما، فهي تفصيلة بسيطة، ولكن الحرص عليها أيقظ الإحساس.

فلو اعتاد شخص أن يسأل عليك يوميًا، ويُشْعرك بلذة الحوار معك، وينتقي كلماته التي يُحاورك بها، بلا شك، سيتحول إلى جزء هام في حياتك، لا يُمكنك الاستغناء عنه، ومن يضع باقة الزهور أمامك كل صباح، لو غاب يومًا ستشعر بفُقدانه.

فالتفاصيل الصغيرة هي بوابتك السحرية لتحقيق كل ما تصبو إليه، فهي التي ترضخ من حولك لك، وهي التي تفتح الأبواب المغلقة، فهي بوابة فتح القُلوب على مصراعيها، فلا تستهِنْ بها.

                                                                                   

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة