تمر الأنظمة التعليمية فى جميع دول العالم بمأزق كبير يتمثل فى مواكبة المستجدات التعليمية فى ظل جائحة كورونا التى تطلبت تعطيل الدراسة النظامية التقليدية فى معظم دول العالم، وما تتطلبه الدراسة من تباعد اجتماعى بين الطلاب ومعلميهم، وتتمثل المشكلة فى كون المدرسة ليست مجرد مكان لتلقى التعليم النظامى فقط بل هى مكان يوفر سلسلة متكاملة من أنماط التعلم الاجتماعى والمهارى من خلال المواقف الحياتية التى توفرها المدرسة ليتعلم منها الطالب، بدءًا من طابور الصباح مرورًا بحصص الانشطة والحصص التعليمية بما تشمله من استراتيجيات تعليمية تفعل العمل الجماعى المباشر بين الطلاب، وهى كلها أمور افتقدتها المنظومة التعليمية فى ظل جائحة كورونا.
وقد سعدت بقراءة ملخص بحث سيعرض فى المؤتمر الدولى للتعليم الافتراضى المقام بسيرى لانكا للعام الحالى 2020 قدمه الباحث الدكتور/ عماد عبدالهادى صديق- بعنوان( استراتيجية التَفَكُّر التكنولوجى لتصميم سياقات التعلم عن بُعد فى ظل جائحة كورونا)، ويتناول هذا البحث حل تلك المشكلة التى تواجه الانظمة التعليمية من خلال تصميم استراتيجيات تفكرية تراعى ما ينقص الطلاب من تأثير جائحة كورونا فى ظل العمل بالتعليم عن بعد، وهو ما يؤصل لقيام نظام التعليم عن بعد بتعويض القصور الناجم عن تعطل الدراسة النظامية الأساسية بشكلها التقليدي.
إن جائحة كورونا قد فرضت علينا ظروفًا تتطلب تضافر الجهود على كافة المستويات لتعويض طلابنا ما فاتهم وما سيفوتهم من تقليص الدوام الدراسى النظامي، فطلابنا هم أمل أمتنا العربية وهو الثروة الحقيقة لبلادنا، وهو ما يجعلنا نبحث عما يعوضهم ونحافظ على ما ينبغى تقديمه لهم من قيم تعليمية ضمن أى نظام تعليمي.