القارئ خالد جمال طه إمام يكتب: المصل الحقيقى لجائحة كرونا

الثلاثاء، 23 يونيو 2020 12:00 م
القارئ خالد جمال طه إمام يكتب: المصل الحقيقى لجائحة كرونا كورونا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لقد كَشفت هذه الأزمة عن كَارثة حقِيقية إنها العادات السيئة للشعوب. نعم لقد أظهرت كورونا لدى كل شعوب العالم مع تفاوت في النسبة وجود مَرض خطِير وهُو العادات السَيئة للشعُوب. عندما بدأت الأزمة وأصدرت الحكومات قرارات تطبيق الحظر في كل دول العالم كانت استجابات الشعوب مُقَسمة إلى ثَلاث أنواع. النوع الأول: شعوب تَظن أنها فوق قرارات الحكومات، فخرجت الناس ولم تُبَالِي بالحظر ولا بالغرامات التي قرّرت تلك الحكومات فرضها لمنع الناس من التجمع حتى لا تزيد أعداد المصابين. وبالفعل تحولت تلك الدول نتيجة غَطرسة شعُوبَها الى ما يشبه البؤر مع زيادة حتى لا تتناسب مع أعداد تلك الشعوب.

 النوع الثاني: شعوب اللامبالاة، التي اعتادت على أن تفعل ما تريد وهي غير مرتبطة بالواقع في دولها ارتباطا هاما بل تسعى وراء ما تريده حيث لا ينفع معها التحذير ولا العقُوبة والنتيجة بؤر مُخِيفة للمَرض في كل أرجاء العالم. النوع الثالث هي شعوب فاقدة للثقة في حكوماتها وهي غالباً دول العالم الثالث. تلك الشعوب دائما لا تصدق حكوماتها ليس من الآن ولكن يرجع ذلك الى زمن طويل وحكومات سابقة متوالية. لا تعتد تلك الشعوب بالتحذيرات ولديها دائماً نوع من سوء الظن مُدمج بالتوقعات السّيّئة مع بعض الاعتقاد بعدم الكفاءة لأفراد تلك الحكومات باعتبار أن تلك الدول لها تاريخ في التوظيف بطرق غير صحيحة فبالتالي هذا هو المنتج.

والنتيجة الطبيعة لتصرفات تلك الشعوب هي عدم قبول الحظر واللامبالاة والتحايل للهروب من الغرامات. لك أن تتخيل ماذا سيحدث؟ على المدى البعيد لن تكون تلك الدول مجرد بؤر ولكنها ستكون بيئة خصبة للفيروس حتى مع وجود مصل يكتشفه العالم إن شاء الله. الأدْهَى والأمَرّ هو سلوكيات تلك الحكومات فبدلاً من أن تحاول كسب واستثمار الأزمة وبِناء الِثّقة مع المواطن يصدر عنها تَّصَرُّفَات وبكل أسف تؤكد النظرية التي كونها المواطن عنها بل وأسوء من ذلك أنها تبدّع في التأكيد على ذلك وتعمّق الخلاف مع المواطن. لا أدري أين يقع عمل وزرات التنمية ومدربي التنمية البشرية وإدارات الأزمات في تلك الدول وكل ما ينفق عليها باعتبارها العصا السحرية، لماذا لا تًعطى المطلوب منها. إننا نؤكد نجاح دول كثيرة في إدارة الازمة بأطقم محلية وطنية بطريقة مقبولة قد تصل إلى جيدة في بعض الأوقات.

إننا ننبه كل الدول على استثمار الأزمة وردع الصدع بين الحكومات والشعوب وبناء الثقة المتبادلة فسيكون ذلك أعمق مكسب من هذه الأزمة بل وسيبقى أثره طويلاً وسيكون هذا هو الشفاء الحقيقي. ما نقدمه هو المصل الحقيقي للأزمة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة