القارئ د.شريف يسرى الزميتي يكتب: الدور المجتمعى للنائب العام

الأحد، 28 يونيو 2020 10:00 ص
القارئ د.شريف يسرى الزميتي يكتب: الدور المجتمعى للنائب العام النيابة العامة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعتبر منصب النائب العام رأس الهرم في جهاز النيابة العامة، ويختص  بوقار وجلال وقداسة شديدين، فهو فريد في نوعيته إذ لا مثيل له في السلطات الثلاث التقليدية في الدولة - حيث يقع شاغله علي الحدود  الفاصلة بين السلطتين القضائية والتنفيذية،  ولا يحق لأحد عزله أو إقالته من منصبه، وعليه يلزم أن يكون القائم به يعي ويدرك  جيدا الحدود الفارقة والفاصلة وأحيانا الحاسمة بين ما هو سياسي وما هو قضائي،  فكثير ما تعرض علي النيابة العامة قضايا ذات شأن إما لأنها ذات صبغة سياسية،  أو لأن أسبابها وبواعثها تثير اهتمام الجمهور، ومنها ما يتعلق بالأخلاق أو مسائل مالية كبري، أو قضايا متعلقة بالأمن القومي والاجتماعي،  وهذه القضايا تخضع لمبدأ الملائمة الذي يحكم عمل النائب العام فيقوم بإعمال  سلطته التقديرية في الموازنة بين مصلحة المجتمع،  وبين تحريك الدعوي الجنائية علي مرتكب الجريمة.

 وهو أيضا عميق في تكوينه، فبحكم القانون يعتبر النائب العام هو محام الشعب وحامي النظام العام والآداب والأخلاق العامة، والأمين علي الدعوي الجنائية، والمسئول الأول عن حفظ النظام القانوني الأمني والاجتماعي،  حيث يختص بالدفاع عن مصالح المجتمع،  ومقدرات الشعب،  وأي جريمة تقع علي أرض مصر أو خارجها ويكون أحد أطرافها مصريا، ومهم في تأثيره وأثره، حيث يناط به تطبيق القانون علي الجميع دون محاباة وإعلاء سيادة القانون التي تعتبر أحد أهم خصائص النظام الديمقراطي، أي أنه وبمعني آخر منوط به حماية النظام الديمقراطي  والاجتماعي من الناحية القانونية.

ومنذ أن تم شغل المنصب الرفيع من قبل أول نائب عام مصري في العام 1881 مرورا بعبد الخالق ثروت باشا والشهيد هشام بركات وانتهاءَ بالنائب العام الحالي المستشار حمادة الصاوي، فإن منصب النائب العام يظل ذا قداسة ووقار شديدين، والمختصون بالشأن القضائي والعاملون في الحقل القانوني يعلمون جيدا الدور التقليدي للنيابة العامة ومنصب النائب العام علي وجه التحديد، إلا أن النائب العام الحالي المستشار حمادة الصاوي قد أخذ علي عاتقه مهمة تطوير جهاز النيابة العامة فنيا وإداريا.

 كما أنه أضاف دورا - أو بالأحرى قد أحيا دورا - جوهريا للنيابة العامة لم يتم الاهتمام به بالقدر الكافي،  خلال حقب مضت،  وهذا الدور يتلخص في مفهوم جديد  للدور المجتمعي للنيابة العامة بشأن ما تسفر عنه التحقيقات في الجرائم المجتمعية والقضايا الأخلاقية ومشاكل الأسرة المصرية وقضايا الطفل،  من خلال  التوعية ومناشدة الأسر والأهل وأرباب البيوت في الحفاظ علي الأطفال والاهتمام بهم والاستماع لمشاكلهم وإعطائهم الوقت والمساحة الكاملة من أوقاتهم، وأيضا مناشدة الدولة القيام بدورها المنوط بها في الحفاظ علي السلم المجتمعي، والقيام بواجباتها الأساسية تجاه المواطنين وتوفير حياة كريمة لهم. 

فضلا عن ذلك يقوم المستشار النائب العام بإحداث طفرة حقيقية في طبيعة عمل النيابة العامة، من خلال تدريب أعضائها، وتغيير مفاهيم العمل لديهم والاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة .

كما قام النائب العام باستحداث تقديم بعض خدمات النيابة العامة إلكترونيا،  من خلال بعض  المنظومات الالكترونية علي موقع النيابة العامة المصرية،  أهمها خدمات نيابة المرور،  وكذا منظومة التحول الرقمي لإنفاذ  القانون والتي من خلالها سيتم العمل علي ادراج كافة التحقيقات التي تجريها النيابة العامة والقرارات المتعلقة بها، ووجه التصرف فيها علي هذه المنظومة الالكترونية،  كما يتيح للنيابة العامة وقادتها متابعة سير تلك التحقيقات بصورة فورية،  فضلا عن توفير نسخ فورية منها لذوي الشأن .

كما قام النائب العام بإنشاء وحدة للرصد المجتمعي لمواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الإعلام سواء المقروءة والمسموعة والمرئية لمتابعة ما يتم نشره بشكل دقيق ولحظي واتخاذ الإجراءات حيال أي تصرف من شأنه أن يشكل مخالفة لأحكام القانون أو النظام العام أو الآداب والأخلاق العامة، ولا يكتفي بالتحقيق في مثل هذه القضايا ولكن طريقة معالجة النيابة العامة للقضايا يجعل من أي مواطن يقف إجلالا واحتراما لجهاز النيابة العامة وذلك من واقع التفصيلات التي تنشر عن القضايا المطروحة،  من خلال البيانات الاعلامية التي تعرض علي الرأي العام لمعرفة حقائق واضحة عن التحقيقات الجارية،  وهو بذلك أيضا يغلق الطريق أمام الأخبار المضللة والبيانات الكاذبة والصفحات المشبوهة التي قد تمارس تأثيرا في  سير التحقيقات من خلال التأثير في الرأي العام سواء لمناصرة المتهم أو مناهضته.

زبدة القول، إن النائب العام الحالي يمثل نوعا جديدا من قادة النواب العموم - الذين تعاقبوا علي رأس جهاز النيابة العامة - بفكر عصري وحضاري قائم علي العلم والحداثة ومواكبة التطور التكنولوجي الحاصل في معظم دول العالم، ويقدم نموذجا فذا للنائب العام الإنسان الذي يبغي العدالة والحفاظ علي أن يظل ينبوعها صافيا، وميزانها قائما بالقسط في جميع الأوقات.. حفظ الله الوطن.

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة