المشهد الأول: رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يمشي في مكة، تفيض وجنتاه بالنور، وكأن الزهر يداعب ثغره من فرط جماله، ومع ذلك يتعرض هو وأصحابه لشتى أنواع الإيذاء، فتارة يُقذفون بالحجارة، وتارة يُضيّق عليهم في البيع والشراء، وتارة يُطردون إلى شعاب مكة، هو وأهل بيته، ولا يجدون ما يقتاتون به فيلجأون إلى أكل أوراق الشجر (حصار اقتصادي)، ثم يطردون من مكة، وتحشد مكة كل قواتها، برعاية اليهود والقبائل، ويجتمع الجمع من أجل أن يقضوا على رسالة السلام والرحمة والعدل في محيط بدر، ثم ما يلبث أن يرفع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يديه إلى ربه، داعيًا دعوة الواثق من ربه قائلًا: اللهم إن قريشًا جاءتك تحادك وتحاد رسولك بفخرها وخيلائها فأخنهم الغداة (أي. آتي عليهم واهزمهم الغداة)، ثم قال: "سيُهزم الجمع ويولون الدبر".
المشهد الثاني: يطمع الأعداء في شريان مصر، الذي يهب لها الحياة، فتشرع إثيوبيا في وضع حجر الأساس في أبريل لعام 2011 لبناء سد هيداسي، والذي تحوّل اسمه لسد الألفية، ثم لسد النهضة، بزعم توليد الكهرباء، ولكن سعته التي تفوق حاجاتهم، تقول إنه من أجل أن يجف الضرع والزرع، ونسوا أن الماء والهواء من أقدار وأرزاق الله لعباده، هو القادر على أن يعطيها أو يمسكها فقال تعالى، في سورة المؤمنون: (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ). (الآية 18)، صدق الله العظيم، وها هو الجمع يتكالب على مصر.
المشهد الثالث: يحلم أردوغان تركيا بزعامة زائفة، وأنه الخليفة المنتظر، فيحيك المؤامرات يمينًا ويسارًا، تارة في العراق، وتارة في سوريا، ثم ينبعث أشقاها فتأخذه أحلامه في النيل من مصر، الذي طالما حكى القرآن الكريم عن مُلكها، فيطأ أرض ليبيا عبر الميليشيات الإرهابية، داعمًا لها لوجيستيًا، وماليًا، واستخباراتيًا، وتسليحيًا، وإعلاميًا، من أجل تهديد الجبهة الغربية لمصر، ثم ما يلبث أن تلحق به الهزيمة تلو الأخرى، فلا يجد إلا كنيسة ينتصر عليها ليحوّل "آيا صوفيا" إلى مسجد، ولم يفعلها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه من بعده.. وها هو الجمع يتكالب مرة أخرى على مصر.
المشهد الرابع: دويلة صغيرة تتبع إسرائيل، مساحتها أشبار من الأرض، قامت على الغدر كابرًا عن كابر، وكأنه مكتوب على كرسي الحكم فيها عبارة: (لولا خيانة من كان قبلك ما آلت إليك)، يكيد صبيها لمصر كل الكيد من زمان جده، يستخدم كل ما أوتي من مال وقوة للنيل من مصر الطاهرة، فتارة يدعم الإرهاب في سيناء وليبيا، وتارة يطلق سهام إعلامه المقيت، المسمى بـ"الجزيرة"، وذيولها، من أجل تزييف الحقائق وتثبيط الهمم، ومن أجل تشويه ما يقوم به الرئيس البطل عبد الفتاح السيسي، الذي أنقذ مصر من كبوتها في فترة حالكة، ولا يألو جهدًا في سبيل رفعة مصر وحماية أرضها الطاهرة.. وها هو تميم والجمع يتكالبون على مصر مرة أخرى.
والسؤال الذي يطرح نفسه من خلال هذه المشاهد الأربعة لماذا كل هذا؟!
ما أشبه الليلة بالبارحة، هذه أقدار كل صاحب رسالة، فرسالة مصر العدل والمساواة والرخاء والحرية لكل شعوب العالم، عمود الخيمة العربية، وداعمة ثورات التحرر الأفريقية، دائمًا بسبب رسالتها يتكالب عليها الضباع، فكانت وستظل مقبرة للطامعين.
الضباع لا يعجبها ما تقوم به مصر، من رسالة السلام والتنمية، والتعامل بشرف وكرامة، فيكيدون كيدهم من أجل أن يطيئوا أرض مصر الطاهرة، أو يهددوا أمنها القومي.. ولكنهم لن يتمكنوا من ذلك، فأرض مصر تجلى الله فيها وهو حاميها، ولمصر شعب وجيش يفديها.. بالأمس كان التآمر على رسول الله في بدر، واليوم تآمر على مصر، ولكن هيهات هيهات سيُهزم الجمع ويولون الدبر، إن شاء الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة