تستمر الصحف الأجنية فى انتقاد الرئيس التركى ، رجب طيب أردوغان، فى قرار تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، ذلك القرار الذى أثار غضب الغرب والعالم.
وقال موقع "الفاتيكان نيوز" إن "آيا صوفيا تحول الى مسجد عندما غزا العثمانيون القسطنطينية عام 1453 وأعادوا تسميتها مدينة اسطنبول"، مشيرة إلى أنه مع انهيار الامبراطورية العثمانية ، وبناء جمهورية علمانية ،فقد مصطفى كمال اتاتورك، للتخلص من المظاهر الدينية لآيا صوفيا وحولها الى متحف، والآن يعود ليضيف اليها المظاهر الديينية من جديد وفقا لرؤية اردوغان ، أى كمسجد، وهو ما يدل على أن اردوغان يبتعد عن إرث الكمالية ، ويضع اسلوب جديد على المؤسسات التركية المعاصرة.
أعرب بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس عن حزنه الشديد لقرار تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، وأكد أنه "منزعج للغاية" من تحويل متحف القديسة صوفيا السابقة في اسطنبول إلى مسجد ، الذي أصدرته السلطات التركية مؤخرًا، وقال بعد صلاة الأحد بكنيسة أنجيلوس ، إن "القديسة صوفيا ، لها تاريخ مسيحى كبير، وتم استخدامها بعد سقوط القسطنطينية (1453)، مشيرا إلى أنه تراث عالمى وتحولت الى متحف كرمز للتعايش بين الأديان، وفقا لوكالة "إيفى" الإسبانية.
ورأى الأب ألبرتو أمبروزيو، المتخصص بالتصوف الإسلامي والإسلام في تركيا، أن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد أمر "خطير رمزياً"، وأن اللحظة التاريخية التي يتم فيها اتخاذ هذا القرار "مقلقة"، كونه فى لحظة ارتباك وقيود عامة في ظل حالة طوارئ فيروس كورونا".
وفى تصريحات لوكالة "آكى" الإيطالية، قال الكاهن الإيطالى، الذى أمضى أكثر من 10 سنوات بين الرهبان الدومينيكان فى اسطنبول إن "تركيا ذات عدد قليل من المسيحيين فى الواقع، وبالتالى لم يتخذ القرار لمعاقبة المسيحيين"، موضحا "كيف أن هذا القرار يمثل الموت النهائى للعلمانية في تركيا".
أما عن حقيقة أن القرار يُقرأ في بعض أجزائه على أنه انتصار إسلامى عظيم، فقد لفت الراهب الدومينيكي أنه "في الواقع انتصار نسبي، في فترة كشف فيها الوباء أن الأديان لا تستطيع أن تفعل الكثير".
ولاحظ أنه مرة أخرى "نواجه استجابة من أشخاص يستخدمون الذكاء بشكل سيئ"، واختتم بالقول إنه "على هذا المنوال، سيكون للديكتاتوريين الحرية في ممارسة كل جنونهم".
ونقلت صحيفة "لا بوث" قول الروائى أورهان باموك، الحائز على جائزة نوبل فى الادب وأحد أشهر الكتاب الأتراك إن "قرار اردوغان بتحويل آيا صوفيا الى مسجد فقد أثبت للعالم أن تركيا لم تعد علمانية كما كان يدعى من قبل".
كما انتقدت صحيفة "بيريوديستاس" الإسبانية اردوغان ، فى قراره المثير للجدل للغاية من تحويل كنيسة آيا صوفيا التى تحولت الى متحف فى عام 1934، إلى مسجد، وقالت ساخرة "كيف يدعو اردوغان الى الاسلام وهو يمول التنظيمات الارهابية ويعتبر اكبر سجان للصحفيين فى العالم.
وأكدت الصحيفة فى تقرير لها نشرته على موقعها الإلكترونى أن "الرئيس التركى، يتبع اجندة استبدادية للغاية فهو يسجن كل من يعارضه ، ويتهم المعارضة والصحفيين بالارهابيين فى حين أنه من يقوم بتمويل الارهاب كما أنه ينشغل عن بلاده بغزوات عسكرية متزايدة".
كما انتقدت الصحيفة تطرق اردوغان لأسلمة الأندلس، عندما قال "عبر تويتر، مساء الجمعة، أن "إحياء آيا صوفيا هو بداية جديدة للمسلمين في كافة أنحاء العالم من أجل الخروج من العصور المُظلمة.. وسلام مُرسل من أعماق قلوبنا إلى كافة المدن التي ترمز لحضارتنا بدءًا من بخارى وصولا إلى الأندلس"، وكأنه يبعث رسالة الى المتطرفين فى اسبانيا بشن هجمات ارهابية تحت اسم استعادة الاسلام فى الاندلس، مثلما قام تنظيم داعش من قبل فى برشلونة، حيث أن التنظيم الارهابى ارسل العديد من الرسائل التهديدية التى تحمل اسم اعادة اسلمة الاندلس.
وكانت قالت صحيفة "أوك دياريو" الإسبانية إن أردوغان يواصل تشويه لصورة بلاده ويستمر فى أسلوبه العدائى لاثارة استفزاز العالم، خاصة وأنه يعانى من أزمة اقتصادية كبيرة، حيث توقع عدد من الخبراء أن سياسة الديكتاتور التركى، ستخلق أزمة ليرة جديدة بعد الأزمة المحلية التى شهدتها البلاد فى أغسطس 2018.
وتعانى تركيا من العديد من الأزمات بمختلف القطاعات تأتى الليره على رأسهم وارتفاع التضخم وتفاقم الديون الخارجية بالإضافة إلى ازمة فيروس كورونا الأمر الذى جعل الاقتصاد التركى فى مهب الريح.
وهوت العملة التركية "الليرة التركية" خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو الجارى إلى أدنى مستوى لها منذ الانخفاض القياسى الذى سجلته فى مايو الماضى بعد ارتفاع التضخم فى تركيا خلال شهر يونيو2020 لمستوى 12.6%، وهو الرقم الذى تجاوز توقعات خبراء الاقتصاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة