إن الأمم والمجتمعات والدول والشعوب منذ بداية الخلق وعبر العصور والأزمان وحتى قيام الساعة تقوم على منهجيات وفلسفيات وقواعد وقوانين وأسس ومفاهيم وإيديولوجيات وسيكولوجيات وسيكوسيتاميكيات وديموجرافيات وطيبوجرافيات وحواكميات الروابط الإجتماعية الإرثية أو المتوارثة عبر الأزمان والعصور أو المستحدثة والمكتسبة من ثقافات وأدبيات وتقنيات وعلوم وتكنولوجيات عصور العولمة والتطور والتقدم والنهضة الصناعية والرقمية والإلكترونية والفضائية والكونية والتكنولوجية وغيرهم من المستحدثات والتطبيقات العلمية المعاصرة فائقة التقدم والتطور، ومن أهم الروابط الاجتماعية الحاكمة لوحدة مكونات وهياكل الأمم والمجتمعات والدول والشعوب هى روابط الدين والعقيدة والإيدولوجية، وهى روابط الوطن والموطن، وهى روابط الأمة والدولة والمجتمع، وهى روابط اللغة، وهى روابط الدم والمولد، وهى روابط العرق والانتماء، وهى روابط الهدف والغاية، وهى روابط التاريخ والمصير المشترك، وهى روابط المكان والموقع الجغرافى، وهى روابط المصالح والتحالفات والاتحادات والأحلاف الإقليمية والدولية والإستراتيجية وغيرها الكثير والكثير.
علماً بأن روابط العقيدة والدين وفى مقدمتها الدين الإسلامى هى من تقوم على أركانها وقواعدها وتعاليمها حقيقة وأسباب خلق ووجود الإنسان على ظهر الأرض وكذا الحواكم والإرشادات والتعاليم التى توجه وتدير حياة ومعاملات الإنسان مع نفسه ومع أهله ومع الآخرين، كما أن روابط الوطن والموطن وكذا روابط الدولة والأمة والمجتمع هم جميعاً الحواكم الموجهون لحقوق وواجبات الوطن والمواطن، وحقوق وواجبات الدولة والشعب، وحقوق وواجبات المجتمع والطوائف والأعراق المختلفة، كما أن روابط اللغة والعرق هما لتجانس وتقارب وتماسك وتعارف مكونات الأمة والمجتمع وغيرها، إن وحدة الأمة الإسلامية المعتصمة بكتاب الله الكريم والموحدة فى إيمانها وعبادتها وتوحيدها لله الخالق الأعظم سبحانه وتعالى مع اختلاف أعراقها وأجناسها ولغاتها وأوطانها وقاراتها هى خير أمة أخرجت للناس، حيث قال الله تعالى "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ " صدق الله العظيم، كما قال الله تعالى أيضاً "وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ" صدق الله العظيم، كما قال الله تعالى أيضاً "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" صدق الله العظيم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أن أولى أمم ودول وشعوب ومجتمعات العالم فى الترابط والوحدة والتماسك عبر التاريخ وإلى قيام الساعة هى وحدة الشعب والجيش والمجتمع والدولة المصريون فهم جميعاً فى رباط إلى يوم الدين، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض" فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: " لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما أن مصر باقية ببقاء الحياة الأرضية وهى فى رباط مع الوجود البشرى وفى رباط مع الزمن فمصر ترجع إلى مؤسسها الأول وهو مصرايم ابن حام أبن نوح عليه السلام وهو الأب الثانى للبشرية، كما أن نهر النيل بمصر لن يجف أبدأ كما يخشى عليه كل المصريون الأن من مؤامرات أثيوبيا والصهاينة وغيرهم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : "يقول الله عز وجل: نيل مصر خير أنهاري أسكن عليه خيرتي (من عبادي)، فمن أرادهم بسوء كبه الله عليه". (وقال صلى الله عليه وسلم: إن النيل يخرج من الجنة، ولو أنكم التمستم فيه، إذا مددتم أيديكم، لوجدتم فيه من ورق الجنة" صدق النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن من مظاهر الروابط الاجتماعية التى يجب أن تتجلى عند الأزمات والكوارث ومنها وباء وجائحة كورونا التى أصابت وأهلكت الملايين من سكان العالم هى تكاتف وتكامل وتعاون جميع الشعوب والدول والأمم والمجتمعات سواء الغني منها أو الفقير والمتقدم منها والنامى والمتخلف، فالجميع أمام الوباء والإصابة سواء كما يجب السعى حثيثاً من قبل الأفراد والمؤسسات والجهات الطبية والصحية المتخصصة والمجتمعات والدول ورجال الأعمال وجميع مؤسسات المجتمع المدنى وغيرهم بتقديم جميع وسائل الدعم المادى والعينى والمعنوى والطبى والصحى والإرشادى والتوعوى وغيرها لجميع المواطنين لمكافحة ووئد هذا الوباء، وإعلاء رايات الروابط الإجتماعية بين كافة مكونات المجتمع والدولة والوطن، فاللهم احفظ مصر من كل مكروه وسوء .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة