فيروس كورونا يثير النزاعات التجارية العالمية من جديد

الإثنين، 29 يونيو 2020 04:45 م
 فيروس كورونا يثير النزاعات التجارية العالمية من جديد حركة التجارة العالمية
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى بداية العام تراجع التوتر بين الولايات المتحدة والصين، بعد اتفاق التجارة للمرحلة الأولى فى الوقت الذى اتفقت فيه واشنطن وبروكسل وطوكيو على قواعد تجارية عالمية جديدة لتقليص الدعم، كان هناك هدوء نسبى قبل أن يتفشى فيروس كورونا المستجد.
 
وأفادت مجموعة المراقبة السويسرية (جلوبال تريد أليرت)، بأن البلدان فى جميع أنحاء العالم فرضت 222 قيدا على المستلزمات الطبية والأدوية وفى بعض الحالات على الغذاء. وفيما يتعلق بالمنتجات الطبية، تجاوزت القيود المستوى المعتاد بما يزيد على 20 مثلا.
 
ويجرى رفع تلك القيود الآن، لكن الوباء عزز الحجج الحمائية من خلال تسليط الضوء على الكيفية التى يمكن بها لسلاسل التوريد العالمية أن تحرم الناس من الحماية الطبية الأساسية وتعطل الإمدادات الغذائية، فضلا عن تهديد الوظائف.
 
وقال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إنه يريد قطع العلاقات مع الصين، فى حين يخطط الاتحاد الأوروبى لوضع حواجز أمام الاستثمار المدعوم من الحكومة من الصين وأماكن أخرى، وتطالب الصين بإعلانات بأن واردات المواد الغذائية خالية من الفيروسات.
 
وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبى، السابقة لشؤون التجارة سيسيليا مالمستروم إن هناك اتجاها "مقلقا" نحو الحمائية فى العالم وعودة ظهور صراعات تجارية أوقفتها الأزمة الصحية لفترة وجيزة، وأضافت، فى ندوة يوم الأربعاء "على صعيد التجارة يجب أن نقلق".
 
وقالت منظمة التجارة العالمية، يوم الثلاثاء، إن من المتوقع أن تسجل التجارة العالمية فى السلع تراجعا قياسيا هذا العام وإن القيود الأوسع قد تحول دون حدوث التعافى فى عام 2021.
 
وخلال الأسبوعين الماضيين، انسحبت الولايات المتحدة من مفاوضات مع الدول الأوروبية بشأن ضريبة على الشركات الرقمية‭‭ ‬‬وتعهدت "بإعادة ضبط واسعة" لمجموعة الرسوم الجمركية المتفق عليها مع شركائها فى منظمة التجارة العالمية.
 
كما هددت الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على مجموعة جديدة من المنتجات الأوروبية، بما فى ذلك الزيتون الطازج ومنتجات المخابز ومشروبات كحولية، لمواصلة الضغط فى نزاع قائم منذ 16 عاما بشأن دعم صناعة الطائرات.
 
يسبق الخطاب السياسى الواقع إلى حد ما. فقد نما حجم تجارة الصين مع الولايات المتحدة فى أبريل بعد تقلصات ارتبطت بتفشى كوفيد-19، وقال مسؤولون أمريكيون إن الصين ملتزمة بشراء المزيد من السلع الأمريكية بما يتماشى مع اتفاق المرحلة الأولى.
 
واجتمع زعماء صينيون مع قادة بالاتحاد الأوروبى يوم الاثنين الماضى، عبر الإنترنت على الرغم من أن بروكسل طلبت من الصين أن تفى بوعدها السماح بدرجة أكبر للشركات الأوروبية بدخول السوق الصينى وانتقدت إجراءاتها فيما يتعلق بفيروس كورونا وهونج كونج.
 
وعرضت الصين تعاونا أعمق بشأن كوفيد-19 وحثت الاتحاد الأوروبى على تخفيف ضوابط التصدير، . وقالت بكين يوم الأربعاء إنها ستفتح سبعة قطاعات أخرى أمام المستثمرين الأجانب.
 
وتواصل بكين وبروكسل الاتصالات مع واشنطن، وتحقق بعض التقدم فى محادثات محدودة بين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة حول معايير الغذاء والتعاون التكنولوجي.
 
ويقول مسؤولون، إن كبار مسؤولى التجارة بالاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة يعقدون محادثات كل ثلاثة أسابيع. كما التقى كبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جى تشى مع وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو فى هاواى، يوم الأربعاء، ومع ذلك فقد كرر ترامب تهديده بقطع العلاقات مع بكين فى اليوم التالي.
 
قال روهينتون ميدورا، رئيس مركز الفكر والابتكار فى الحوكمة، ومقره كندا، إن التجارة تمثل ركيزة للتعاون والثقة اللازمين لمساعدة الاقتصادات على التعافي، وخصوصا اقتصادات الدول الأصغر.
 
وتتأهب الصين وأوروبا، لعلاقات متوترة فى الفترة التى تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لكن يحدوهما بعض الأمل فى فوز منافس ترامب الديمقراطى جو بايدن.
 
وقال تشو فنج عميد معهد الدراسات الدولية بجامعة فودان بشنغهاى، "بايدن كرئيس هو الفرصة الوحيدة لاستعادة العلاقات الصينية الأمريكية العقلانية".
 
لكنه لم يتوقع أن تتغير العلاقات بشكل كبير فى الأجل القصير.
 
وقال راينهارد بويتيكوفر، وهو خبير تجارى للخضر فى البرلمان الأوروبي، إنه لا يتصور فى حالة فوز بايدن ، أن تكون هناك عودة إلى "السنوات الذهبية" لإدارتى الرئيسين الأمريكيين السابقين بل كلينتون وباراك أوباما، وأضاف قائلا "لا أتوقع أن يكون بايدن ليّنا تجاه أوروبا... لقد تغير المزاج إلى درجة كبيرة، ليس فقط فى واشنطن بل أيضا فى باقى الولايات الأمريكية".
 
وأظهرت أرقام أمريكية عجزا تجاريا مع الاتحاد الأوروبى فى السلع والخدمات بقيمة 109 مليارات دولار فى عام 2018.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة