القارئ د. محمود الشوادفى يكتب: الحروب الخمس

الثلاثاء، 23 يونيو 2020 04:00 م
القارئ د. محمود الشوادفى يكتب: الحروب الخمس الحرب في ليبيا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خطوط النار! (الشمال والغرب).. يبدو أن حرب أكتوبر 73 لم تكن هي أكبر الحروب المصرية وأصعبها، فكان العدو الصهيوني المُغتصب للأرض واضح ومحدد في اتجاه استراتيجي محدد "شرقاً" يفصل بيننا وبينه قناة مائية وساتر ترابي، والداخل المصري متوحد الصفوف أمامه هدف واحد هو محاربة العدو واسترداد الأرض، ولكننا الآن نعيش في أجواء حروب في أربعة اتجاهات استراتيجية بالإضافة الي الاتجاه داخلي، نعيش حروبا من طراز حديث في مزيج من القوة العسكرية والدبلوماسية والسياسية وأوراق الضغط والتحالفات.

شمالاً: حيث تركيا صاحبة المطمعين، مصادر الطاقة "الغاز والبترول"  والزعامة الإقليمية، حيث تستورد تركيا أكثر من 98٪؜ من احتياجاتها من الطاقة البترولية وتريد أن تحقق اكتفاء من خلال التنقيب بالبحر المتوسط والذي أعاقته مصر من خلال ترسيمها للحدود البحرية مع اليونان وقبرص، والذي تكلل باكتشاف مصر لحقل "ظهر" الذي يعد من أكبر اكتشافات الغاز بالعالم، مما جعل تركيا تتجه إلي ليبيا لترسيم الحدود معها لكي تستطيع التنقيب بالمتوسط، وتهديداتها المستمرة ومناوشاتها بالبحر المتوسط مما اضطر مصر لعمل أكبر مناورة عسكرية بحرية بالبحر المتوسط في رسالة واضحة بأن مصر قادرة علي حماية حدودها وممتلكاتها بالإضافة إلي رؤية مصر بعيدة المدي والتي قد نفذتها ببناء قواعد بحرية جديدة وبتسليح القوات البحرية بأحدث المعدات، وعمل تدريبات مشتركة على أعلى مستوى تكتيكى.

أما مطامعها فى الزعامة والسيطرة والتي ازدادت بعد عدم قدرتها في الانضمام للاتحاد الأوروبي مراراً وتكراراً، فاتجهت إلى السعى في عودة الخلافة العثمانية مرة أخري بالسيطرة علي الشرق الأوسط وموارده الثرية، ومالها أن تحقق هذا إلا بالتعاون ودعم واكتساب فئة ضالة جائعة للسلطة والمال فتُساند الجماعات الإرهابية والإخوانية من أجل تحقيق مطامعها الاستعمارية.

غرباً: في شريط حدودى أكثر من 1200 كم حيث الحدود المصرية الليبية، والقضية ليست ببعيدة عن الأطماع التركية، فبعد سقوط نظام القذافي وتفتت النظام الليبي وتعدد القوي السياسية والعسكرية، فوجدت تركيا ضالتها في حكومة الوفاق التي يترأسها السراج ودعمته تركيا بالمقاتلين المأجورين وعدد من الطائرات المسيرة والسلاح والذخائر علي مرأى ومسمع من العالم الكفيف الأصم، نظير أن تتحكم تركيا في آبار البترول الليبية وسواحلها، وكل هذا يهدد مصر، حيث إن ليبيا دولة مماسيه ذات خط شريط حدودي طويل جداً وظهير صحراوي شاسع، فتتأثر مصر تأثراً مباشراً  بعدم الاستقرار في ليبيا خصوصاً بعد تصدر تركيا للمشهد الذي ستستغلها كورقة ضغط علي مصر غرباً وشمالاً، وخطورة تهريب الاسلحة والإرهابيين لمصر وتنفيذ عمليات إرهابية مأجورة بالعمق المصري .

وأنا أري أن مصر علي هذين الاتجاهين الشمالي والغربي تتعامل بصرامة وقوة ودبلوماسية رائعة، حافظةً لحقوقها وأمنها وسيادتها، ولن تنجر لفعل يستدرجها عدو علي فعله من أجل أطماع معينة، بل ستأمن وتحفظ أمنها القومي وفقاً لرؤيتها وحدها.

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة