انتقد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس في لبنان المطران إلياس عوده، القرار الذي اتخذته تركيا بتحويل متحف "آيا صوفيا" إلى مسجد، مشددا على أن الدين ليس أداة يستعملها السياسيون لأغراضهم، وأن بيوت الله أماكن للعبادة لا للشعبوية وبناء الأمجاد.
وأكد المطران إلياس عوده - في كلمة له خلال قداس الأحد - أن قرار تركيا في شأن "آيا صوفيا" جاء بمثابة طعنة سيف في ظهر إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك وفي قلب وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام والعيش المشترك التي دعت صناع السياسات إلى العمل جديا على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام.
وقال: "الشعبية السياسية والدينية لا تُبنى على أنقاض الكنائس وتغيير ملامحها وإخفاء أيقوناتها، واحترام الآخر وقبوله هما من الحقوق والواجبات المقدسة، وكل من ينقضهما يكون مجرما في حق البشرية ككل. غريب جدا، أننا مقسومون، في القرن الحادي والعشرين، بين من يدعون إلى الأخوة والتسامح، وبين من يغتالون الإخوة ويبثون التفرقة والحقد".
وتابع عوده: "العالم اليوم، ما عدا بعض الشواذ، يبشر بالأخوة والتسامح والانفتاح وبالتنوع والتعدد والاعتراف المتبادل كما جاء في إعلان الأزهر، فكيف يُفسر تحويل متحف كان كنيسة إلى مسجد، في بلد كان يتغنى بعلمانيته؟ وفي زمن أحوج ما يكون الإنسان فيه إلى طي صفحات الطغيان والحروب السوداء، ونسيان الأحقاد والعمل على إرساء روح السلام في العالم، والأخوة بين الشعوب".
وشدد على أن البشرية لا تستطيع أن تتطور إن بقينا نهدم التاريخ لنصنع غيره مضيفا: "التاريخ تراكم حقبات، ومن ينكر من سبقه سينكره من يخلفه. إن طمس معالم تاريخ الإخوة ليس بطولة، بل إجرام ومحاولة اغتيال فاشلة، لأن التاريخ لا يُطمس وفي الوقت نفسه لا يرحم، والتاريخ يفضح المجرمين ولو بعد قرون".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة