أكرم القصاص - علا الشافعي

معتز بالله عبد الفتاح

البخارى.. من التراث أم من الدين؟

الجمعة، 19 يونيو 2020 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
1 - البخارى إمام عظيم، كما سجل تلاميذه ومعاصريه الكثير من مآثره ودأبه واجتهاده وسعة إطلاعه. وهذا يحسب له يقينا. 
2 - البخارى اجتهد كعالم وباحث وجمع نحو 600 ألف حديث فى 16 سنة، ولم يصح عنده منها سوى حوالى 7 آلاف حديث وبدون التكرار يكون حوالى 2600 حديث. وهذا عمل ضخم وجهد مشكور لكنه ليس مقدسا فى ما أفهم من دينى. 
3 - البخارى ليس نبيا ولا رسولا ولا يوحى إليه. وحتى النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ليس معصوما إلا فى ما بلغ عن ربه من وحى. ولو تحدث بغير وحى فيمكن أن يخطأ ويأتى الوحى المقدس لتصحيح خطأه، ومثال ذلك: «يَا أَيُّهَا النَّبِى لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِى مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ». وقد راجعه الصحابة فى موقع معسكر غزوة بدر، وتشاور معهم رسولنا العظيم وقبل مشورتهم. ولكن حين ينزل الوحى فلا شورى مثلما حدث فى صلح الحديبية. 
4 - اعتمد البخارى، رحمه الله، على النقل الشفهى من شخص إلى آخر، وتم قبول الأحاديث النبوية بناء على ثقة البخارى وغيره فى هؤلاء الرواة. ولكن الرسول نفسه لم يكن قادرا، بنص القرآن، أن يعرف كل الثقات من الصحابة ولا كل المنافقين. وكما جاء فى القرآن: «وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ».
5 - القرآن وحى من الله، وحديث رسولنا من وحى من الله كذلك، فلا يمكن أن يتناقضا ولكن المعضلة أن آية عظيمة تقول: «فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ» وحديث يرويه البخارى، رحمة الله عليه، يقول إن نبينا العظيم قال: «من بدل دينه فاقتلوه». وأصبح هذا حد الردة المشهور، وهو ما حدث كذلك مع حد الرجم غير الموجود فى القرآن. مثلا القرآن أقر أن الأمة «مفرد إماء» التى تتزوج يكون عليها نصف ما على المرأة الحرة المتزوجة من العقوبة فى حالة الزنا كما جاء فى قوله تعالى «فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ». يصبح السؤال ماذا يكون «نصف» الرجم «بمعنى الموت رميا بالحجارة»؟ 
6 - يذكر البخارى رحمه الله كذلك: «حدثنا ‏ ‏أبو سلمة يحيى بن خلف ‏‏حدثنا ‏عبد الأعلى‏ ‏عن‏ ‏محمد بن إسحق‏ عن ‏عبد الله بن أبى بكر‏، عن ‏عمرة ‏‏عن‏ ‏عائشة‏ ‏وعن ‏عبد الرحمن بن القاسم، ‏عن ‏أبيه‏ عن ‏عائشة، ‏قالت:‏ لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كانت فى صحيفة تحت سريرى، فلما مات رسول الله، ‏صلى الله عليه وسلم،‏ ‏وتشاغلنا بموته دخل‏ ‏داجن ‏فأكلها». ولذا فإن هذه «الآية» لم توضع فى القرآن الذى تم جمعه، لأنها فُقدَت بسبب هذا الماعز «الداجن»! هل ممكن أن نقبل أن كتاب الله الذى وصفه الله تعالى بأنه «حفظه» فقدت منه آيات لأن «معزة» أكلت الآيات. طيب ما هذا الكلام يشكك فى القرآن نفسه. صح؟
7 - أزعم أن المكان المناسب لتصنيف البخارى، رحمه الله، هو التراث الإسلامى وليس من المقدس الإسلامى. هى اجتهادات نشكره عليها، ولكنها ليست فى حجية القرآن ولو هناك تناقض بينهما، فالقرآن أولى بالاتباع فى كل الأحوال. 
هذا ما أمكن إيراده وتيسر إعداده وقدر الله لى قوله.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة