أكرم القصاص

من تجاربنا نتعلم.. وحدات صحية وممارس عام تحل أغلب مشكلات الصحة

الجمعة، 10 يوليو 2020 07:51 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما الذى يريده أغلب المرضى من المنظومة الصحية؟ يريد المريض أو أغلب المرضى أن يكون الطبيب قريبا فى وحدة صحية أو مركز طبى عيادة أسرة، يكشف عليه ويكتب له الدواء ينظم الضغط والسكر، يعالج مغصا أو يصرف مضاد للطفيليات، 80% من المرضى لا يحتاجون إلى مستشفى، بل إلى دواء سريع وطمأنة من الطبيب، لهذا فإن أهم خطوة فى نظام التأمين الصحى هو طبيب الأسرة أو العيادة الممارس العام الذى يستقبل المريض ويشخص حالته، ويكتب له العلاج، وفى بعض الحالات ينصحه بالتوجه إلى مستشفى أو متابعة الفحص بالتحاليل والأشعة، أو يحوله إلى مستشفى، هى مرحلة الفرز، التى تسهل عمل المنظومة وتخفف أى ضغط زائد على المستشفيات والمراكز.
 
ميزة هذه العيادات أنها تعالج الحالات البسيطة وتضبط الضغط والسكر والتحاليل الخاصة بالكلى والكبد، وهى الأعراض التى يؤدى إهمالها إلى تداعيات تحتاج إلى جهد أكبر، وعناية أوسع، وتضاعف الضغط على المستشفيات، وعليه فإن أغلب هذه العيادات والوحدات لا تحتاج إلى أجهزة معقدة، ولا إلى تكاليف ضخمة لتجهيزها، لكنها تعتمد على العنصر البشرى، والطبيب الممارس العام غالبا ما يكون استكمال دراساته فى الأمراض الباطنة، ويمكنه الاستكشاف والتوجيه. 
 
وفى أغلب أنظمة التأمين الصحى بالدول المتقدمة فإن عيادات الأسرة تقوم بالدور الأساسى فى العلاج، وتقوم على الأطباء والعناصر البشرية، وهذا كله يعنى أن العنصر الحاسم فى المنظومة الصحية هو إدارة الإمكانيات وليس كثرتها، فقد تكون هناك مستشفيات ذات تجهيزات عالية، لكنها تفتقد إلى العنصر البشرى، وبالتالى تعتبر إمكاناتها معطلة، ولدينا أنظمة متعددة داخل النظام الصحى، ربما لا تساعد على التنظيم الجيد، مستشفيات وزارة الصحة العامة والمركزية، والمؤسسة العلاجية، والحميات وغيرها، لكنها لا ترتبط مع بعضها بنظام معلومات يتيح التنقل بينها بمرونة، فضلا عن تضارب الاختصاصات وتعدد القيادات الإدارية. 
 
ولو راجعنا حجم الإنفاق على التجهيزات والمبانى خلال العقود الماضية نكتشف تضاعف الإنفاق على تفاصيل وإهمال العنصر البشرى، أو تركيز إمكانات تقنية وتكنولوجية، فى مكان لا يحتاجها، بينما تنقص فى مكان آخر يكون فى أمس الحاجة إليها، كل هذا يستدعى القيام بدراسة شاملة للوحدات والمستشفيات فى الأنظمة المختلفة والتوسع فى العيادات والوحدات الصحية فى أماكن قريبة من المرضى، مع تدعيمها بأطباء على كفاءة، بحيث تقوم بدور حقيقى فى الكشف والعلاج، لأن وجود هذه المنظومة يخفف كثيرا على المستشفيات الكبرى، وهذه الخطوات مهمة ونحن مقبلون على تطبيق التأمين الصحى الشامل، حيث يفترض أن تقوم الوحدات الصحية وعيادات الأسرة بدور مهم وفاعل. 
 
ونظن أن هذه التفاصيل تأتى من متابعة تجاربنا فيما يتعلق بفيروس كورونا أو مبادرات تم تطبيقها خلال السنوات الأخيرة، وقد رأينا كيف نجحت حملات مثل مواجهة فيروس سى، و100 مليون صحة والكشف المبكر على سرطان الثدى وعمليات القلب، لأنها اعتمدت على قاعدة معلومات، وعلى توجه مباشر لمواجهة المشكلات الصحية مثل الضغط والسكر والكوليسترول التى تمثل قاعدة لأمراض القلب وغيرها، وفى أزمة كورونا بدأت المواجهة بفتح مستشفياتا عزل لكل من ثبت إصابته، ومع الوقت أصبح هناك نظام العلاج من المنزل للحالات الأخف، حتى يمكن إتاحة أماكن العزل للحالات الأصعب، وهى تجربة اكتشفناها من الممارسة ويفترض أن نستفيد منها فى المستقبل.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة