كم قضى عيسى بن مريم فى بطن أمه؟.. ما يقوله التراث الإسلامى

الأحد، 28 يونيو 2020 05:00 م
كم قضى عيسى بن مريم فى بطن أمه؟.. ما يقوله التراث الإسلامى البدايه والنهايه
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل قراءة قصة السيدة مريم ابنة عمران عليها السلام، من خلال التراث الإسلامى، ونتوقف، اليوم، عند علم السيدة مريم بحملها، بعدما بشرها الملاك، والفترة التى قضاها  الجنين عيسى داخل بطن الأم. 

يقول كتاب "البداية والنهاية":

قال الله تعال: "فَحَمَلَتْهُ" أى: حملت ولدها "فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانا قَصِيّا" وذلك لأن مريم عليها السلام لما حملت ضاقت به ذرعا، وعلمت أن كثيرا من الناس سيكون منهم كلام فى حقها.
 
فذكر غير واحد من السلف، منهم وهب بن منبه إنها لما ظهرت عليها مخايل الحمل، كان أول من فطن لذلك رجل من عباد بنى إسرائيل يقال له: يوسف بن يعقوب النجار، وكان ابن خالها، فجعل يتعجب من ذلك عجبا شديدا، وذلك لما يعلم من ديانتها، ونزاهتها، وعبادتها، وهو مع ذلك يراها حبلى، وليس لها زوج.
 
 
فعرض لها ذات يوم فى الكلام، فقال: يا مريم هل يكون زرع من غير بذر؟
 
قالت: نعم. فمن خلق الزرع الأول؟
 
ثم قال: فهل يكون شجر من غير ماء ولا مطر؟
 
قالت: نعم. فمن خلق الشجر الأول؟
 
ثم قال: فهل يكون ولد من غير ذكر؟
 
قالت: نعم، إن الله خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى، قال لها: فأخبرينى خبرك؟
 
فقالت: إن الله بشرنى "بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيها فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِى الْمَهْدِ وَكَهْلا وَمِنَ الصَّالِحِينَ" ويروى مثل هذا عن زكريا عليه السلام، أنه سألها فأجابته بمثل هذا، والله أعلم.
 
وذكر السدى بإسناده عن الصحابة:
 
أن مريم دخلت يوما على أختها، فقالت لها أختها: أشعرت أنى حبلى؟
فقالت مريم: وشعرت أيضا أنى حبلى، فاعتنقتها وقالت لها أم يحيى: إنى أرى ما فى بطنى يسجد لما فى بطنك وذلك قوله: "مُصَدِّقا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ ".
ومعنى السجود ههنا: الخضوع والتعظيم كالسجود عند المواجهة للسلام، كما كان فى شرع من قبلنا، وكما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم.
 
وقال أبو القاسم: قال مالك: بلغنى أن عيسى بن مريم، ويحيى بن زكريا ابنا خالة، وكان حملهما جميعا معا، فبلغنى أن أم يحيى قالت لمريم: إن أرى ما فى بطنى يسجد لما فى بطنك.
قال مالك: أرى ذلك لتفضيل عيسى عليه السلام، لأن الله تعالى جعله يحيى الموتى، ويبرئ الأكمه والأبرص.
رواه ابن أبى حاتم.
وروى عن مجاهد قال: قالت مريم: كنت إذا خلوت حدثنى وكلمني، وإذا كنت بين الناس سبح فى بطنى.
 
ثم الظاهر أنها حملت به تسعة أشهر، كما تحمل النساء ويضعن لميقات حملهن ووضعهن، إذ لو كان خلاف ذلك لذكر.
وعن ابن عباس وعكرمة أنها حملت به ثمانية أشهر.
وعن ابن عباس ما هو إلا أن حملت به فوضعته فى الحال، وهذا الظاهر، لأن الله تعالى ذكر الانتباذ بعد الحمل، قال بعضهم: حملت به تسع ساعات، واستأنسوا لذلك بقوله: "فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانا قَصِيّا * فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ" والصحيح أن تعقيب كل شيء بحسبه لقوله: "فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً" "الحج: 63" .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة