كريم عبد السلام

مستشفى حميات العباسية.. تعظيم سلام

الثلاثاء، 23 يونيو 2020 12:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعظيم سلام لمستشفى حميات العباسية وجميع القائمين عليه من علماء وأطباء كبار وطواقم طبية متفانية، فهذا الصرح الطبى التاريخى الذى يعتبر أول مستشفى متخصص فى مصر والمنطقة العربية، لا تكفيه كلمات الشكر والإشادة على ما يقدمه للمصريين من خدمات طبية جليلة وكلها بالمجان فى مواجهة جائحة كورونا، وفى مواجهة أخطر الأمراض المعدية والوبائية والمجهولة مثل الإيبولا والالتهاب السحائى والتيفود والسعار والإيدز والكوليرا وحمى الوادى المتصدع والحمى الشوكية وأنواع الحمى مجهولة السبب وإنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير وأنواع الغنغرينا النادرة مثل الغنغرينا الغازية والملاريا الخبيثة والتيتانوس، بل هو المستشفى الوحيد تقريبا فى مصر الذى يوجد به قسم للغسيل الكلوى لمرضى الإيدز وقسم كبير لعلاجهم ورعايتهم بالمجان.

"الفخر" هو الكلمة المناسبة عند ذكر مستشفى حميات العباسية، نعم أنا فخور كمواطن مصرى أن فى بلدى مثل هذا الصرح الطبى العملاق الذى يقدم الخدمات الطبية المتكاملة لمئات بل آلاف المصريين يوميا بأعلى كفاءة ممكنة وأفضل رعاية إنسانية ونفسية وتأهيلية طبية، ولم يكن لى أن أعرف وأختبر ذلك إلا بعد تجربة شخصية مريرة مع فيروس كورونا أو كوفيد 19، أصابنى أنا وابنى على مدار الشهر الماضى، وبداية، أنا كنت قبل أن أتلقى العلاج بمستشفى حميات العباسية، من أنصار العلاج الخاص، وكنت أرى - واعترف أنها كانت رؤية قاصرة - أن الخدمة الطبية المدفوعة فى العيادات والمستشفيات الخاصة أفضل وأكثر جدوى من الخدمة المجانية فى المستشفيات العامة والجامعية، وبالفعل، فور أن علمت بإصابة ابنى وإصابتى سارعت إلى الخدمة الطبية الخاصة ودفعت الكثير لكنى لم أتلق العلاج المناسب فى الوقت المناسب، إلا فى مستشفى حميات العباسية الذى أنقذ ابنى فى ظرف أيام قليلة، كما أنقذنى بعد أن وصلت إليه فى حالة متدهورة من الالتهاب الرئوى والأزمة التنفسية وانهيار كرات الدم البيضاء وبداية تعرضى لعواصف من الجلطات الصغيرة المتتابعة.

مستشفى حميات العباسية الذى أفخر به، والذى أنشأه الخديوى عباس حلمى عام 1893 ليواجه أخطر الأوبئة والأمراض المعدية فى مصر، يقف فى الصفوف الأولى لمواجهة جائحة كورونا بخبرات علمية وإدارية نادرة تمتزج مع رحابة إنسانية لجميع الطواقم الطبية وتفانى فى أداء رسالتهم، رغم أنهم يستقبلون يوميا المئات من المرضى وذويهم فى حالة غضب واستفزاز وخوف، وغالبا ما يأتون برؤية مسبقة أنهم لن يجدوا العلاج المناسب، ويتجاوزون فى حق الأطباء والممرضين، لكن رحابة الأطباء والطواقم المساعدة سرعان ما تستوعب الغاضبين وتقدم لهم أيدى المساعدة وتتجاوز عن غضبهم وأخطائهم بابتسامة وإرشادات وعلاج مناسب مجانى وسرعة إنقاذ الحالات الحرجة.

فور أن تدخل من بوابة مستشفى حميات العباسية، تشعر أنك فى منطقة بناء وإنشاءات، فالمستشفى المبنى على مساحة 35 فدانا على الطراز الإنجليزى التقليدى على مساحات متباعدة ووسط حدائق وأماكن للاستشفاء، يقوم بأكبر عملية تحديث وتطوير وإنشاءات، جنبا إلى جنب مع تقديم الخدمة الطبية لآلاف المرضى فى 24 قسما أو فى قسم الطوارئ وخيام وأقسام العزل، وأسبوعيا يشهد المستشفى افتتاح وحدات وأقسام جديدة وإضافة وحدات للأشعة المقطعية والتحاليل والأشعة العادية وأجهزة التنفس الصناعى.

الظاهرة الفريدة فى مستشفى حميات العباسية، إلى جانب التطور الهائل فى وحدة الأبحاث العلمية ومواكبتها لأحدث البروتوكولات العلاجية فى العالم، بل ومساهمتها فى تطوير هذه البروتوكولات العلاجية واختيار ما يناسبنا منها، هى مدى المسئولية والتفانى للأطباء والطواقم الطبية بالمستشفى، ويوميا يصاب طبيب أو أكثر وعديد من طواقم التمريض بفيروس كورونا رغم إجراءات الوقاية المكثفة، وما يحدث أن الطواقم الطبية المصابة تتلقى العلاج بالمستشفى دون أى امتعاض أو خوف أو تبرم لإصابتها بالفيروس، بل على العكس من ذلك، فمع أول بوادر الشفاء يسارع الأطباء وطواقم التمريض المصابين بمساعدة زملائهم فى رعاية المرضى الآخرين، ورأيت بعينى أكثر من طبيب ومازالت "الكانيولا " فى يده يبادر بمساعدة زملائه الأطباء سواء برعاية مريض أو أكثر أو بتقديم ورقة بحثية أو مادة علمية أو الإشارة لعلاج جديدة أو مصل يلقى نجاحا فى العالم.

الاهتمام بالحالات المرضية داخل المستشفى وخصوصا الحالات الحرجة، حتى بعد تماثلها للشفاء وخروجها من المستشفى، سمة إنسانية غالبة على علماء وأطباء مستشفى حميات العباسية، الذين يتابعون مرضاهم باهتمام كبير، وأنا شخصيا تلقيت اتصالات تلفونية عديدة من الأطباء الذين كانوا يشرفون على علاجى بعد خروجى من المستشفى، وفى إحدى المرات وكنت أسأل الدكتور منسى نبيل عن أسم أحد الأدوية، كانت ملاحظته الثاقبة: لماذا أنت سهران حتى الواحدة صباحا ولا تطبق التعليمات، وأعطانى محاضرة طويلة اختبر خلالها التزامى بكل التعليمات الموجهة لى قبل خروجى.

هذه المنظومة الطبية والإدارية والعلمية المنضبطة والمتميزة بإنسانية ورحابة القائمين عليها فى مستشفى حميات العباسية لم تكن لتتحقق إلا برؤية د. بيتر وجيه مدير المستشفى ود .سالى عماره نائب المدير للأقسام الداخلى ود.  ود. عبير عبد الحميد ود. أميمة السيد ود. ديدى صدقى ود .عبله سلامة ود .صابر الجميل ود. أحمد الشهاوى ود .منسى نبيل ود .محمد بسيونى و د. مجدى مرجان ود. رشا ابراهيم ود. رحاب سامىود. فايزة عوف وغيرهم كثير من الأطباء الشباب والمناوبين والطواقم الطبية المساعدة وطواقم التمريض المتخصصة فى وحدات الرعاية المركزة وطواقم التمريض العامة، لكل هؤلاء ولكل الجيش الأبيض المتفانى الخدوم شديد الإنسانية نقول لهم أنتم أجمل واجهة لبلدنا ولا يسعنا إلا أن نفخر بكم ونضرب لكم تعظيم سلام ونحن ندعو الله أن يجازيكم خيرا عما تقدمونه للمواطنين، فهو وحده عنده جزاء الخير الذى يليق بأياديكم البيضاء.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة