الرجل العجوز جدا جدا جدا.. حكاية أقدم معمر مدفون فى دير وستمنستر البريطانى

الأحد، 07 يونيو 2020 12:00 م
الرجل العجوز جدا جدا جدا.. حكاية أقدم معمر مدفون فى دير وستمنستر البريطانى دير وستمنستر
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البعض لديه شغف بالحياة، بطول الحياة، لا يحب الموت، يخشاه، ومنذ قديم فكر الإنسان فيما يمنحه الخلود، وقد حدث بالفعل أن عاش البعض سنوات طويلة منها ما تجاوز الـ 158 عامان منهم قصة "بار العجوز" حيث يقول كتاب "حياتنا.. وإن طالت" تأليف جوناثان سيلفرتاون، ترجمة سحر توفيق.
أكبر شخص مدفون فى دير وستمنستر هو توماس بار، إذ كنا نصدق ما كتب على الشاهد التذكارى الخاص به. توماس بار أو "بار العجوز" وهو الاسم الذى عرف به، حيث قيل إنه بلغ 152 سنة عند وفاته فى العام 1635.
فى القرن السابع عشر، كما الحال الآن، كان هناك أولئك الذين يشعرون بسعادة بالغة لاستغلال شهرة شخص آخر لغاياتهم الخاصة، ارتفعت شهرة بار العجوز إلى عنان السماء، ثم انطفأت فجأة فى خلال عام واحد.
دير وستمنستر
 
 فى عام 1636 عندما كان أعمى وفاقد الأسنان وكل شىء، لفت بار انتباه توماس هاوارد، الأيرل الرابع عشر لأروندل، كان الإيرل يهوى جمع القطع الأثرية، من كل الأنواع، وقد أرسل لحمل "بار" من مسقط رأسه بمقاطعة شروبشاير فى نقالة كتلك المستخدمة للمرضى، وقوبل بار بحشود  لمعجبين طول الطريق وهو يتقدم فى كل مرحلة من مراحل الطريق إلى لندن، حيث عرض بتر وقدم إلى الملك.
وانتهازا للفرصة التى قدمها وصول هذا الشخص الشهير، نشر شاعر يسمى "جون تيلور" قصيدة تروى قصة حياته شعرا، وجعل عنوانها (الرجل العجوز جدا جدا جدا) من دون أن يترك لقرائه أى فرصة للتشكك حول موضوع قصيدته. ولم ينس "تيلور" الإشارة إلى تفاصيل سوف يعجب بها قراؤه بكل تأكيد، مثل علاقة بار العجوز وهوفى سن الـ 105 سنوات مع "الجميلة كاثرين ميلتون".
التى كان جمالها المتوهج قد أثار
حرارة مشاعر العجوز توماس بار
ويروى لنا تيلور أنه حتى بعد 47 سنة من ذلك الحدث، عندما ظهر في لندن، كان بار العجوز يمتلك معظم قواه وقدراته:
سوف يتحدث بحماس ويضحك ويظهر المرح
يشرب البيرة وبين حين وآخر كأسا من الشيرى
 يحب الصحبة، والحديث المتفهم.
وسوف يسير أحيانا (مع مساندة من الجانبين).
 
 
وما كان من الممكن أن ينتهى الأمر على خير، فقد تسببت حياة الرفاهية الثرية فى لندن أو فى المدينة من تلوث، فى قتل العجوز قبل أن ينتهى العام، وحيث جرى تشريحه فى حياته على يد جون تيلور، فقد جرى تشريحه أيضا فى مماته على يد أشهر جراح فى ذلك العصر (جون هارفى) مكتشف الدورة الدموية.
من يستطيع أن يقاوم قصة جيدة؟ أعيدت طباعة قصة جون تيلور عن سيرة حياة توماس بار مرات ومرات ودخل بطلها الأدب الشعبى. وبعد قرنين تعرضت القصة لمزيد من الزخرفة فى كتيب جديد تحت عنوان (الحياة والأوقات العجيبة  والزمن المدهش لتوماس بار) وزعم هذا الكتيب أو وصية بار العجوز الأخيرة وشهادته قد اكتشفت أخيرا فقط وأنها تحتوى على سر عمره الطويل: إنه مزيج مطبوخ من الأعشاب يمكن شراؤه على شكل (حبوب حياة بار للصحة والقوة والجمال) وظل الإعلان عن هذه الحبوب مستمرا حتى عام 1906.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة