عندما يضيق البعض الخناق علينا بآراء ما أنزل الله بها من سلطان، لا مفر إذن من اللجوء هربا إلى الحلم.. وحلمى الذى يلازمنى هذه الأيام هو تغيير ما يسمى بالخطاب الدينى.. فمثلا يقتصر خطاب «دعاة» العقود الأخيرة على جسد المرأة من قمة الرأس حتى أخمص القدمين.. وتتوزع الفتاوى بين مطالب بإبقاء المولودة فى بيت الأسرة ولا تخرج منه إلا على بيت الزوجية،وآخر متساهل بعض الشىء فيسمح لها بتلقى التعليم الابتدائى أو الثانوى على أكثر تقدير، شرط ضرب عدم الفرز الطائفى عرض الحائط،ويشتعل الخلاف بصدد نوعية زى الفتاة وتتنوع الآراء «الملزمة» بين حتمية الحجاب بالنسبة للبعض والنقاب لفريق آخر.. كذلك شاعت فتاوى بصدد كل صغيرة وكبيرة وحصرها جميعا فى «الدعاء» دون أى جهد آخر، فتصلك عبر وسائل التواصل الاجتماعى دعوات الفجر والصباح والضحى والظهر والعصر والمغرب والمساء وإضافة إلى ذلك مراعاة يوم الدعاء، فدعاء السبت يختلف عن دعاء الاثنين، وهكذا، بحيث يتسرب الوقت من بين أيدينا ونحن نتلهى بتوزيع نوعية الدعاء ووفقا لأيامنا..وهذا الموضوع طويل بحيث يحتاج، ربما، إلى آلاف الصفحات ولا مفر حرصا على النجاة من الهروب إلى الحلم.. ومن أجمل ما أحلم به، حملات إعلامية واسعة للتوعية بقوله تعالى «وجعلنا من الماء كل شىء حى»، وأن تجسد أعمال درامية هذا المعنى العميق بإظهار مريض يقضى لعدم وجود جرعة ماء.. وكذلك وردة تذبل وتذوى عطشا، مع تجريم الدعاة لإهدار المياه بغسل السيارات ببذخ مائى معيب.. أيضا أحلم باستيقاظ ضمائر أصحاب إنجاب الأطفال بلا حساب أو تنظيم، بمشاهدة أطفال الشوارع وظروفهم المعيشية البائسة دون ذنب أو جريرة، وأن يستغل آباؤهم وأمهاتهم الوقت فى العمل بدلا من احتراف التسول المهين أحيانا.. فالعمل فريضة والعمل حق وشرف وواجب.. أحلم بإدراك أن مصر لن تنهض إلا بسواعد وعقول أبنائها وأن الصناعة هى توأم الزراعة فى مكانة الأمم وأنه كما قال الزعيم الخالد جمال عبدالناصر: من لا يملك قوت يومه لا يملك حرية قراره.. أحلم بتركيز المجتمع على الأهمية الحيوية للتعليم وأنه السبيل الأول للترقى ولمواكبة العصر..وذلك باستعراض حياة بعض العلماء الذين أفادوا البشرية باختراعاتهم البناءة و ابحاثهم المبهرة والتى أنقذت حياة الآلاف، بل الملايين أحيانا ،بالتوصل الى علاج اشرس الأمراض والتوصل الى لقاحات تحصن من الأمراض والأوبئة التى تهدد حياة الملايين، وتحيى الأمل بانتصار الانسان على كل ما يتهدد حياته.. أحلم بأن تنتشر تعاليم الوقاية من الأوبئة بملايين أضعاف الثرثرة عن جسد المرأة، حيث يدور من يسمون بالدعاة الجدد فى هذه المساحة دون محاولة الارتفاع إلى مخ المرأة ومن أروع أمثلتها العالمة البولندية الأصل الفرنسية الجنسية، العظيمة مارى كورى الحائزة على جائزتى نوبل فى الفيزياء والكيمياء، وتوصلت إلى علاج السرطان باليورانيوم.. وبدل الحلم،كابوس، مرضى السرطان، فيما لو حكم أحد ،لا قدر الله، على مارى كورى بالبقاء فى المنزل مدى الحياة، ومارى كورى مثل ساطع على أن القيمة الحقيقية تكمن فى العقل البشرى لرجل كان أو لامرأة٠أحلم بقيام الإعلام بحملات واسعة للتوعية بخطورة الحرب بالشائعات وتشويه الحقائق وشغل الجماهير عن القضايا الجوهرية بتشتيت اهتماماتها،وحرف انتباهها، وتعميق الهوة بينها وبين القيادة الوطنية الأمينة،التى فوضتها للسهر على مصر.. المهم إننى أشعر بحقى فى الحلم، وبعد ثورة يونيو العظيمة بأملى. وثقتى فى تحقيق أحلامنا المشروعة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة