صوت كورونا.. فتاة هندية مغمورة تتحول لنجمة مجتمعية بفضل الفيروس القاتل.. "جاسيلين" قدمت رسائل توعوية عبر الهاتف لمواطنى بلدها منذ بداية الأزمة.. وصوتها الدافئ قدم بعدا إنسانيا لرسائلها بعيدا عن التعليمات الصماء

الأربعاء، 17 يونيو 2020 12:00 ص
صوت كورونا.. فتاة هندية مغمورة تتحول لنجمة مجتمعية بفضل الفيروس القاتل.. "جاسيلين" قدمت رسائل توعوية عبر الهاتف لمواطنى بلدها منذ بداية الأزمة.. وصوتها الدافئ قدم بعدا إنسانيا لرسائلها بعيدا عن التعليمات الصماء جاسيلين باهالا
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على الرغم من صوتها المألوف، بالنسبة لملايين المواطنين فى الهند، إلا أنها لم تكن معروفة، حتى انتشر فيروس كورونا، والذى ساهم بصورة كبيرة فى شهرتها.

إنها المواطنة الهندية جاسيلين باهالا، التى اعتاد مواطنو الهند، على سماع صوتها عند إجراء مكالماتهم الهاتفية، ليكون صوتها بديلا للرنين، تقدم رسائل لتوجيههم لكيفية التصرف، عند الشعور بأعراض الإصابة بالفيروس القاتل، منذ بداية الأزمة، حتى أطلقوا عليها هناك "صوت كورونا".

جاسيلين باهالا
جاسيلين باهالا

الموهبة الصوتية لدى جاسيلين، جعلتها مؤهلة لتشغل أكثر من وظيفة لسنوات عدة، من بينها العمل بالإذاعة الداخلية فى إحدى المطارات، وكذلك تسجيل صوتها، فى المترو لتعريف الناس بالمحطات القادمة.

إلا أن العمل فى المطارات ومحطات المترو لأكثر من عقد من الزمان، لم يكن كافيا حتى يعرف الناس اسمها، فى الوقت الذى كانت فيه 3 أشهر فقط كافية حتى يعرفها الجميع، حتى أصبحت بمثابة "نجمة" مجتمعية، بعد اندلاع أزمة الفيروس وما تسببت فيه من هلع لدى المواطنين من كل حد وصوب، وكذلك الحرص على تطبيق الاجراءات الاحترازية، المرتبطة بالوقاية.

القصة بدأت من مكالمة هاتفية تلقتها جاسيلين، من وزارة الصحة الهندية، فى أوائل مارس الماضى، تطلب فيها تسجيل رسالة توعوية بصوتها، تهدف إلى تخفيف حالة الهلع، واحتواء القلق المتزايد لدى المواطنين.

باهالا كانت صوت مألوف فى محطات المترو.. ولكنها لم تكن معروفة
باهالا كانت صوت مألوف فى محطات المترو.. ولكنها لم تكن معروفة

 

تقول الفتاة الهندية "أخبرونى أن الرسالة لن تزيد عن 30 ثانية.. يجب أن تكون دافئة وودودة.. ولكن فى الوقت نفسه تحمل معلومات مفيدة ومسئولة.

الرسالة الأولى التى قدمتها تزامنت مع حالة من الارتباك فى كل أرجاء الهند، فالناس لا يعرفون البروتوكولات المتبعة عند الإصابة بالفيروس، وبالتالى كان الهدف الأول هو تقديم رسالة تضامنية مفادها أن "الوطن بأسره يحارب الفيروس التاجى".

وتدرجت الرسائل فيما بعد، حيث ركزت فى البداية على تقديم النصائح التى من شأنها احتواء تفشى الفيروس، كالبقاء فى المنزل، وعم الخروج إلا للضرورة القصوى، وارتداء أقنعة الوجه والحرص على غسل اليدين باستمرار، والالتزام بالتباعد الاجتماعى.

حكومة الهند لجأت لوسائل مختلفة لتقديم النصائح لمواطنيها
حكومة الهند لجأت لوسائل مختلفة لتقديم النصائح لمواطنيها

 

تقول جاسيلين إنها لم تكن تعلم أن صوتها سيصل إلى كل أرجاء الهند عبر الهواتف، حيث قامت بتسجيل رسائلها لوزارة الصحة، إلا أنها عرفت فيما بعد أن الحكومة أصدرت تعليماتها باستبدال نغمات المتصل التى اعتاد الهنود على سماعها عند إجراء مكالماتهم الهاتفية، بالرسائل التوعوية التى قدمتها الفتاة، ليصبح صوتها رفيقا لكل مواطن يشعر بالأزمة.

ومع الوقت، استمرت رسائل الفتاة عبر الهاتف، مع تغير التعليمات لتتواكب مع التطورات التى تشهدها البلاد فيما يتعلق بانتشار الفيروس القاتل.

تقول الفتاة أن أكثر الرسائل المؤثرة التى قدمتها ارتكزت حول التوعوية بأهمية دور الأطباء والعاملين فى المجال الصحى، فى ظل حرص المواطنين على تجنب الاختلاط معهم، خوفا من الإصابة بالفيروس.

"نحن نحارب المرض.. وليس المرضى".. هكذا قالت الفتاة فى رسالتها، التى تقول أنها أصيبت بالقشعريرة عندما قرأت سطورها، مؤكدة أنها تلامست بشكل كبير مع مشاعرها، حيث أن الرسائل التى قدمتها لا تقتصر على مجرد تعليمات صماء، وإنما كانت بمثابة مزيج بين المشاعر، اختلط فيها إحساس التضامن والدعم والتحفيز، مع التعليمات التقليدية.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة