أكرم القصاص - علا الشافعي

دينا شرف الدين

أحدث صيحات التحرش..الزوج بزوجته

الجمعة، 17 يوليو 2020 01:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

و بما أننا ما زلنا بسياق الحديث عن ظاهرة التحرش التي انفردت بها مصر علي رأس قائمة الدول التي يسجل بها هذا التحرش أعلي معدلاته ،

ذلك بعد أن خرج المجتمع بكافه أطيافه عن الصمت في شكل صرخة واحدة مدوية  قد أخرجت مخزون هائل من الكبت و الخوف تجنباً للفضائح سنوات طويلة.

 

و بعد أن تكاتفت جهات المجتمع الرسمية الممثلة في الأزهر الشريف و دار الإفتاء و النيابة العامة و المجلس القومي للمرأة ، إلي جانب منظمات المجتمع المدني و الأفراد و الشخصيات العامة ووسائل الإعلام  لتشكيل جبهة ضغط  لها القدرة علي وقف هذه المهزلة التي لا تليق بمصر  و القضاء علي تلك الظاهرة الغريبة المستغربة ،

و التي تسللت إلي المجتمع بسنوات الإنحدار الأخلاقي و الثقافي و التعليمي و التشدد الديني و غيرهم من المسببات الغير مباشرة لخروج المجتمع المصري بالعشر سنوات الإخيرة في أسوء صوره ،

تلك التي آن الأوان لمحوها و عودة الصورة المصرية لسيرتها الأولي .

 

فالأزهر الشريف :

قد قدم نموزجاً رائعاً لإنصاف المرأة  كما أمر الله و الرسول الكريم صلي الله عليه و سلم ، و اتخذ حزمة من القرارات التي تحرم و تجرم  كل هذه الإفتراءات التي يلصقها بعض المتشددين للإلقاء باللوم كله علي المرأة فيما يخص ظاهرتي التحرش و الإغتصاب ،

و كان أهم ما قامت به مؤسسة الأزهر العريقة هو  إيقاف أحد أساتذتها الشبان و منعه من اعتلاء المنبر للخطبة بعد أن أساء للمرأة بعدد من تصريحاته علي وسائل التواصل المختلفة و اتهمها بأنها المتسبب الأول في تحرش الرجال بها .

 

كما وجه الأزهر رسالة، عبر أحدث عدد من "جريدة صوت الأزهر"، قال فيها إن "علماء الأزهر يُطالبون بدعم ضحايا الاعتداءات الجنسية وتشجيعهن على الكلام والشكوى" وإن "الصمت أو غض الطَّرف عن هذه الجرائم يُهدد أمن المجتمع ويُشجِع على انتهاك الأعراض والحُرمات".

 

 

دار الإفتاء :

قالت دار الإفتاء المصرية، "إن إلصاقُ جريمة التحرش النكراء بقَصْر التُّهْمَة على نوع الملابس وصفتها؛ تبريرٌ واهمٌ لا يَصْدُر إلَّا عن ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة؛ فالمسلم مأمورٌ بغضِّ البصر عن المحرَّمات في كل الأحوال والظروف".

 

 

النائب العام :

و الذي أمر بضبط و إحضار فتي التحرش الشهير علي الفور بعدما توالت الإتهامات ، و قام بالتحقيق الفوري معه فيما نسبت إليه من جرائم،

كما أصدرت النيابة العامة بياناً يتفق مع ما أكده الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية، في بياناتهما الرسمية؛ من أن التحرش اعتداءٌ منافٍ لقيم الأديان السماوية ومبادئ الإنسانية، ورفضها توجيه اللوم إلى الفتيات المجني عليهن باعتبارهن مساهمات فيما وقع عليهن من اعتداء، أو تبريره بأية أسباب.

 

 

(المجلس القومي للمرأة ):

هذا الذي أثبت بحق أنه بمثابة الدرع الواقي للنساء بمصر ، و الذي قام بدور عظيم في قضية التحرش التي تم فتحها لأول مرة علي الملأ ، و قدم بقيادة زعيمته المناضلة الدكتورة مايا مرسي كافة أشكال الدعم  و الطمأنة لعدد كبير من الفتايات اللاتي خفن أن يفصحوا عن تعرضهن لتحرش هذا الشاب خشية مجتمع لا يرحم الفتاة بكل الأحوال حتي و إن كانت ضحية .

فسارعت الفتيات واحدة تلو الأخري بتقديم البلاغات تحت رعاية المجلس و توليه للأمر برمته ، هؤلاء الذين شعرن بأن هناك سند حقيقي يتكئن عليه ليطالبوا بحقوقهن في معاقبة الجاني الذي دمر حياة الكثيرات منهن و هو مطمئن البال أنهن لن يفصحن خشية الفضيحة التي لا تلحق إلا بالنساء .

 

و قد تجلي هذا التغيير الجذري بالمجتمع بكافة طوائفه تجاه هذه القضية الشائكة جيداً في واقعة :

(تحرش الزوج بزوجته)

 التي طلبت الطلاق لسوء المعاملة و التي قام هذا الزوج المختل المتحرش بتهديدها و نشر صورها بملابس النوم علي وسائل التواصل المختلفة  و حسابات الأصدقاء ،

و بالفعل قد توجهت الزوجة بالشكوي للمجلس القومي للمرأة  الذي أثبت بحق أنه بات درع حامي للنساء بعد واقعة المتحرش الصغير التي تحولت مؤخراً لقضية رأي عام .

 

يبدو أننا بتنا علي أعتاب نقلة مجتمعية جديدة و طفرة حضارية قد تأخرت كثيراً للعودة بنا إلي سنوات مضت من الرقي الأخلاقي و الإعتدال الديني و التركيبة المصرية الأصيلة الفريدة للمجتمع المصري الذي كان .

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة