ما قاله التراث الإسلامى فى "مريم الطفلة".. لم يمسها الشيطان

الأربعاء، 24 يونيو 2020 05:00 م
ما قاله التراث الإسلامى فى "مريم الطفلة".. لم يمسها الشيطان كتاب البدايه والنهايه
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعد قصة السيدة مريم عليها السلام، واحدة من أبرز القصص الدينية، وبها الكثير من الوقفات التى تحدثت عنها الكتب المقدسة والتفسيرات التى تبعت ذلك، لكن ماذا قال التراث الإسلامى عن طفولة السيدة مريم.

يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "قصة عيسى بن مريم عبد الله ورسوله وابن أمته عليه من الله أفضل الصلاة والسلام"

قال أبو القاسم ابن عساكر: مريم بنت عمران بن ماثان بن العازر بن اليود بن اخنر بن صادوق بن عيازوز بن الياقيم بن ايبود بن زريابيل بن شالتال بن يوحينا بن برشا بن امون بن ميشا بن حزقا بن احاز بن موثام بن عزريا بن يورام بن يوشافاط بن ايشا بن ايبا بن رحبعام بن سليمان بن داود عليه السلام، وفيه مخالفة كما ذكره محمد بن إسحاق.

ولا خلاف أنها من سلالة داود عليه السلام. وكان أبوها عمران صاحب صلاة بنى إسرائيل فى زمانه، وكانت أمها وهى حنة بنت فاقود بن قبيل من العابدات، وكان زكريا نبى ذلك الزمان زوج أخت مريم اشياع فى قول الجمهور، وقيل: زوج خالتها اشياع فالله أعلم.
 
وقد ذكر محمد بن إسحاق وغيره: أن أم مريم كانت لا تحبل، فرأت يوما طائرا يزق فرخا له، فاشتهت الولد فنذرت لله إن حملت لتجعلن ولدها محررا أى حبيسا فى خدمة بيت المقدس، قالوا: فحاضت من فورها، فلما طهرت واقعها بعلها فحملت بمريم عليها السلام، { فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ } وقرئ: بضم التاء
( وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى) أي: فى خدمة بيت المقدس، وكانوا فى ذلك الزمان ينذرون لبيت المقدس خداما من أولادهم.
وقولها: (وَإِنِّى سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ) استدل به على تسمية المولود يوم يولد، وكما ثبت فى الصحيحين عن أنس فى ذهابه بأخيه إلى رسول الله ﷺ، فحنك أخاه وسماه عبد الله.
وجاء فى حديث الحسن، عن سمرة مرفوعا:
( كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويسمى ويحلق رأسه).
رواه أحمد، وأهل السنن، وصححه الترمذي، وجاء فى بعض ألفاظه « ويدمى » بدل « ويسمى » وصححه بعضهم، والله أعلم.
وقولها: { وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } قد استجيب لها فى هذا كما تقبل منها نذرها.
فقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبى هريرة أن النبى ﷺ قال:
" ما من مولود إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها ".
ثم يقول أبو هريرة: واقرؤا إن شئتم "وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" [مريم: 36] .
أخرجاه من حديث عبد الرزاق.
ورواه ابن جرير، عن أحمد بن الفرج، عن بقية، عن عبد الله بن الزبيدي، عن الزهري، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، عن النبى ﷺ بنحوه.
وقال أحمد أيضا: حدثنا إسماعيل بن عمر، حدثنا ابن أبى ذؤيب، عن عجلان مولى المشمعل، عن أبى هريرة، عن النبى ﷺ قال:
" كل مولود من بنى آدم يمسه الشيطان بإصبعه إلا مريم بنت عمران وابنها عيسى ".
تفرد به من هذا الوجه.
ورواه مسلم، عن أبى الطاهر، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبى يونس مولى أبى هريرة، عن أبى هريرة، عن النبى ﷺ بنحوه.
وقال أحمد: حدثنا هشيم، حدثنا حفص بن ميسرة، عن العلاء، عن أبيه، عن أبى هريرة أن النبى ﷺ قال:
" كل إنسان تلده أمه يلكزه الشيطان فى حضينه، إلا ما كان من مريم وابنها، ألم تر إلى الصبى حين يسقط كيف يصرخ، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذلك حين يلكزه الشيطان بحضينه ".
وهذا على شرط مسلم، ولم يخرجه من هذا الوجه.
ورواه قيس، عن الأعمش، عن أبى صالح، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
" ما من مولود إلا وقد عصره الشيطان عصرة أو عصرتين، إلا عيسى بن مريم ومريم"، ثم قرأ رسول الله ﷺ "وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ".
وكذا رواه محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبى هريرة، عن النبى ﷺ بأصل الحديث.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الملك حدثنا المغيرة - هو ابن عبد الله الحزامى - عن أبى الزناد، عن الأعرج، عن أبى هريرة، عن النبى ﷺ:
" قال كل بنى آدم يطعن الشيطان فى جنبه حين يولد إلا عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن فى الحجاب ".
وهذا على شرط الصحيحين ولم يخرجوه من هذا الوجه.
وقوله: "فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتا حَسَنا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا" ذكر كثير من المفسرين أن أمها حين وضعتها، لفتها فى خروقها، ثم خرجت بها إلى المسجد، فسلمتها إلى العباد الذين هم مقيمون به، وكانت ابنة إمامهم وصاحب صلاتهم، فتنازعوا فيها.
والظاهر أنها إنما سلمتها إليهم بعد رضاعها، وكفالة مثلها فى صغرها، ثم لما دفعتها إليهم تنازعوا فى أيهم يكفلها، وكان زكريا نبيهم فى ذلك الزمان، وقد أراد أن يستبد بها دونهم من أجل أن زوجته أختها أو خالتها على القولين، فشاحوه فى ذلك وطلبوا أن يقترع معهم، فساعدته المقادير فخرجت قرعته غالبة لهم، وذلك أن الخالة بمنزلة الأم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة