خرجت شابة مصرية عن المألوف والعرف والتقاليد قامت بكل ثقة واقتناع بعرض نفسها على صفحات الفيس بوك طالبة الزواج اسمها مها أسامة فى الثانية والثلاثين من عمرها، وتفاعل معها الكثير مؤيدا لها وناصحا، والقليل عارضوها لأن ذلك يعرضها للمضايقات وقد تقع فى كمين من كمائن شياطين الإنس. وأثار ذلك ضجة كبيرة فى الوسط الاجتماعى وقد أثر ذلك سلبيا عليها فقد طردت من العمل وأصبحت عاطلة. لكن الأمل مازال فى قلبها أن تجد فى الغد الأفضل.
ولكن هل أخطأت الشابة مها أسامة أم أنها حركت المياه الراكدة؟. بالنظر إلى القصص القرآنى نجد فيه أن نبى الله شعيب عليه السلام عرض على سيدنا موسى إحدى ابنتيه بعد أن رأى رغبة إحداهما فيه بقولها يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين. ولنا فى رسول الله أسوة حسنة فقد وهبت امرأة مؤمنة نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم إن أراد النبى أن يستنكحها خالصة له من دون المؤمنبن، وأيضا طلب خديجة بنت خويلد من والدها تزويجها بمحمد بن عبد الله. إذن حسب دين الله تعالى لا فرق أن يتقدم الرجل إلى المرأة بغرض النكاح أو تتقدم المرأة للرجل بغرض النكاح.
إذن مبدأ عرض المرأة نفسها للزواج مؤصلا فى الإسلام ولاخلاف فيه، ولكن الكيفية التى فعلتها مها أسامة وعرضها على الملأ فيها لغط لأنها من المفروض أن تعرض نفسها أو يعرضها أهلها على من يرون فيه الدين والقوة والأخلاق، أى تدرسه المرأة وتكون مقتنعة به وأهلها مقتنعون به. لكن عرضها على الملأ لمن يستحقها أو لا يستحقها هنا إهانة فى حق نفسها وأهلها.
إذن الشابة مها أسامة حركت المياه الراكدة وأحيت مبدأ عرض المرأة نفسها على رجل للزواج، وياليت كل أب يعرض ابنته على من يتوسم فيه الصلاح والتقوى وحسن الخلق، وبذلك يكون قد صانها من مستقبل مظلم مخيف ولا تدرى فى أى طريق تسير وإلى أى مصير تكون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة