مَر عام وكثيرٌ من الفراشات تملأ غرفتي رغم أحكام غلقى للنافذة ككل يوم، في البدء لم أكن أفهم من أين تأتي الفراشات الملونة، يصاحب وجودها أصوات موسيقى هادئة تنساب بلا توقف، هناك رائحة لذيذة تأتي من نافذة المطبخ ، لا تدري طنط ماري أن أصوات أوانيها تؤنسني، وبأن رائحة الكيك بالشيكوتة في الصباح تنعشني، سعيدة لأنها جارتي وإن لم أكن أقابلها إلا بالمصعد فتبتسم إحدانا للأخرى، قبل الخروج من المنزل أغلقت علبة الألوان فاختفت الفراشات حسناً هى تسكن الفرش والألوان، ربما لهذا السبب كلما أهديت أحدهم تابلوه أسمعه يتحدث عن فراشات ملونة تدخل رغم أحكام غلق النافذة. !
بغرفة المعيشة أضع الألوان والأقلام، أرسم على الحائط جناحين أتمدد على الأريكة أغلق عينى واستمع الى أصوات العصافير، قد ملأت شرفتي زرعاً ووروداً، أحب اقتناء العصافير ولكنى أكرة أقفاصها وكلما ابتعت عصفوران بألوان محببة وبقفصٍ كبير كى تفرد بانسيابية جناحاتها أطلق في المساء سراحها حتى صار لدي الكثير من الأقفاص الخالية وكانت قطتي تدخل يداها لعباً بين القضبان وكانت تهوى اللعب بالألوان، كنت أنظف دوماً فرائها حتى صارت تشبه العصافير بألوانها وها هى تفتح عُلبة الألوان لتخرج الفراشات وتظل تقفز هنا وهناك وتتضاحك الفراشات وترفرف فرحة بألوان جناحاتها، ولا تذهب القطة للنوم حتى أخبئ الالوان وتعود الفراشات اللي سكناتها ..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة