عرض عسكرى بنكهة سياسية.. روسيا تحتفى بالذكرى 75 لانتصارها فى الحرب العالمية الثانية برسائل "القوة" قبل إجراء التعديلات الدستورية.. محللون: الحدث له أهمية كبيرة لتعزيز الشعور الوطنى ودعم تطلعات موسكو كقوة عظمى

الأربعاء، 24 يونيو 2020 04:44 م
عرض عسكرى بنكهة سياسية.. روسيا تحتفى بالذكرى 75 لانتصارها فى الحرب العالمية الثانية برسائل "القوة" قبل إجراء التعديلات الدستورية.. محللون: الحدث له أهمية كبيرة لتعزيز الشعور الوطنى ودعم تطلعات موسكو كقوة عظمى بوتين خلال العرض العسكرى
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد تأجيل أكثر من شهر ونصف، واستعدادات كبرى وإجراءات احترازية فى ظل تفشى كورونا، شهدت روسيا اليوم، الأربعاء، الاستعراض العسكرى الضخم الذى أقيم فى الساحة الحمراء بموسكو بمناسبة الذكرى الـ 75 لانتصار الاتحاد السوفيتى على ألمانيا النازية فى الحرب العالمية الثانية، فيما يعرف فى روسيا بالحرب الوطنية الكبرى بين عامى 1941 و1945.

 

  وشارك فى العرض الذى حضره الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وعدد من قادة الدول الأعضاء سابقا فى الاتحاد السوفيتى، حوالى 14 ألف من القوات وحوالى مائتى من العتاد العسكرية الحديثة والقديمة التى شاركت فى الحرب العالمية،  ونحو 75 طائرة.

وفى كلمته التى ألقاها قبل العرض العسكرى، أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن النصر على النازية فى الحرب الوطنية العظمى "حدد مستقبل عالمنا لعقود، وبقى للأبد فى التاريخ كأعظم نصر من حيث الحجم والأهمية والسمو الروحى الأخلاقي".

 

وأضاف بوتين: "سنتذكر دائما الشعب السوفيتي، بملايين الناس من قوميات مختلفة من جميع جمهوريات الاتحاد السوفيتي، هو من دحر النازية". وقال: "الشعب السوفيتى وضع حدا للمحرقة الرهيبة، وأنقذ العالم من الفاشية، من المستحيل تخيل ما كان سيحصل للعالم لولا الجيش الأحمر".

وأكد بوتين أن روسيا منفتحة للحوار والتعاون حول كافة القضايا الدولية الملحة، وأنها مستعدة لتأسيس نظام أمنى دولى جديد، يحتاج إليه عالمنا المعاصر المتغير بشكل سريع، مشددا على أنه بالجهود المشتركة فقط يمكن التصدى للتهديدات الجسيمة التى تواجه العالم.

 

وعلقت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية قائلة إصرار الرئيس بوتين على عقد العرض، الذى كان مقررا فى التاسع من مايو الماضى، قبل أن يتم تأجيله بسبب جائحة كورونا، يعكس ليس فقط رغبة بوتين لاستعراض قوة روسيا ولكن أيضا تعزيز الشعور الوطنى قبل أسبوع من إجراء التعديلات الدستورية التى من شانها أن تسمح له بالبقاء فى حكم روسيا حتى عام 2036.

 وتشير الوكالة إلى أن يوم النصر هو حدث نادر فى تاريخ ما بعد المرحلة السوفيتية فى البلاد، والذى يوقره كل الأطراف السياسية، ويستغله الكرملين من أجل تعزيز الفخر الوطنى وتأكيد قوة روسيا العالمية.

 وكان للعرض أهمية خاصة هذا العام للرئيس الروسى، حيث يأمل أن يساعده فى الحصول على تأييد الرأى العام قبل الاستفتاء الذى يتم إجرائه على الصعيد الوطنى على التعديلات الدستورية التى ستبدأ من جديد مهمة له فى الحكم تسمح له بالسعى لفترتين آخرتين كل وحدة مدتها 6 سنوات لو تم اختياره.

وقال المحلل السياسى الروسى أنطون بارباشين لقناة CNBC الأمريكية إن الانتصار على ألمانيا النازية هو أكبر وأهم حدث تاريخى لروسيا المعاصرة، وبالنسبة للكرملين، هو الطريقة الأكثر فعالية لتوحيد الشعوب المختلفة فى روسيا، كما أن يضفى الشرعية على  تطلعات روسيا فى السياسة الخارجية والاتجاه الروسى العام نحو وضع القوى العظمى. وزادت أهميته فى العقد الماضى مع حشد الكرملين المتزايد لإرثه.

من ناحية أخرى، رأى البعض أن إقامة العرض هو طريقة لإلهاء الروس عن أزمة وباء كورونا، حيث تعد روسيا من بين أعلى معدلات الإصابة بالفيروس فى العالم.

ويقول دارف ماكدويل، محلل شئون أوروبا وروسيا فى مجموعة المخاطر مابلكروفت، إن عرض يوم النصر هو أجازة هامة ذات أهمية رمزية للشعب الروسى، ويعد الإنجازات الإيجابية القليلة الواضحة للاتحاد السوفيتى. لكن توقيت العرض يخدم أهدافا انتخابية أيضا.

ففى الوقت الراهن أصبح الضرر الواقع على الاقتصاد والصحة العامة من الوباء، وتعامل الحكومة معه واضحا لأغلب الروس، وهناك مؤشرات على أنه يؤثر نسب الدعم لبوتين. وعرض يوم النصر هو مشهد مؤثر واستعراض واضح للقوة العسكرية الروسية التى تهدف الكبرياء الوطنى واحترام مؤسسة "روسيا القوية" التى اسسها بوتين، والتى ستتغلب على مخاوف بشأن إدارة الرئيس للاقتصاد.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة