القارئ أحمد الوحش يكتب: كورونا كما لم تعرفه من قبل

الجمعة، 03 يوليو 2020 11:00 ص
القارئ أحمد الوحش يكتب: كورونا كما لم تعرفه من قبل كورونا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اتفقت قنوات التلفاز المختلفة على كلمة واحدة متكررة "كورونا، كورونا، كورونا" ألا يوجد فى هذا العالم خبر غير كورونا؟.. للأسف الشديد لا يوجد غير ذلك الوباء فى وقتنا الحالى، تتأرجح الأخبار بين الأمل الكاذب عن اكتشاف مصلٍ والفزع الأكيد من تخطى الإصابات حاجز الثمانية ملايين والوفيات تقدر بمئات الآلاف، لا نعلم متى سينتهى هذا الكابوس وما نتيجته.

استيقظ الأب فى الخامسة صباحاً على شقشقة العصافير وأيقظ أهل البيت، وكان إماماً لهم فى الصلاة، وصعدوا جميعاً إلى سطح المنزل لمشاهدة شروق الشمس، ثم تناولوا فطورهم مجتمعين فى شرفة المنزل واحتسى كل منهم مشروبه المفضل، وجلسوا يتضاحكون ويمزحون حتى الساعة الثامنة صباحاً.

هذا الجو المشحون بالسعادة والترابط الأسرى -الذى لم يكن قبل كورونا - أصبح إلزاماً على الجميع.

وفى المساء تتجمع الأسرة على طاولة العشاء ليس فقط لتناول الطعام، لكن للسمر وتبادل النقاش فى التجارب اليومية، فتحكى - أيها الأب - عن ذكريات البارحة وعملك اليوم وما تتمناه غداً، وأنتِ - أيتها الأم - تحدثين أبناءك عن ذكريات طفولتك وتضحكون جميعاً على فترة الخطوبة وكيف كان الأب رومانسياً وتضحكين قائلة "قول للزمان ارجع يا زمان" ليضحك الجميع مستمتعين متحابين، ثم أنتم أيها الأبناء ألا تريدون أن تخبروهما عن ذلك التريند - الذى اجتاح مواقع التواصل - وتقصون عليهم تلك الآراء المضحكة للمستخدمين الآخرين؟

أتاح ذلك فرصة لتبادل الآراء بين الأجيال المختلفة، إن التخلى عن فكرة الثغرة الزمنية - التى سادت طويلاً بين الشباب - أصبح ممكناً، فتآلف الجد والأب والابن بعد تلفٍ سبّبه العالم الافتراضى.

لقد علّمنا ذلك الوباء الكثير من الدروس وأهمها الترابط الأسرى - الذى كاد الإنترنت يقضى عليه - وتركنا لثقافتنا الجامدة فى التعامل مع النفسِ التى لا تثمر إلا تعبها، لم القلق والحزن؟ لن تغير مشاعرك السلبية من الواقع، نعم هناك مسئوليات كتوفير المأكل والملبس ودفع رسوم الخدمات المختلفة وأزمة كورونا، لكن ألم تنهى عملك اليوم منذ ساعات؟

أنت الآن بالمنزل ولن يدفع عنك حزنك وخوفك فاتورة الكهرباء، أقضِ وقتك بالمنزل فى فرح وسعادة مع أسرتك، كن عملياً واجتهد فى عملك؛ ليدفع عنك راتبك ما تحتاجه.

اخلع همومك عند باب المنزل وخذ قسطاً من الراحة، فالروتين الشاق -الذى اعتدناه- سيؤدى إلى تفاقم الهموم والأحزان.

فعقلك كالمنزل يحتاج إلى الراحة وإعادة الترتيب وإزالة الأفكار والمشاعر السامة، فصاحب العقل الهادئ المنظم يؤدى صاحبه العمل ويفكر بشكل أفضل من ذلك المشتت الشكّاء البكّاء.

لقد كان تباعد الناس تقارباً وإعادة لهيكلة الأسرة من جديد، وقد ذكّرنا كورونا أن الحياة قصيرة وواحدة، فأصلح ذاتك وتقرّب إلى الله، وأعطِ نفسك حقها من الراحة والاستمتاع بالحياة بما لا يتعارض مع مبادئ الدين وعُرف المجتمع.

ألا زلت هنا؟ اذهب واجلس بين أبنائك واضحك وأعد الحب والترابط لأسرتك من جديد.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة