القارئة ريم ياسر تكتب: الحلبة لا تَطيب للجبناء

السبت، 27 يونيو 2020 06:00 م
القارئة ريم ياسر تكتب: الحلبة لا تَطيب للجبناء شخص متفائل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نحن هنا، في صراع دائم وخصم لا نعرفه يتلون بتغير الأيام، يُجدد من مظهره واسمه وكذلك سلوكه، وما علينا سوى التمسك بكل ما نملكه من أسلحة ونتشبث ببقايا أحلامنا حتى نستطيع الصمود لجولة أخرى، هذه هي دُنيانا.. حلبة مصارعة لا تهدأ أبدًا، إياك أن تنهار وتسقط، فبتخليك عن القتال تخسر كل شيء، وأولهم نفسك تلك التي تقاتل من أجل بقائها.

نصحو كل يوم لندافع عن تلك الأحلام البسيطة التي تلألأت في سماء ليلنا فملأتنا شغفًا وطموحًا، لنهزم يأسنا وكي نتخلص من تلك الكوابيس المُفزعة التي راودتنا في الليلة السابقة، وأخيرًا نصحو لأننا نريد شيئًا من هذه الحياة، مهما كَبِر شأنه أو صغر فيظل حاجة نتطلع إليها ولكن ماذا إن اختفى كل هذا فجأة؟ ماذا إن أصبحت أجوف الروح والعقل، لقد تسربت أحلامك من بين يديك ولم تعد تستطيع أن تُجددها أو أن تحلم بغيرها؟، فجأة يصبح كل شيء حولك سواء، ثم تجد نفسك تمتلئ رعبًا وفزعُا ويتسلل الظلام إليك، يجري في دمائك، فتصحو لتجد نفسك جثة مغشية عليها في الحلبة، أنت حي تُرزق لكنك بدأت تغيب عن الوعي لا تُدرك هل انتهت الجولة بالفعل وأنت الآن تلفظ أنفاسك الأخيرة أم أن العد لنهوضك من غفوتك وعودتك بقوة قد بدأ للتو؟ن أنت من ستقرر.. هل ستقبل بالهزيمة الأبدية أم ستنهض لأنك ما خُلقت للهرب من حلبة الصراع؟.

قد تكون محظوظًا لأنك لم تسقط في أرض الحلبة حتى الآن وذلك لا يعني أنك لن تفعل، بالطبع ستسقط، هناك من سبقك إليها، هناك منا من سقط مغشيًا عليه وسمع الجرس الأول لينذره بأن الجولة الأولى قد انتهت وعليه أن يستعد للتالية، عليه أن ينهض ليواجه أسوء خصومه، ليدافع عما يُريد، وليحقق ذاته.

وهناك من تخلى عن كل شيء فسقط على الأرض ولم يستطع أن ينهض أو يحاول على أقل تقدير، فتطرده الحلبة خارج عنها ولا يستطيع أن يدخلها أو يقترب منها ثانية.

إننا بشر، لدينا الكثير من المشاعر والأفكار المعقدة، لدينا العديد من الأحلام اللامعة، حتى أننا نخاف أن نقترب منها فتحرقنا شمسها، نمر بالعديد من ساعات الضعف واليأس ونواجه خوفنا ملايين المرات يوميًا، قد يكون خصمنا مجهول ومتجدد بالفعل، قد يتمثل في ظروفنا، خوفنا، صحتنا، العمل أو أنه قد يتمثل في المستقبل بكل ما يحمله في جعبته ولكنني أعتقد أننا نمتلك القدرة والشجاعة لمواجهة خصومنا المتعددة مع شمس كل يوم جديد.

ربما بالفعل تنطفئ أحلامنا ببطء، وأيضًا قد نتيه في ذكرياتنا، سنتعثر أثناء صراعنا الدائم، سنسقط حتمًا وسنتلقى العديد من اللكمات على هذه الأرض لكننا لا نستسلم أبدًا.. دومًا كن على أتم الاستعداد للنهوض من جديد، فهذه الحلبة لا تَطيب للجبناء.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Yasser Fouad

مقال ريم ياسر " الحلبة لا تطيب للجبناء"

مقال جيد وعميق يعكس قدرة الكاتبة على التعبير بما يدور بداخلنا.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة