عبارة قرأتها برواية عزازيل ليوسف زيدان لا أنساها مطلقا ألا وهي (من يكتب لا يموت).
حقا من يكتب لا يموت حيث تبقي الكلمات محفوظة حتي ولو مات الانسان ورحل جسده عن الدنيا...... تبقي كتاباته محملة بأجمل الروائح ......
الكتابة وسيلة للتشافي وطريقة علاجيه لكل الأمراض.
هل تصدقون بأن هناك سيدات مريضات سرطان قد تعافين تماما بعد تطبيق نظام الكتابة معها لمدة شهور هل رفعت الكتابة مناعتها حتي تجاوزت هذه المحنة.......
الكتابة قلم وورقة أو لوحة مفاتيح صماء وأصابع محترفة اتحدا سويا حتي قررا الارتباط واخراج كلمات أو أفكار أو مشاعر غائرة تائه ما بين ذاكرة قوية أو حتي ذاكرة إصابها الخلل ..........
الكتابة أفكار ترجمت علي الورق إلى مشاعر مكبوتة وتم تقويمها إلي سلوكيات صريحة.
الكتابة علاج للضغوط النفسية وعلاج للاكتئاب وعلاج للادمان وعلاج لتصليح ما أفسده الآخرون.
لا يهم الكتابة بقواعد نحوية سليمة بقدر ما تكتب وتعبر عن مشاعرك وأهدافك ويومياتك وتتخلص من معتقداتك الخاطئة.
هل تعلم أن هناك مئات الأمراض النفسية قد عولجت تماما بعد تعرضها للكتابة بشكل مستمر لمدة 15 دقيقة يوميا.
قرأت بأحد الأبحاث العلمية أن الكتابة قد عالجت أمراض القولون العصبي وأمراض الضغط وأمراض عديدة أخري تندرج تحت باب الأمراض السيكوسوماتية وتخلص أصحابها من وطأة المرض، وتحرروا من كل الضغوط المرتبطة بالمرض.
وتشافت أرواحهم التي كانت مكتظة ليس فقط بضجيج المرض النفسي بل والمرض العضوي ايضا.
وبما أننا جميعاً نمر بأوقات عصيبة جراء المسئولية والالتزامات والضغوط التي تحيطنا من كل جانب، ناهيك عن التجارب السيئة والحوادث المريرة، وفي سعينا للعودة للتوازن، يبذل كل منا مسلكه من تغيير المكان والسفر، إلى اللجوء للأشخاص المقربين، بالإضافة لطلب المساعدة الطبية والعلاج النفسي على اختلاف أساليبه.
تستخدم الكتابة لتفريغ الذهن والتخلص من الشحنات السلبية والتعبير عما يضيق به الصدر، بغرض التحسن، ولا يحتاج المرء أن يكون كاتباً جيداً أو كاتباً بالأساس ليعتمد هذه الطريقة العلاجية، كل ما تحتاجه ورقة وقلماً ودافعاً للكتابة، وهو إحدى تقنيات العلاج السلوكي التي تعتمد على فلسفة التعرض.
تُجسد الكتابة العلاجية هذه العلاقة المميزة والمتمازجة بين العقل والجسد والروح، فاليد تمسك القلم أو أداة الكتابة، ليبدأ العقل في إنزال الوحي والإلهام، بما يعبر عن ألم الروح وشجونها.
وتمتاز هذه الطريقة العلاجية لأنها تناسب جميع المراحل العمرية بدءاً من الأطفال – حال تعلمهم الكتابة- وحتى كبار السن، كما أنها يسهل تطبيقها دون الحاجة لتوجيه من طبيب أو معالج، مع كونها غير مكلفة بالمرة، فهي لا تتطلب سوى ورقة وقلم ومكان مناسب، كما لم تكشف أي دراسة عن حدوث آثار جانبية أو أضرار محتملة لهذه الطريقة العلاجية مما يعني أنها آمنة نسبياً، كما لا تتطلب وصفة طبية قبل البدء بها، فضلاً عن أنه يمكن ممارستها في أي وقت وزمان شرط مناسبتهما للشخص.
يمكنك أيضاً حرق أو مسح ما كتبت فور الانتهاء من كتابته، أو الاحتفاظ به لنفسك وإعادة قراءته وقتما تشاء، كما يمكنك مشاركة ما كتبت مع الأشخاص ذوي الثقة لديك أو إخفاؤه عن الجميع، وكل هذه الميزات تمنح الشخص قدراً من الطمأنينة يساعده على التحسن دون شك.
في بداية الثلاثينيات، عانت «بولتون» الكثير من التجارب المؤلمة، والكتابة وحدها هي من أنقذت سلامتها العقلية، حيث تقول:
كنت أشعر بحزن مستمر لا أدري سببه، واقترح زوجي أن أكتب سيرتي الذاتيةـ ربما وضعت يدي على ما يؤلمني، فعلت ذلك وكنت أتخيل أنني سأكتب قصة جميلة، لكن النتيجة كانت سرد فوضوي، لكنه أقرب ما يكون لما أعيشه، وبالوقت أعدت المحاولة لكن في صورة نظم شعري وكان رائعاً.
وتوضح بولتون السبب وراء عدم ذهابها إلى معالج نفسي بأنها وجدت الورقة والقلم أكثر ثقة من أي شخص. «فما أن تبوح بأمر لأي طبيب حتى لا يمكن التراجع عنه أبداً، لكن الورقة تبقى تحت تصرفك يمكنك تمزيقها أو إعادة قراءتها في أي وقت».
ولقد اتخذ الإسلام الكتابة دعامة من دعائمه، فقال جل شأنه في أول آية نزلت على رسوله صلى الله عليه و[آله]وسلم: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 - 5] } ، وأقسم سبحانه وتعالى بالقلم فقال جل وعز: { {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [القلم: 1] } كما أقسم بالكتاب فقال: { {وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} [الطور: 1 - 3] } . وجاءت في الذكر الحكيم كلمات اللوح والقرطاس والصحف من مثل: { بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج: 21، 22]
ومما يدل علي أهمية الكتابة بالاسلام ايضا عندما أعلن الرسول عليه الصلاة والسلام لأسري الحروب من منهم يستطيع الكتابة ويعلم 10 غيره يتم الإفراج عنهم وهذا يدل علي أهمية الكتابة وعظم شأنها.
مما سبق أحبائي الكرام أوجه لكم نصائح غالية لا تخافوا ولا تجعلوا هناك رقيب لكتاباتكم فقط: أطلقوا العنان حتي تصبح أرواحكم بيضاء كالورقة التي تكتبون عليها لعلنا نتصالح مع أنفسنا من جديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة