حب من حولك، هو أجمل شعور في الكون، فالحب هو المعنى الحقيقي للنبل، ولا يضاهيه أي شعور آخر، ولكن أن ترى من حولك يحبونك، فهذا أمر قد يبدو منطقيا، لو كانت تصرفاته تجبرهم على حبه، فهنا سيكون الشعور طبيعيا ومنطقيا للغاية، ولكن أن تشعر بحب وامتنان أشخاص لم تلتق بهم من قبل ولم يجمعك بهم أي مواقف، ورغم ذلك لك مكانه لديهم، ويحاولون توصيل امتنانهم لك؛ من أجل إسعادك، فتلك هي الهبة الجميلة والحقيقية، التي تمنحها لك الحياة، دون أن يكون لك أي دخل فيها.
وهذا ما حدث لي منذ بضعة أيام، حيث تم دعوتي على برنامج "طعم البيوت"، بالقناة الثانية، ولبيت الدعوة، ثم فوجئت بأحد مشاهدي البرنامج، قد رسم لي صورة بعد مشاهدته للحلقة، ووضعها على صفحة البرنامج، فكانت مفاجأة رائعة بالنسبة، لي جعلتني أشعر أن من حولك يمكن أن يحملوا لك مشاعر جميلة وراقية، ويحاولوا إسعادك، لمجرد أنك صادق في حوارك، أو مقنع في حديثك، أو لقيت حضورا وقبولا لديهم.
فهذا السلوك أنعش نفسيتي؛ لأن من فعل ذلك لا تربطني به أي صلة، ولكنه حاول الإعراب عن إعجابه بالحوار بطريقة جميلة وراقية، أكسبتني روحا جديدة، وأكدت إيماني بأن الإنسان الصادق مع نفسه ومع الآخرين، لا بد أن يجد صدى لديهم.
وفي الحقيقة أنا لا أعرف ذلك الشخص لكي أقدم له شكري وامتناني، وأتمنى أن يقرأ مقالتي، التي أعرب له فيها عن خالص امتناني على تلك اللفتة الراقية، والرائع في ذلك الأمر أنني لا طالما تمنيت أن تكون لي صورة مرسومة، وقد تحققت أمنيتي، ومن شخص لا أعرف سوى اسمه المدون على صورتي المرسومة.
وأخيراً، أود أن أقول لكل شخص، أن أكبر حصاد يمكن أن تحصده في حياتك، هو حب الناس، سواء كنت على صلة بهم أم لا، فيكفي أن هناك من يذكرك بالخير، أو يحاول إسعادك، دون انتظار المقابل، فتلك نعمة، لو عرفنا قدرها لسجدنا شكرا لله طيلة حياتنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة