خلفت الحرب العالمية الثانية ذكريات مؤلمة لملايين البشر حول العالم من دمار للبنية التحتية فى المدن التى طالتها الحرب وآثارها الاقتصادية، إضافة إلى خسارة أعداد طائلة من الأرواح، ومن بين محاور المواجهات العسكرية الأساسية معركة بودابست فى نهاية الحرب العالمية الثانية التى استمرت 50 يومًا، حيث حاصرت القوات السوفيتية والرومانية العاصمة المجرية والقوات الهنغارية والألمانية يوم 26 ديسمبر 1944، حتى استسلمت فى 13 فبراير 1945، وقتل حوالى 38000 مدنى خلال القتال.
وفى تقرير نشرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، تظهر صور رائعة مرحلة دمار العاصمة المجرية بودابست، مع مقارنتها بصور عصرية بعدما أعيد بناؤها لتصبح أحد جواهر أوروبا الشرقية المعاصرة، وقد تمت مطابقة المواقع التى تم التقاطها فى الصور بالأبيض والأسود - من أرشيف Fortepan - بدقة مع الصور التى التقطت للأماكن ذاتها بعدسة عاموس، فى مقارنة عمرها 75 عامًا، للكشف عن كيفية تحول شكل المدينة بين عامى 1945 و2020.
ومن جهته، قال عاموس - ملتقط الصور الحديثة للمدينة المجرية - وهو من نيوزيلندا فى الأصل، لكنه يعيش الآن فى براج، لـ MailOnline Travel: "أنا أحب البحث فى أرشيف الصور وتعد Fortepan واحدة من أفضلها.. وعندما رأيت صور بودابست ملقاة تحت الأنقاض بعد الحرب، أدهشتنى.. ولم يكن لدى أى فكرة، لكن كان هناك رواية تُباع للشباب الآن بعد أن انكسر العالم الغربى".
وأضاف "قلت أتذكر أننى قمت بتصوير هذه الصور، نظرت إلى صورة الأرشيف القاتمة على يدى، وإلى المدينة الحديثة المجيدة اليوم وفكرت فى مدى الخطأ ونكران الجميل، فنحن محظوظون للغاية للعيش فى هذه القارة فى الوقت الحالى".
وأضاف: "بالنسبة لى، فإن الصورة الأكثر تحركًا هى اللقطة من معقل الصيادين المطل على المدينة لتظهر مدى الدمار.. لقد قاتل المجريون وقتلوا إلى جانب النازيين داخل روسيا اليوم، لذلك كان تقدم الجيش الأحمر فى الواقع موجة من الانتقام، مدعومة من القوات الجوية المتحالفة.. كان هذا انتقامًا على نطاق واسع.. أعتقد أن هذه الصورة تجسد حقا شر الحرب فى وسط أوروبا".
وحصار بودابست هو حصار أجرى على العاصمة المجرية بودابست، الذى بدأ مع نهاية الحرب العالمية الثانية فى أوروبا، خلال الهجوم السوفيتى على بودابست، وبدأ الحصار عندما قامت قوات الجيش الأحمر السوفيتى وقوات المملكة الرومانية فى 20 ديسمبر 1944، بدفع كل من المجريين والألمانيين عنها، وانتهى الحصار عندما استسلمت المدينة بدون شرط فى 13 فبراير 1945، ولقد حاصر السوفيت هذه المدينة خلال حملة الجبهة الأوكرانية الثانية بقيادة روديون مالينوفسكى، ولقد كان حصار بودابست أكثر دموية من أى حصار خلال الحرب العالمية الثانية.
