أرض السنط والنخيل.. الإبداع فى رحاب الطبيعة ..أول متحف مفتوح للنحت على جذوع النخيل بالوادى الجديد.. المسئول عن المتحف: المكان لوحة ربانية شكلتها تكوينات جذور السنط وعمرها يمتد لعقود من الزمن .. صور

الأربعاء، 24 يونيو 2020 11:00 ص
أرض السنط والنخيل.. الإبداع فى رحاب الطبيعة ..أول متحف مفتوح للنحت على جذوع النخيل بالوادى الجديد.. المسئول عن المتحف: المكان لوحة ربانية شكلتها تكوينات جذور السنط وعمرها يمتد لعقود من الزمن .. صور أول متحف طبيعى
الوادى الجديد- ماهر أبو نور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

"الخارجة واحة من الجنة، بترابها كفى بيتحنى، لجمالها ياما كتير غنى، وفي سحرها تتقال الآه، هكذا يعتز أهل الواحات الخارجة ببلادهم أرض النخيل والخير، وإن كان زمار الحى لا يطرب وهكذا قيل المثل عن تعود المجتمعات للقيمة الجمالية حتى تفقد رونقها ولكن فى الوادى الجديد لا ينطبق عليهم هذا المثل فهنا زمار الحى يطرب ويبدع ويأسر القلوب، وذلك لأن جمال المكان وروعة الطبيعة تأسر قلوب الناس سواء كانوا وافدين أو مقيمين فى الواحات.

8

وهناك فى نقطة ليست بعيدة ولكنها متفردة فى عين على بأرض الحاج عبد الله معاذ جنوب مدينة الخارجة حيث يتسابق السياح والأجانب على زيارة هذا الموقع الغير تقليدى وجل هدفهم هو رصد مشهد غروب الشمس من فوق تلك الربوة العالية والتى تمتزج فيها أغصان السنط العتيقة مع جريد النخيل الأخضر الغض لتصنع لوحة فنية تشفى قلوب المتعبين وتعيد للنفس سكينتها وتدعو العقل للتأمل فى ملكوت الله والغوص فى رحابه حيث استغل أحد ابناء الوادى الجديد المبدعين وهو الشاعر مصطفى معاذ رئيس نادى الأدب سابقا والباحث المتخصص فى الشأن الثقافى والتراث الواحاتى ومؤسس مدرسة نوابغ الادب بالمحافظة هذا المكان لإنشاء أول متحف بيئى وطبيعى مفتوح لإحياء التراث والتدريب على حرف الرسم والنحت على جذوع النخيل والحجر الرملى.

ورصدت عدسة "اليوم السابع" جوانب من تشكيل المتحف الطبيعى والذى يقع على ربوة ومنحدرات تنمو بينها أشجار السنط العتيقة والتى يبلغ عمرها مئات السنوات ولم يتدخل فى زراعتها أو نموها بشر وتتشابك أغصانها مع أشجار النخيل التى جرت زراعتها فى محيط غابات السنط حيث قام الباحث فى تراث الواحات والشاعر مصطفى معاذ باستغلال تلك المنطقة لكونها مملوكة لأسرته بعمل متحف بيئى مفتوح لتدريب الشباب والموهوبين على حرفة النحت على جذوع النخيل والحجر الرملى والذى أسفر عن تخريج عدد كبير من المبدعين من اهالى المحافظة وخاصة الشباب.

وقال الشاعر مصطفى معاذ صاحب المتحف فى تصريح خاص لــ" اليوم السابع " هدف المتحف هو التعريف بثقافة الواحات وجمالها الطبيعى الذى لم يتدخل فيه بشر ويشمل تشكيلات نباتية من غابات السنط التى تمتد ما بين الغرود والتلال والسهول فى لوحة جمالية ربانية تمنح الزائر راحة نفسية كبيرة وخاصة عندما يتم مراقبة غروب الشمس من بين اشجار السنط والنخيل فى تلك المنطقة المتفردة بيئيا وقام بإنشاء المتحف على نفقته الخاصة كنشاط غير ربحى ولكن هدفه الوحيد هو على الحفاظ على الموروث الثقافى والتراث الواحاتى وتدريب الموهوبين على حرفة النحت على جذوع النخيل وتحويلها إلى قطعا فنية تعكس تراث واحات الوادى الجديد القديمة والتى تمتاز بالأصالة وسماحة الصفات وحسن المعشر وطيبة القلب والتسامح والترحاب وغيرها من صفات أهل الواحات الأصائل.

3

أضاف معاذ أن المتحف قام بتدريب مجموعة كبيرة من الموهوبين فى الخارجة والداخلة وما أسفر عنه من نشوء متحف مماثل لأحد المتدربين بالداخلة ، وجرت المشاركة بالعديد من الأعمال الفنية التى تم إنجازها داخل المتحف المفتوح من حفر على جذوع النخيل والحجر الرملى وأعمال الخوص والرسم بالرمال وتقديم الاعمال البيئية المتفردة بواحات الوادى الحديد فى عدد من المعارض منها معرض بدار الأوبرا المصرية ومركز الهناجر ومتحف محمود خليل وحرمه بالجيزه ومركز رامتان الثقافى (بيت طه حسين ) ومعرض ارترو بولوجى (ثقافات الشعوب) بالزمالك ومعرض في حديقة الاندلس بالتعاون مع كل مبدعى مصر فى مجال الفنون التقليدية والحرف الشعبية ومعرض إيليت للاثاث والديكور والذى جرى عرض فيه المنتجات من الاثاث عالى الجودة بجانب المشاركة فى معارض بعدة كليات منها كلية السياحة والفنادق بجامعة المنيا وغيرها من الكليات.

7

وأوضح معاذ أن ورش التدريب فى المتحف تعتمد على الملاحظة والتعلم من خلال تدريب الشباب والمتدربين على تشكيل جذوع النخيل بعد تجهيزها للنحت وذلك من خلال كتابة الايات القرآنية وعبارات الحمد والشكر لله كمراحل أولية يتبعها تنفيذ مجسمات تعكس التراث الواحاتى ومنها البيوت الواحاتيه وملامح الحياة القديمة فى مدينة الخارجة والتى تحكى قصص الواحاتية الأوائل وكيف كانوا يتعايشون وينظمون أمور حياتهم وهو ما يبعث داخل نفوس المتدربين عظمة تلك القيم التى رحل أصحابها وعصفت بها تيارات المدنية والتحضر وهى القيم الاصيلة التى تميز المجتمع الواحاتى عن كل المجتمعات الاخرى حيث يتم التركيز على تلك الملامح فى ورش التدريب وشرح التاريخ الواحاتى والعادات القديمة وقصص حفر الابار يدويا والآليات التى كانت تنظمها باعتبارها أحد أهم الأحداث المرتبطة بالعمران والتنمية فى المجتمعات القديمة وغيرها من العادات والتقاليد المرتبطة بالمناسبات كالزواج والاحتفال بالأعياد والمشاركة المجتمعية فى البناء والعمران والزراعة وأغلب المناسبات والعادات المجتمعية آنذاك .

1
 

 

2
 

 

4
 

 

5
 

 

6
 
9
 

 

10
 

 

11
 

 

12 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة