فى جلسة تاريخية، صوت الجمعة 232 نائبا أمريكيا مقابل 180 صوتا فى مجلس النواب الأمريكى على مشروع قانون ينص على تحويل العاصمة واشنطن إلى الولاية الأمريكية الـ51، ويعتبر التصويت الذى لقى ترحيب الديمقراطيين هو الأول من نوعه منذ 1993، لكنه لن يمر فى مجلس الشيوخ الذى يهيمن عليه الجمهوريون.
يشار إلى أن تعديل دستورى سابق قد أقر فى مجلس النواب عام 1977، أى قبل نحو 43 عاما من الآن، نص على تمثيل سكان اشنطن فى الكونجرس، لكن مجلس الشيوخ لم يصادق عليه. وكانت ألاسكا وهاواى آخر ولايتين انضمتا إلى الاتحاد بفارق سبعة أشهر فى 1959.
ويعارض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تحويل واشنطن إلى ولاية، مشيرا إلى أن ذلك قد يفضى لانتخاب عدد أكبر من الديمقراطيين فى الكونجرس، بعدما كان لا يحق لسكان المدينة، التى يزيد عدد سكانها على 700 ألف- سوى اختيار رؤساء بلديات.
واشنطن العاصمة (قطاع كولومبيا، ويشار إليها بواشنطن دى سي) هى العاصمة الفيدرالية للولايات المتحدة الأمريكية، حيث وافق الكونجرس الأمريكى فى 16 يوليو 1790، على إنشاء عاصمة وطنية دائمة، كما أقر الدستور الأمريكي، وتطلّب ذلك إنشاء قطاع اتحادى يقع تحت سيطرة الحكومة الفيدرالية مباشرةً ولا يتبع أى من ولايات أمريكا، وتم تشكيل العاصمة من أرض تقع على نهر بوتماك تبرعت بها ولايتى ميريلاند وفرجينا، إلا أنه تم إرجاع الجزء الذى أخذ من فيرجينيا إليها فى عام 1846.
توسعت المدينة بعدها وأصبحت على شكلها الجغرافى الحالى بعدما تم إنشاء عاصمة جديدة باسم جورج واشنطن فى 1791 شرق ميناء جورج تاون ثم توحيد قطاع كولومبيا السابق مع العاصمة الجديدة باسم واشنطن دى سى فى عام 1871. تتشارك العاصمة باسم واشنطن مع ولاية واشنطن التى تقع على الساحل الغربى للبلاد.
أما ولاية واشنطن، هى ولاية فى منطقة شمال غرب المحيط الهادئ من الولايات المتحدة وتقع شمال ولاية أوريغون، غرب آيداهو، وجنوب مقاطعة كولومبيا البريطانية الكندية وعلى ساحل المحيط الهادئ، سميت الولاية باسم جورج واشنطن، أول رئيس للبلاد، وأسست من الجزء الغربى من إقليم واشنطن الذى تخلت عنه بريطانيا فى عام 1846 وفق معاهدة أوريغون فى تسوية نزاع الحدود فى إقليم أوريغون، تم إدخالها فى الاتحاد فى عام 1889 ليكون ترتيبها الثانى والأربعين، وتعد مدينة أولمبيا هى عاصمة الولاية، ويشار إليها غالبا باسم "ولاية واشنطن" بالكامل لتمييزها عن واشنطن العاصمة التى غالبا ما يتم تقصيرها إلى واشنطن فقط.
تعود تفاصيل قضية واشنطن لأكثر من قرنين فخلال ستينيات القرن الثامن عشر، ثار الأمريكيون ضد النظام الاستعماري البريطاني الذي أثقل كاهلهم بالضرائب، ورفعوا شعار "ضرائب بدون تمثيل" للاحتجاج على التزامهم بتسديد الضرائب دون الحصول على حق انتخاب ممثلين لهم وتقرير مصيرهم.
يذكر أن أراضي واشنطن "دي سي" مثلت موطنا لقبائل نكوتشتانك قبل أن يطردوا منها على يد المستعمرين البريطانيين، لتتحول بذلك لجزء من ولايتي ماريلاند وفرجينيا،وتخلت هاتان الولايتان في عام 1790عن هذه الأراضي لإنشاء مقاطعة كولومبيا وخلق عاصمة للبلاد، وقد ضمت واشنطن حينها عقب نشأتها حوالي 3 آلاف ساكن فقط، وهو ما جعلها غير مؤهلة لأن تصبح ولاية.
واتجه السكان البيض من مالكي الأراضي والعبيد والمقيمين بواشنطن العاصمة، للتصويت بولاياتهم الأصلية التي تمثلت في فرجينيا وماريلاند، وأصدر الكونجرس جملة من القوانين التي سمحت لسكان العاصمة بانتخاب عدد من الحكام المحليين ومنعوهم في المقابل من المشاركة بالانتخابات الرئاسية وانتخاب ممثلين لهم بالكونجرس وذلك خلال مطلع القرن التاسع عشر، وعقب ذلك وتحديدا خلال سبعينيات القرن التاسع عشر، اتجه الكونجرس لمنع الانتخابات المحلية بمقاطعة كولومبيا بسبب تزايد عدد السكان ذوي الأصول الإفريقية بها حيث تخوف حينها عدد كبير من النواب البيض بالكونجرس من إمكانية إدارة السود، الذين تخلصوا مؤخرا من براثن العبودية، وظلت القوانين التي فرضت خلال سبعينيات القرن التاسع عشر حيز التنفيذ لنحو قرن من الزمن، وفقا لما نقلته العربية نت.
من المقرر أن يطلق على الولاية اسم واشنطن دوجلاس كومونولث، تيمنا باسم جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة، وفريدريك دوجلاس، وهو شخص كان عبدا فى السابق واشتهر بتأييده لإلغاء الرق، بحسب "سكاى نيوز"، وتعد واشنطن، التى تسمى "مدينة الشوكولاته"، ذات أغلبية من ذوى الأصول الإفريقية منذ تعداد عام 1960، الذين يشكلون الآن 46% من سكانها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة