أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

إنهاء العشوائيات بلا رجعة تضمنه مبادرة إتاحة السكن للجميع

الثلاثاء، 14 يوليو 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالفعل، فإن التخلص من المناطق العشوئية والخطرة هو خطوة مهمة، كانت تعد من المستحيلات، لكن الأهم هو عدم السماح بعودة العشوائيات أو مواجهة المخالفات والاعتداء على أراضى الدولة، وهذه كانت أهم التصريحات التى أعلنها الرئيس السيسى فى الأسمرات 3 ومعها عدة مشروعات، فقد تحدث عن عدم السماح بالمخالفات، ووضع قواعد صارمة للبناء تنهى سوابق الفوضى. 
 
هذه الإجراءات قد يراها البعض صعبة ومؤلمة، لكنها الحل لمشكلات مزمنة ومتراكمة، فقد تحولت أحياء ومدن كثيرة إلى ما يشبه العشوائيات، بناء غير منظم على الأراضى الزراعية فى القرى والمدن والأقاليم بالوجهين البحرى والقبلى، أنهى شكل المدن والقرى وحولها إلى غابات من الأسمنت تتكدس بلا مرافق أو شوارع، هناك أحياء فى القاهرة والجيزة يتكدس سكانها، ويفتقدون إلى خدمات أو مرافق أو شوارع، بسبب تواطؤ المحليات وفساد كالسرطان، بحاجة إلى علاج جذرى، يجرى العمل عليه الآن بعد سنوات كان الجميع يتفرجون عليه ويمصمصون الشفاه.
 
وخلال سنوات تغيرت حياة سكان العشوائيات، وظهرت مشروعات الأسمرات أو مقابلها فى الإسكندرية والمحافظات بالوجهين البحرى والقبلى، بل إن الرئيس السيسى طرح فكرة جديدة تماما تتعلق بسكان الإيواء ومساكن الزلزال، وغيرها من المشروعات التى تمت إقامتها وأصبحت مجرد أماكن إيواء لأسر بأكملها. 
 
وتكاد هذه المساكن تتحول إلى عشوائيات بسبب صغر الشقق والمساحات، لكن الرئيس السيسى قال، خلال افتتاح مشروعات مختلفة: «فيه مناطق إسكان اسمها زلزال واحد، وزلزال 2 وزلزال 3.. أوضتين وأوضة وصالة، ونريد فتح الباب لهم للتقدم على شقق بمبالغ معقولة، نحصل على الأرض من القوات المسلحة لبناء 22 ألف وحدة، بحيث لو أراد سكان الإيواء تغيير السكن لآخر أفضل، ممكن نعملهم نظم تمويل، ولو قدرنا نعمل إحلال لمنشآتهم هيكون أفضل».
 
بالفعل، فإن هذه الواحدات لم تعد مناسبة لاستيعاب أسر تضاعفت أعدادها وتكدست، وبالتالى فإن إنهاء العشوائيات يفتح الباب لإعادة تسكين الإيواء السابق، بشكل يمنع هو الآخر تكرار العشوائيات.
 
الخطوة الأهم فيما أعلنه الرئيس السيسى، هو أن كل مواطن يطلب شقة سوف يحصل عليها، وقد أعلن الرئيس عن مبادرة لخفض فوائد التمويل العقارى، وفى نفس الوقت تحدث عن فئات مختلفة، يمكن أن تناسب الطبقة الوسطى بتنوعاتها. 
 
وهذه المبادرة تمثل علاجا لاختلال فى السوق العقارى، وارتفاع كبير فى أسعار الوحدات التى تطرحها وزارة الإسكان، التى تتجاوز قدرات كثيرين، لقد أشار الرئيس إلى أهمية توفير شقق مناسبة وحضارية وبأسعار وفوائد منخفضة، وهى خطوة أخرى تمنع تكرار نشأة العشوائيات، لأن العشوائيات تقوم لغياب البدائل.
 
وفى حالة نجاح مبادرة الإسكان المتوسط، فإن الأمر ربما يعيد تنظيم العرض والطلب فى سوق عقارى مشوه، يوفر إسكانا فاخرا أضعاف ما يوفر إسكانا قابلا للتداول، والنتيجة بقاء الكثير من المساكن الفاخرة فارغة وبلا استغلال، وهناك أرقام يتضمنها تقرير الإحصاء السنوى، بأن هناك ملايين الشقق بلا سكان.
من هنا تأتى أهمية ما طرحه الرئيس ووجهه للحكومة عن أهمية تخفيض فوائد التمويل العقارى، وأيضا تمويل إحلال سيارات التاكسى القديمة، من خلال برامج تمويل منخفضة الفائدة.
 
كل هذه الخطوات مع تنظيم تراخيص البناء، بحيث تكون الاشتراطات واضحة وحاسمة وتطبق بكل دقة، فى هذه الحالة يمكن وقف التدهور العقارى والسكنى، الذى أصاب المدن والقرى، وغزا أحياء القاهرة والجيزة، وتحول إلى أورام تحتاج إلى علاج.
 
وأهم ضمان لعدم عودة العشوائيات، هو توفير مسكن لكل أسرة، بسعر مناسب للدخل، وخفض الإسكان الفاخر والتوسع فى المتوسط.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة