تفاصيل جديدة بمشروع إنقاذ كباش معابد الكرنك من الدمار بالأقصر.. إخصائى الترميم: الكباش تعانى الرطوبة والأملاح والمياه الجوفية.. محمد جاد: نزيل مونة الاستكمال القديمة وندعم المكسورة.. صور وفيديو

الأحد، 17 مايو 2020 01:08 م
تفاصيل جديدة بمشروع إنقاذ كباش معابد الكرنك من الدمار بالأقصر.. إخصائى الترميم: الكباش تعانى الرطوبة والأملاح والمياه الجوفية.. محمد جاد: نزيل مونة الاستكمال القديمة وندعم المكسورة.. صور وفيديو تطوير كباش الأقصر
الأقصر – أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قرب إنهاء ترميم 10 كباش بنهاية الشهر الجارى

أمين الأعلى للآثار: وزن كل كبش 5 أطنان ونصف

المشروع يتم بمحورين الأول رفع وترميم والثانى دراسة النقوش والكتابات والمناظر الموجودة على قواعد هذه الكباش

 
ينشر "اليوم السابع" تفاصيل وصور جديدة لعمليات رجال الكرنك فى أكبر مشروع وخطة لإنقاذ 29 تمثالا للكباش داخل معابد الكرنك، وذلك بعد نقل 4 من التماثيل المتواجدة خلف الصرح الأول بالمعبد لتزيين ميدان التحرير، حيث تبين أن باقى التماثيل تعانى من ضرر ودمار كبير نتيجة سوء نقلها وتخزينها فى تلك المنطقة من السبعينيات وقت افتتاح عروض الصوت والضوء فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وتقرر ترميمها وحمايتها من الدمار تحت إشراف الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
أكبر-خطة-لإنقاذ-وترميم-29-تمثال-للكباش-داخل-معابد-الكرنك

تفاصيل الترميم الدقيق لحماية 29 كبشا بالكرنك
 

يقول الآثرى محمد جاد أخصائى ترميم آثار بإدارة ترميم آثار الكرنك، والمشارك بمشروع ترميم 29 كبشا خلف البيلون الأول بالكرنك، أن تلك الكباش تعانى من عدة عوامل تلف أدت لظهور بعض المظاهر عليها أهمها الرطوبة والأملاح، فالرطوبة أثرت على أساسات القواعد الخاصة بالكباش، مما أدى لتفكك المادة الرابطة للحبيبات وتآكل الحجر نفسه، وأدى ذلك لهبوط ببعض التماثيل وميول فى تماثيل أخرى، بالإضافة إلى انفصال بعض الأجزاء من التماثيل نفسها، حيث إن العملية توقفت بعد مشروع المياه الجوفية لأن أكبر عامل تلف أضر بتلك الكباش هو المياه الجوفية، حيث أن تلك المياه كانت تأتى من نهر النيل لقرب المعبد جداً من نهر النيل، وبعد مشروع المياه الجوفية خفت آثار الدمار على التماثيل بعض الشىء، ولكن مع درجة الحرارة المرتفعة أدى ذلك لظهور الأملاح، حيث إن تلك الأملاح تتسبب فى ضغوطات على الحجر مما يؤدى لتكسير الروابط بين الحبيبات مما يؤدى لما يسمى علمياً "نزيف الحجر أو البودرينج"، فيصبح الحجر رملى ويتآكل تماماً، ومن ضمن المظاهر أيضاً للدمار على التماثيل ظهور بعض النباتات فى فواصل الأحجار للكباش، وجذور النباتات تعمل على زيادة الضغط فى الفواصل مما يؤدى لزيادة الشروخ وهوا ما يظهر حالياً على حالة التماثيل الـ29 التى يتم ترميمها، وكذلك يوجد نمو للبكتيريا فى الأماكن الرطبة بالحجر وظهور بعض التعفنات.

انهاء-ترميم-3-كباش-بالمشروع

ويؤكد المرمم الآثرى محمد جاد فى لقاء خاص لـ"اليوم السابع"، أن فريق الترميم والعاملين بالمشروع انطلقوا فى البداية بإزالة مونة الإستكمال القديمة التى تم ترميم الكباش بها وأدت لتضررها بشكل كبير، وهى مكونة من الأسمنت الأسود وهو محفز للأملاح وصلابته شديدة أشد من صلابة الحجر نفسه مما يؤدى لإنفصال وتدهور القشرة الملامسة للأسمنت الأسود، وبعد إزالة المونة وقبل أعمال الترميم تم تصوير الكباش بالكامل ورسم وكتابة تقارير ورصد مظاهر التلف كاملةً، وتم بعد ذلك فك كبش كبش بالترتيب من الخارج للداخل، حيث وجد الكبش الأول مفصول لعدة أجزاء بالإضافة إلى فقد فى الأجزاء السفلية، وتم عمل تدعيم بالأسياخ الستانلس للأجزاء المنفصلة وإعادة لصقها ببعض مواد اللصق الكيميائية المتعارف عليها فى ترميم الآثار حول العالم حالياً والمطابقة للمواصفات، كما تمت إعادة تركيب قواعد "مخدات جديدة" لتسهيل عملية الرفع وحماية الكبش قبل إعادته لموقعه مرة آخرى.

وأوضح أخصائى ترميم آثار بإدارة ترميم آثار الكرنك، أنه حتى الآن فيما يقرب من شهر من البدء فى المشروع تم الانتهاء من 3 كباش وترميمها بالكامل، وجارى حالياً ترميم 7 كباش آخرى ليتم فى نهاية الشهر ترميم وإنهاء 10 تماثيل من الـ29 المتضررة، كما يرجى رفع مقاسات للأرض لعمل تربة إحلال وعزل للتربة لتجنب عملية الرطوبة مرة آخرى لحماية الكباش بعد إعادتها لموقعها الأصلى من جديد لعرضها بمشهد يليق بآثار الأقصر أمام السائحين.


تنظيف-الكباش-وأسفلها-قبل-رفعها-بالمشروع

كبير عمال الكرنك يشرح اكتشاف الكارثة وكيفية رفع التماثيل لترميمها
 

فيما كشف الريس محمود فاروق كبير عمال معابد الكرنك، أنه أول القصة بدأ خلال رفع 4 تماثيل للكباش لنقلها لميدان التحرير بالقاهرة بناءاً على توجيهات الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، وبقيادة الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وتم إكتشاف مشاكل كبيرة فى كل الكباش بتلك المنطقة، وتبين أنها تم نقلها وترميمها بمونة وطوب وحجارة، وحول الحجر الأصلى المنقوش ينتشر التراب بصورة كبيرة، حيث تبين أنه تم عمل برواز حول الكباش مما وحشوه بالحجارة والطوب الأحمر مما أدى لتأكل الكباش من الداخل، قائلاً: "نقل التماثيل الأربعة للتحرير إدانا فرصة لحماية باقى الكباش الـ29، وفى إعتقادى بعد حوالى 20 سنة مكناش هنلاقى كباش وكانت هتوصل لكوم بودرة ورمال فقط، ودلوقتى إحنا سعداء بمعرفة المشكلة وقررنا التدخل الفورى لحمايتها ورفعها من موقعها حتى بالمونة والطوب والتكسير ورجال الترميم بيقوموا بدورهم فى ترميمها بوسائل علمية حديثة لحمايتها وإرجاعها لمكانها الأصلى فى حماية تامة لها لتعيش لأحفادنا مئات السنين القادمة".

جانب-من-الكباش-قبل-البدء-فى-الترميم

وأضاف الريس محمود فاروق فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إنه يعمل فى مشروعات وزارة الآثار منذ عام 86، ومهمته تكمن فى حماية التاريخ الفرعونى ودعم خطط ومشروعات الترميم والتطوير وإحياء التراث الفرعونى لتركه لأبناؤه وأحفاده بمشهد يليق بهم أمام العالم أجمع، موضحاً أن بداية المشروع جاءت خلال نقل الكباش الأربعة من تلك المنطقة إلى ميدان التحرير، وتم إكتشاف بالصدفة وجود أزمة حقيقية بتلك المنطقة ومشاكل كبيرة بتلك الكباش، وهى أنها تم نقلها من قبل وترميمها بشكل أدى لتعرضها للضرر ويوجد أسفلها مونة وحول الحجر الاصلى المنقوش كميات كبيرة من التراب والمونة والطين والحجر من الحشو، والمشكلة الأكبر كانت أنه تم وضع أسمنت أسفلها مما أدى لتعرض الكباش وأصبح بطن الكبش عبارة عن رمال، وأكد أنه سعيد للغاية بالقرار السريع من لجنة المجلس الأعلى للآثار بسرعة ترميم تلك الكباش وحمايتها من الدمار فى تلك الظروف السيئة التى ظهرت عليها، وعلى الفور تم البدء فى عمليات رفع تلك الكباش بعناية كبيرة لحمايتها وتبين أن أغلبها معرضة للكسر وفى باطنها كميات من الحجارة والرمال والزراعات والعقول وغيرها، وتم رفع 3 منها وإنهاء ترميمها بالكامل، وإنهاء إزالة أجزاء 7 كباش آخرى وجارى البدء فى ترميمها ومتوقع نهاية تلك الترميمات بأيادى رجال الترميم بالأقصر حتى نهاية الشهر الجارى.

مشروع-انقاذ-29-كبش-بالكرنك

وأوضح الريس محمود فاروق كبير العمال بمعابد الكرنك، أن الكباش يظهر أنه تم ترميمها بطريقة عشوائية أدت لتعرضها للضرر الكبير ويقوم رجال الآثار حالياً برفعها لحمايتها وترميمها بالوسائل والأدوات المتعارف عليها دولياً لحماية الكباش الـ29 وإعادة عرضها للجمهور بمشهد يليق بمعابد الكرنك وتاريخه العظيم، ويليق أيضاً برجال الآثار الذين يعملون فى ظل الظروف السيئة فى ظل ازمة كورونا والصيام فى نهار شهر رمضان المبارك، موجهاً الشكر لوزير الآثار الدكتور خالد العنانى، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على دعمهم الكبير لهذا المشروع لحماية الكباش المتبقية بالمنطقة، ولهم كل التحية على تلك الخطوة السريعة لحماية التاريخ الآثرى.

وعن الانتقادات الموجهة لرجال الآثار والعمال، قال الريس محمود فاروق إنه يعمل منذ حوالى 35 سنة فى الآثار ورجاله لهم تاريخ كبير فى الآثار، والجميع يعمل بكل عناية وحرص لحماية كل قطعة حجر فى الآثر والكبش حتى ولو كانت صغيرة لتعود لموقعها ويتم ترميمها، وكل قطعة يتم رفعها يتم إعادة نظافتها وتصويرها وكل قطعة منقوشة أو غير منقوشة يتم الإهتمام بها، وتم عمل مصاطب لتجميع كل كبش عليها على حدة لحمايتها، مضيفا: "لدينا أمهر عمال وأفضل فنيين ومرممين وآثريين ونقوم بمهمتنا على أكمل وجه فى حماية وعناية تامة بكل قطعة آثرية وكل كبش يتم رفعه أكثر من قطعة حتى بالمونة القديمة لترك المهمة للأخصائيين لإزالتها بكل حرص لحماية الآثر".


رفع-الكباش-من-مواقعها-وعليها-آثار-الدمار

أمين الأعلى للآثار: وزن كل كبش 5 أطنان ونصف والمشروع يتم بمحورين
 

أما الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فيؤكد أن الوزارة بدأت خلال الفترة الماضية فى أعمال مشروع ترميم مجموعة تماثيل الكباش الموجودة خلف الصرح الأول بمعبد آمون رع بالكرنك بمدينة الأقصر، وذلك بعد نقل 4 تماثيل منها إلى القاهرة لتزيين ميدان التحرير، حيث وأوضح الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار، أن هذه التماثيل تتكون من 29 تمثالا لكباش، تقع داخل المعبد خلف الصرح الأول، وقد كانت فى حالة سيئة من الحفظ بسبب أعمال الترميم الخاطئة التى تمت عليها فى أوائل السبعينات عند إنشاء مشروع الصوت والضوء بمعابد الكرنك، حيث تم ترميم ورفع هذه الكباش على طبقة من الرديم الحديث المغطى بمونة من الأسمنت والطوب الأحمر وقطع صغيرة من الأحجار الأمر الذى أثر سلبا عليها، وسمح بتسرب المياه الجوفية فيما بين الجزء السفلى لها، والوصول إلى قاعدة الكبش والتى أدت إلى تحويل بعض أجزاء منها إلى بودرة رملية، مشيراً إلى أن مشروع الترميم يقوم بوضع هذه التماثيل على مخدات أعلى قواعد حجرية متجاورة كلا على حدا، كما  سيتم عمل معالجة لأرضية هذه القواعد وحمايتها من المياه الجوفية وإعادتها إلى مكانها الأصلى.

ننفرد-بصور-جديدة-لأكبر-خطة-لإنقاذ-وترميم-29-تمثال-للكباش

وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه يتم العمل فى هذا المشروع القومى داخل معابد الكرنك لأول مرة منذ فترة طويلة من الزمن، حيث تجرى حالياً بأعمال ترميم وصيانة لمجموعة تماثيل للكباش الموجودة فى الفناء الأول بمعبد الكرنك، وهى الكباش الموجودة فى الجهة الجنوبية من الفناء والتى كان عددها 33 كبشا قبل نقل أربعة كباش وتوجيهها لتزيين ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة مع مسلة من منطقة تانيس فى محافظة الشرقية، والتى تعود لعصر الملك رمسيس الثاني، وذلك تحت إشراف الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، موضحاً أنه يبلغ وزن كل كبش حوالى 5 أطنان ونص ويمثل الإله آمون رع ورمزه الكبش فى مصر القديمة، وكان رمز القوة والإخصاب عند المصريين القدماء، حيث تعتمد فكرة الترميم على محورين الأول نقل الكباش من مكانها وحفر خندق بعرض 2 متر تقريباً وعمق متر ونصف، وردم أرضية هذا الخندق بالزلط والرمال الحديثة، وذلك لمنع المياه الجوفية من التأثير السلبى على التماثبل لأنها منحوتة من الحجر الرملي، والذى يتأثر بسرعة بالماء والرطوبة الموجودة فى التربة، وكذلك وعمل قاعدة خرسانية حديثة لوضع التماثيل عليها بعد إنتهاء أعمال الترميم والصيانة والتى تتم بواسطة فريق متخصص من الآثريين والمصورين والمرممين والفنيين التابعين لوزارة الآثار، وتحت إشراف الوزارة مباشرة وبالتنسيق مع منطقة آثار الكرنك.

وأكد الدكتور مصطفى وزيرى، أن المحور الثانى للترميم هو دراسة النقوش والكتابات والمناظر الموجودة على قواعد هذه الكباش، وهى أول مرة فى تاريخ الدراسات والبحوث الأثرية تتم تسليط الضوء ودراسة هذه النقوش النادرة، ومن المقرر أن يتم الإنتهاء من هذا المشروع الضخم منتصف عام 2021م تقريباً، وتحت إشراف التمويل مباشر من وزارة الأثار المصرية والتى أخذت على عاتقها الانتهاء من هذا المشروع الطموح والعام، على الرغم من حالة الركود الاقتصادى والسياحى التى أصابت السوق المصرية بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد بمصر.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة