صور.. الفرعون المصرى جاهز للاحتفال.. معابد الكرنك والأقصر وحتشبسوت ومقابر وادى الملوك تتجهز لاستقبال السائحين مجددا نهاية الأسبوع.. حملات تعقيم وتطهير مكثفة وتوزيع كمامات وكحول على العاملين لحمايتهم من كورونا

فرحة كبيرة بين العاملين بالقطاع السياحى والأثرى بمحافظة الأقصر، مع قرارات الحكومة بعودة الحياة لأغلب الأنشطة بمصر ورفع حظر التجوال، وهو الأمر الذى أعقبه قرار من وزارة السياحة والآثار بقيادة الدكتور خالد العنانى، والمجلس الأعلى للآثار بقيادة الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس، بعودة الحياة وفتح بعض المواقع الفرعونية فى شرق وغرب الأقصر، حيث تم الاستقرار على فتح 4 مواقع تاريخية فرعونية بالأقصر مطلع شهر يوليو المقبل.

وفى هذا الصدد تستعد عدد من المناطق الآثرية بمحافظة الأقصر، لبدء عودة الحياة من جديد نهاية الأسبوع الجارى، حيث يجرى التجهيز والعمل على قدم وساق فى عدد من المواقع الأثرية فى البر الشرقى والبر الغربي، لإعادة الفتح من جديد بعد 100 يوم غلق لظروف فيروس كورونا، واستقبال الأفواج السياحية للمصريين والأجانب من جديد.

معابد الكرنك تنتهى من التطهير والتعقيم وتوزيع الكحول والكمامات على العمال

وعن المناطق الآثرية الأربعة المقرر فتحها بالأقصر لإستقبال الزوار، يقول صلاح الماسخ كبير مفتشى معابد الكرنك، إن وزارة السياحة والآثار قررت خلال الفترة الماضية البدء فى فتح 4 مناطق آثرية شرق وغرب محافظة الأقصر خلال الفترة المقبلة، والتى من المقرر فتحها تجريبياً مطلع يوليو القادم وسط إجراءات احترازية، وذلك بعد أن تم إغلاقها منذ أكثر من 3 شهور جراء جائحة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن هذه المناطق هى "مجمع معابد الكرنك ومتحف الأقصر والدير البحرى "حتشبسوت" ومقابر وادى الملوك"، وهى من الأماكن التى تأتى على رأس القائمة فى جداول الزيارات السياحية.

وأضاف الآثرى صلاح الماسخ لـ"اليوم السابع"، أنه يخضع معبد الكرنك حالياً لأعمال تعقيم وتطهير مكثفة تشمل مركز الزوار ودورات المياه والمقار الإدارية، مؤكدا أن المعبد تم تطهيره أكثر من مرة بشكل لأعمال الرش والتعقيم بشكل دورى خلال الفترة الماضية، كما سيتم استقبال بوابات التعقيم وعدد من معدات التطهير، خلال اليومين القادمين، لتركيبها قبل إعادة فتح المعبد، فضلا أنه سيتم الإعلان عن بعض الضوابط والإجراءات الخاصة بالزائرين، والتى تضم تنظيم الدخول، والمحافظة على التباعد الاجتماعى والحفاظ على مسافة بين الوفود، وارتداء الكمامات، حتى نكون على أتم استعداد لعودة الزائرين.

أما الطيب غريب مدير بمعابد الكرنك لـ"اليوم السابع"، فيؤكد أنه تم خلال الأيام الماضية العمل على قدم وساق خلال فترة غلق الكرنك أمام الجمهور بعد جائحة فيروس كورنا بمصر والعالم أجمع، حيث تم العمل بعدة حملات للتعقيم والرش والتطهير لبوابة المعبد والمكاتب الإدارية داخلها، وكافة أرجاء المعبد بالكامل، بجانب أعمال النظافة والتطهير والتطوير.

وأضاف الطيب غريب، فى تصريحاته، أنه من المقرر أن تقدم وزارة الآثار خطط لعمل دورة تدريبية لكل الفئات العاملة بمعابد الكرنك، وذلك حول كيفية التعامل مع بداية الموسم السياحى المقبل بمصر، كما تم توزيع الكمامات والكحول على كافة رجال الآثار والترميم والعمال بمختلف أرجاء المعبد لحمايتهم لدى عودة النشاط وإستقبال الجمهور من جديد خلال الفترة المقبلة.

ويؤكد مدير بمعابد الكرنك الطيب غريب، أن منطقة معابد الكرنك الواقعة شمالى مدينة الأقصر، والتى تعتبر أكبر مقر دينى مفتوح فى العالم أجمع، حيث إنها تضم مجموعة معابد تصل لـ11 معبداً، أشهرها معابد آمون وخونسو وإخناتون وموت وبتاح ورمسيس الثالث ورمسيس الثانى، حيث أن معبد الكرنك اسمه بالمصرية القديمة "آمون رع سيجم نحت"، بمعنى "الإله آمون مستجيب الدعاء وقابل الصلوات"، وأنه بُنى على مدار مئات السنين، فهو عبارة عن مجموعة من المعابد والمقاصير وعدد من الأبهاء، والمسلات والتماثيل، والتى أهدت إلى ثالوث طيبة المقدس وعلى رأسهم آمون رع رب الإمبراطورية المصرية آنذاك، واستمر تكريس وبناء وتشييد هذه الآثار لمدة 2000 سنة، والمساحة الكلية للمعابد الكرنك 247 فدانًا للمجموعة الأثرية التى تسمى الكرنك، أما معبد أمون فقط بملحقاته عبارة عن 46 فدانًا.

معبد الأقصر ينهى التعقيم بالكامل وينتظر افتتاح مشروع عالمى جديد وطريق الكباش

ومن معابد الكرنك لمعبد الأقصر فيقول أحمد عربى مدير معبد الأقصر، أن معبد الأقصر يعتبر درة المعابد المصرية حيث أنه من أكمل المعابد وأجملها، حيث قامت إدارة المعبد بعد جائحة كورنا تم العمل بعدة حملات للتعقيم والرش والتطهير لبوابة المعبد والمكاتب الإدارية داخلها، وكافة أرجاء المعبد بالكامل، بجانب أعمال النظافة والتطهير والتطوير، كما أن وزارة الآثار خططت لعمل دورة تدريبية لكل الفئات العاملة بمعبد الأقصر حول كيفية التعامل مع بداية الموسم السياحى المقبل بمصر، كما أن العمل متواصل داخل المعبد ومنها الترميم البسيطة وغيرها وتم تقسيم العمل على عدة مراحل نتيجة لعمل خطة الأجازات للموظفين والعمالين بالمعبد مع ظهور فيروس كورونا.

وأضاف أحمد عربى مدير المعبد لـ"اليوم السابع"، أن تمثال الملك رمسيس الثانى بالجهة الغربية تم إنهاء أعمال الترميم داخلها تماماً وجاهز حالياً للإفتتاح، وهو سيكون هدية رجال آثار الأقصر بالموسم الجديد ومع عودة حركة السياحة لعرض التمثال للجمهور فى حفل عالمى خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن مشروع "إحياء طريق الكباش" الفرعونى يعتبر من أهم المشروعات الضخمة والجميلة بمصر، حيث أن مسمى "طريق الكباش" خاطئ فهو طريق الإحتفالات والمواكب الدينية، ولكن الزوار بعد مشاهدتهم للكبش أسموه بهذا الإسم، وتم إنهاء حوال 95% منه ويجرى مواصلة العمل داخلها ليتم إفتتاحه أمام العالم أجمع مع عودة حركة السياحة بمصر.

وأشار مدير معبد الأقصر، أن الطريق يربط معبد الأقصر بمعابد الكرنك بسلسلة من الكباش على الجانبين بطول 2700 متر، تم قطع شوط كبير داخلها وذلك تمهيداً لإنهائه قريباً وعمل حفل الافتتاح بصورة تليق بمصر أمام العالم أجمع، وبحضور قيادات ومسئولى الدول والسفارات من حول العالم، موضحاً أن طريق الكباش من أعظم الأعمال التاريخية، فهو ممر عالمى لم يسبق له مثيل، ولكنه تدمر حالياً بفعل عوامل الزمن ومرور آلاف السنين عليه، وبناء المواطنين منازلهم على الطريق عقب سرقة تماثيله الشامخة على مر العصور المختلفة.

مدينة القرنة تعلن العمل فى تطهير معبد الملكة حتشبسوت ووادى الملوك 

فيما كشف العميد علاء عبد الجابر رئيس مركز ومدينة القرنة، أنه تم تقديم كافة التسهيلات والدعم اللازم لرجال آثار البر الغربى، وذلك لإنهاء أعمال التعقيم والتطهير الشاملة داخل معبد الملكة حتشبسوت ومنطقة وادى الملوك الفرعونية، وتمهيد وإنهاء رصف كافة الطرق الرئيسية التى تخدم الزوار من السائحين المصريين والأجانب، وذلك للمساهمة فى توفير الدعم للقطاع السياحى لدى عودته من جديد.

ويعود معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحرى إلى الملكة التاريخية حتشبسوت التى تعتبر أول ملكة فرعونية حكمت مصر والتى شيدت تحفة معمارية فى البر الغربى بمحافظة الأقصر وهو معبدها بالدير البحرى، والذى رصدت فيها تاريخ حكمها للبلاد الذى كان يمثل قمة الرخاء والازدهار فى الحضارة الفرعونية، فهى الابنة الكبرى لفرعون مصر الملك تحتمس الأول وهى أحد أشهر الملكات فى التاريخ، وخامس فراعنة الأسرة الثامنة عشر، وحكمت من 1503 ق.م. حتى 1482 ق.م، ويتميز معبد الدير البحرى التابع للملكة حتشبسوت، والذى يعتبر معبد جنائزى بتصميم معمارى مميز للغاية حيث يختلف عن جميع المعابد المصرية التى كانت تبنى على الضفة الشرقية من النيل فى طيبة – الأقصر قديماً – فهو يتكون المعبد من 3 طوابق متتابعة على شرفات مفتوحة مبنية بالكامل من الحجر الجيرى، ونصبت أمام أعمدة الطابق الثانى تماثيل من الحجر الجيرى للإله أوزوريس وللملكة حتشبسوت فى توزيع سحري، وكانت فى الأصل تلك التماثيل ملونة ولم يبق من الألوان الآن إلا القليل.

أما منطقة وادى الملوك المنطقة الآثرية الرابعة التى تنتظر الفتح لعودة السياحة، فتعتبر "مقابر وادى الملوك" المدينة الجنائزية للملوك منذ مئات السنين، وكان يطلق عليها اسم الوادى العظيم لكثرة مقابر الملوك داخلها، حيث تعتبر أشهر المقابر التاريخية فى العالم حيث قام الفراعنة بدفن ملوكهم خلال 500 سنة بتلك المنطقة، واختار ملوك الأسر الفرعونية المنطقة مقابر لهم فى غرب طيبة لحفظ محتويات مقابرهم من السرقات، فالمصرى القديم كان يهتم بحفظ الجسد وتحنيطه وضعه فى مكان آمن للحياة الأخرى، وحجرة الدفن عند القدماء المصريين كانت تحت الهرم وداخله بالنسبة للملوك وتحت المقابر بالنسبة للأفراد، وتغيرت أفكار الفراعنة لدفن ملوكهم من الأهرام إلى المقابر المدفونة فى باطن الأرض بعد تكرار السرقات، وعرف وادى الملوك قديما باسم "المدينة الجنائزية الملكية العظمى لملايين السنين من حياة الفرعون وقوته وصحته بغرب طيبة" وكان إسمها بالهيروغليفية (تا سيخت ماعت) بمعنى الوادى العظيم.

لقاء قيادات السياحة بمحافظ الأقصر لبحث خطط وإجراءات العودة لحماية الجميع

ومنذ يومين عقد المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر اجتماعاً مع عدد من قيادات القطاع السياحى وأصحاب الشركات والفنادق والمطاعم وممثلى الغرف السياحية لبحث استئناف وعودة حركة السياحة إلى الأقصر، وذلك تزامنا مع فتح حركة السياحة فى ثلاث محافظات مطلع يوليو المقبل هم جنوب سيناء والبحر الاحمر ومرسى مطروح وضمن الإجراءات التى تتخذها محافظة الأقصر تنفيذاً لخطة الحكومة لاستعادة حركة السياحة الوافدة من دول العالم، حيث تم استعراض للموقف الحالى للفنادق والمنشآت السياحية ومدى جاهزيتها لاستقبال السياح وخطة كل منشأة لتطبيق الإجراءات الإحترازية، وتنفيذ القرارات الخاصة بالوقاية والحماية حرصا على سلامة زوار المحافظة، وعرض المشاركون فى الاجتماع مطالبهم التى تمثلت فى تعظيم الدور الاعلامى والتسويقى للمحافظة والترويج لها خارجياً والتنسيق المسبق لزيادة عدد رحلات الطيران الوافدة للمحافظة مع التركيز على الطيران العارض " الشارتر"، وأعربوا عن تفاؤلهم بعودة السياحة بشكل تدريجى مؤكدين أن عدد منهم تلقى بالفعل حجوزات سياحية ويجرى تطبيق الإجراءات الاحترازية بمنشأتهم السياحية.

كما أشادوا بقرارات الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، لدعم المنظومة والقطاع السياحى والمتمثلة فى فتح معبدى الاقصر والكرنك ووادى الملوك والدير البحرى اعتباراً من مطلع يوليو المقبل المقبل وكذلك تخفيض رسوم الدخول للاجانب فى المزارات السياحية بنسبة 50 % حتى نهاية اكتوبر المقبل مع تطبيق الإجراءات الاحترازية، وعبروا عن تقديرهم لجهود وزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوى وما تقوم به الوزارة من جهد لمتابعة قرارات اعادة استئناف النشاط الخاصة بالتنمية المحلية، كما اعربوا عن تقديرهم لوزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد وما يبذل من جهود من للحد من انتشار الفيروس والسيطرة عليه .

بدوره، أشار المحافظ إلى قيام المحافظة بالتنسيق مع الجهات المختصة بتسخير كافة الجهود والانشطة لعودة النشاط بالتزامن مع خطة تطبيق الإجراءات الوقائية بما يسهم فى اعادة تشغيل العمالة غير المنتظمة فى قطاع السياحة، لافتا إلى ضرورة وضع قائمة باولويات مطالب واحتياجات القطاع لرفعها إلى الجهات المختصة، وتشكيل لجنة من المشاركين فى الاجتماع لتحديد مطالبهم لرفعها إلى الجهات المختصة تمهيدا لاتخاذ الإجراءات المناسبة .