القارئ مصطفى محمود يكتب: التحرش الفكرى (الوقاية خير من العلاج)

الخميس، 23 يوليو 2020 10:00 ص
القارئ مصطفى محمود يكتب: التحرش الفكرى (الوقاية خير من العلاج) التحرش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى ظل الموجة السائدة فى الفترة الأخيرة من مجادلات حول التحرش والاختلاف بين الجميع أو بالأحرى بين الرجال والنساء حول الأسباب التى أدت إلى حدوث التحرش واتساع رقعة المتحرشين، فنجد أن كل جانب من الجانبين متمسك بآرائه الرجال يرجحون أن السبب هو ملابس النساء المثيرة لغرائزهم والنساء ترجح بأن السبب هو طبيعة الرجال وسماتهم الشخصية وبين هذا وذاك تركنا السبب الرئيسى لمرض التحرش، وهو بالفعل مرض بدأت أعراضه تظهر منذ فترة كبيرة عكس طبيعة الشعب المصرى الشهم ذو المبادئ السامية والنبيلة التى  تتحكم فيه النخوة والأصول، ومن المعروف أن لكل مرض مسببات أدت لحدوثه أو تفاقم أعراضه، ومن أهم أسباب مرض التحرش هو التحرش الفكرى وهو ترك المجتمع للفيروسات الفكرية التى ساهمت فى تلويث معتقداته وهدم أفكاره المبنية على الاعتدال.

 ومن أهم الفيروسات المنتشرة والتى أدت إلى مرض التحرش هو القدوة السيئة والنماذج الهدامة التى شكلت وجدان جيل بأكمله، فأصبحت البلطجة والتعدى على حقوق الآخرين والاقتداء بأصحاب الأعمال المسيئة من أهم سماتهم والتى أبرزتها السينما غير النظيفة التى رسمت فى مخيلة الشباب بأن القوة فى البلطجة وفرض السيطرة وتعاطى الممنوعات بدلاً من أن ترسم فى مخيلتهم بأن القوة فى العقل والعلم والثقافة، وبدلا من ترسم فى أذهانهم صورة إيجابية للواقع والجانب المضىء فيه وأن تضرب لهم أمثلة من الواقع غيرت وتغيرت وأثرت وتأثرت ونمت وساعدت المجتمع كله فى النمو، أبرزت لهم الواقع السلبى والمعتم من المجتمع ومن الواقع هناك عبارة يرددها رواد  التنمية البشرية باستمرار "إذا كنت تريد النجاح فعليك بملازمة الناجحين " فهل نحن نريد النجاح؟، وإذا كنا نريد ذلك فماذا فعلنا لكى نصل إليه!

هل لازمنا كمجتمع الناجحين والمؤثرين والمغيرين لكى تقضى على المرض، هناك طريقتان، إما أن تبحث عن العلاج وتتناوله باستمرار حتى يتم شفاك على خير، أم أنك تبحث عن الوقاية من المرض قبل حدوثه فمقولة الوقاية خير من العلاج هى العلاج لمواجهة الامراض الفكرية، فالوقاية تكاليفها والسيطرة عليها سهلة مقارنة بمحاولة العلاج من المرض.

والوقاية من الأمراض الفكرية أولا هى الأهم فى الفترة الحالية والوصول إليه عن طريق الالتزام بالمبادئ الشرقية التى تربينا عليها ونشأنا فى ضوئها لكى تضىء لنا المتبقى من الطريق حتى نصل الى هدفنا فى النهاية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة