قد يتفق معى البَعض ويخْتَلف معى آخرون حِينما أتحدث عن فَيرُوس كرُونا مُتَناولاً وجهة النَظر الغَريبة واضعاً كورونا فى خانة المظْلُوم وليس الظاَلم ولو جزئياً. من وجهة نَظرى قدّم لَنا كورونا بعض الخَير ولا أنُكر أنَه جَلب مَعه بعض الشَر مثل توقف عجلة الاقتصاد وانفجار مُشكلة العِمَالة الَيومِية وتدهور المَنْظُومات الصحية و فقد الأحبَاب بسببه- (وهذا محل شك علمياً وبحثياً حتى الآن على الأقل والدليل أن قناة DW ذكرت أن قاعدة معلومات الدكتور كلاوسبوشال مدير معهد الطب الشرعى بجامعة المركز الطبى فى ابندورف– هامبورغتحتوى على معلومات عن 100 رفاة جرى تشريحها، جميعها تؤكد أن لا أحد من المتوفين مات قطعاً بسبب فيروس كوفيد 19، بل إنهم جميعاً كانوا يعانون من مشكلات القلب والأوعية الدموية ومن ارتفاع ضغط الدم ومن تصلّب الشرايين والسكرى والسرطان والفشل الكلوى أو الرئوى أو من تليّف الكبد) - وغَيره من الاتهامات التى يَبُثَها الاعْلام. ولنناقش بَعض هذه الاتهامات بمنطقية (من وجهة نظرى واحترم الآراء الأخرى):
1ـ مشكلة العِمَالة اليَومِية
هل خلق كرونا المشكلة أم فقط أظهرها؟، فهل يُعقَل أن يكون أكثر من 26 مليون أمريكى يطلبون إعانة البطالة طبقاً لتقرير BBC عربى فى 24 ابريل 2020. أليس ذلك خَيرًا كبيرًا أن نبهنا كرونا الى هؤلاء الذين يدفعون يومهم حتى يمر فتقوم تلك الدول بمراجعة منظوماتها الاقتصادية وسياستها الداخلية، ووضع نظام يظهر الوضع المالى لأفرادها والدخل الثابت لهم وكيفية إعالة أو حَل مشكلة من لا يملك دخل ثابت ونضمن معيشة كريمة لكل عائلة بها بل لكل فرد فيها.
2ـ مشكلة تدهور الاقتصاد
هل كرونا هو المسئوُل عن تَدهور سعر البترول؟، لا بالطبع إنها سياسات الدول واتجاهاتها، فلماذا يُحَمّله البعض تلك المشكلة. هل كرونا المسئول عن قيام الشركات بتخفيض العمال حيث وصلت عمليات تسريح العمالة فى أمريكا الى 1000% فى 11 ابريل 2020 طبقاً لبيانات صَادرة عن شركة جُوستو للموارد البَشرِية، بالطبع لا ولكن كورونا أظْهر الوَجه الحَقيقى لرجال الاعمال الجيد منهم وغير ذلك.
3ـ مشكلة المنظومات الصحية للدول
نعم مواجهة كرونا تطلبْت ضغطاً شديداً على المنظومات الصحية للدول ولَكْن المفاجأة كانت قدرة وتحمل الدول المُصَنفة خَارج ما يُسَمى"الدول المُتَقدمة" وضَعف بل عَجز كَثيراً من الدول التى يُطلق عَلِيها الدوَل المتقدمة. هل كرونا هو المَسئول عن عدم وجود مستلزمات طبية كافية؟، بالطبع لا لكنه وضع الدول أما اختبار لقدرتها الطبية وجميعا اظهرت وجود جوانب لابد من تنميتها وتَطويرها. لقد قالت منظمة العمل الدولية، إن الأزمة كان لها أثر مدمر على جمِيع القْطَاعَات الاجتماعية والاقتصادية حيث طالت العمال وأصحاب العمل فى جميع القطاعات.
والحقيقة فى رأيى غير ذلك لقد كَانت إدَارة الأزمة هى المُشّكلَة ولم يكن كورونا هو المشكلة، والغريب أن دولاً صغيرة نجحت فى إدارة الازمْة بينما دولاً كانت فى الطليعة ويعتبرها العَالم نبراساً يُحتَذى به أدارت الأزمة بطريقة لا تليق بمكانتها المنظور إليها. الحُكم: إن كرونا برىء من بعض ما يُنسَب إليه ولو نطْق لقدم الأدلة ويمكن القول إنه مذنب لأنه سبب أضراراً، فهكذا الأوبئة (إذا كان) وقد قام بدوره ولكن أن نحمله ضعفنا فهذا ليس عدلاً ليس لأنه سبب أضراراً بل لأنه أظهر عيوباً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة