بالجلابية والكرسى المتحرك استطاع أن يواجه العالم فهما أصدقاؤه الذى لا يستطيع الاستغناء عنهما بسبب ظروفه الصحية، ورغم كل الصعوبات التى مر بها ولكن فى قلبه يقين أنه سيكون بطلا وقائدا فى يوم من الأيام، فعمره 26 عاما قضى 16 منهم على قدميه و10 سنوات على كرسى متحرك بعد تعرضه لحادث أليم، وبعد إجراء 29 عملية جراحية ما زال يعافر ويحاول ويواجه نظرات المجتمع.
السيد زكريا، يبلغ من العمر 26 عاما من أبناء محافظة الشرقية، منذ طفولته وهو يدرس ويعمل فى الأراضى الزراعية مثل أبناء القرية وبعد فترة العمل فى البناء، وذلك مع دراسته ليساعد أسرته البسيطة، وعندما تم 16 عاما وكان فى المرحلة الثانوية، سقط من الدور الخامس أثناء عمله فى البناء.
وقال السيد زكريا لـ"اليوم السابع": "نتيجة الحادث تعرضت لكسر فى الفقرات وقطع فى النخاع الشوكى ومضاعفات كتيرة منها شلل نصفى والجلوس على كرسى متحرك، مكنتش بحب أقابل حد أو أخرج للناس بسبب اليأس والحزن اللى كنت فيه، لغاية ما تعرضت لقرح فراش وعملت بتر للقدمين".
"بقيت أدخل العمليات الجراحية كإنى رايح مصيف وراجع تانى" هى الجملة التى وصف بها السيد حالته الصحية وشعوره تجاه العمليات، وذلك بعد إجراء 29 عملية جراحية فى جسده بعد تعرضه للحادث، وأضاف: "بعد العمليات الكتير اللى اتعرضت ليها كنت بواجه كلام سخيف من الناس وأكتر جملة ضايقتنى (انت مابتتهدش من كتير العمليات اللى بتعملها)، بعدها حسيت إنى مينفعش أفضل طول حياتى كدا، وقررت أخرج وأقابل الناس فكلمت ناس يجبولى كرسى متحرك بالكهرباء عشان أقدر أتحرك لوحدى لإنى مش حابب إن حد يحركنى أو يشيلنى ويمشى بيا".
وأضاف زكريا: "من ساعة الحادثة بلبس جلابية وسويت شيرت بكم عشان المناعة ونفسى تطلع موضة للشباب، أنا ممكن أتعب من أى هوا عشان كدا بلبس سويت شيرت بس بسمع بردو مضايقات زى أنت إزاى لابس سويت شيرت فى الصيف يعنى مش حران، أنا عندى مبررات لكل حاجة بعملها ومش هفضل أبرر لكل واحد، لازم الناس تراعى بعض وتاخد بالها من الكلام اللى بيقولوه لأصحاب الهمم الكلمة ممكن تأثر على الواحد وتخليه يفضل طول عمره فى بيته وميخرجش".
وتابع: "الكرسى جالى من 4 سنين ونص وكان نقطة التحول بالنسبة لى بدأت أخرج وأروح دورات كرة قدم وأدخل فى حاجات تطوعية وأساعد الناس المحتاجين اللى عاوز بيوت نساعده ونبنى له بيت، وبقيت أشرف على الناس ونساعد بجهاز عرائس وكراسى متحركة والحمد لله ربنا كرمنى فى وقت صغير بحاجات كتير ساعدت بيها غيرى".
واستطرد حديثه قائلا: "كانت الناس تقولى إنت إزاى بتساعد وإنت أصلا عاوز اللى يساعدك، فقلت لا أنا لازم أساعد وأكون سبب فى إسعاد الناس، كنت الأول ببنى بنفسى بس دلوقتى بشرف على البيوت اللى بتتبنى، حلم حياتى إنى ألعب رياضة واخد جوايز بس للأسف قريتى مفيهاش مركز شباب، وبناشد الوزارة تعمل فى مركز صان الحجر قرية القصبى مركز شباب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة