القارئ حسن صادق هيكل يكتب: أسس ومعايير ومنهجية الزواج

الأربعاء، 17 يونيو 2020 10:00 ص
القارئ حسن صادق هيكل يكتب: أسس ومعايير ومنهجية الزواج حفل زواج أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن التزاوج والزواج هما منهج وقاعدة وأساس وجود وبناء واستمرار الحياة والوجود لكل المخلوقات والكائنات والأجناس والأمم وغيرها ومنها الإنسان إلا من قدر وشاء واصطفى الله تعالي من مخلوقاته، حيث بدأت الحياة الأولى للبشرية بأن خلق الله تعالى آدم وخلق من ضلعه الآدمى حواء الأنثوية ليهبطا ويسكنا الاثنين الأرض ويتعارفا ويتزاوجا على ظهرها وتبدأ شرعة التزاوج بين بنى البشر، وتبدأ ذرية آدم فى التناسل والتكاثر إلى يوم قيام الساعة.

 كما أمر الله تعالي نوح عليه السلام فى بداية الحياة البشرية الثانية بأن يحمل معه في سفينة الحياة والنجاة التى أمره الله تعالى بتصنيعها فى عمق الصحراء من كل زوجين من صنوف المخلوقات ذوات الأرواح - قيل وغيرها من النباتات - اثنين  ذكرا وأنثى، وموجب وسالب وغيرها وذلك بعد هلاك الأرض وغمرها بالمياه بأمر من الله تعالى وآذان من الله تعالى أيضاً فى البداية الثانية للحياة الوجودية والبشرية والأرضية بعد هلاك وفناء وغرق الأرض والمخلوقات، حيث قال الله تعالى "حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل" صدق الله العظيم.

 وقد استمرت مسيرة الحياة البشرية والزوجية على مر العصور والأزمان بين بنى البشر فى التقارب والتباعد، والتجاذب والتنافر، والوئام والكراهية، والاستقرار والاضطراب، والاستمرار والانفصال، والقبول والرفض، والهدوء والصراع، والسكينة والطلاق وغيرها، وقد ترجع تلك الظواهر الديلاتيكية والسيكولوجية والسيكوديناميكية والسيكوسيتاميكية المتوائمة والمتناقضة والهادئة والمضطربة وغيرها فى الحياة الزوجية إلى عدم الأخذ بالأسس والقواعد والاشتراطات القويمة والراشدة والقائم عليها الاختيار بين الزوجين فى بداية الحياة الزوجية.

 ومن هذه الأسس والقواعد، التكافؤ بين الزوجين، وهو مبدأ قائم على توافق العواطف والمحبة أو تقاربها بين الزوجين، وتوافق السن أو تقاربه بين الزوجين، وتوافق العقيدة والديانة بين الزوجين، وتوافق المستوى التعليمي والثقافى أو تقاربه بين الزوجين، وتقارب المستوى الاجتماعي والمادي والمعيشي بين الزوجين أو تقاربهم، وتوافق مستوى التدين أو تقاربه بين الزوجين، وتوافق المهارات والممارسات الشخصية أو قبولها أو تقاربها بين الزوجين، وتوافق مجالات العمل أو قبولها أو تقاربها بين الزوجين.

 وفى الإسلام فإن مبدأ الزواج كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" صدق النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إن الدين هو من يرشد إنفاق المال فى سبل العيش والحياة والخير المختلفة، كما أن الدين هو من يهذب النفس ويقومها إلى الطريق المستقيم، كما أن الدين هو من  لا يفرق بين الأحساب والأنساب ولا يفرق بين الأبيض والأسود ولا يفرق بين الأغنياء والفقراء ولا يفرق بين العربي والأعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح، كما أن الدين هو من يحفظ للمرأة كرامتها وعزتها ويصون لها شرفها ويحفظ لها جسدها وجمالها من الدنس والتحرش والابتزال والامتهان من ذئاب وأبصار وجرائم وأحراش البشر، وليس على محارم المرأة من حرج من رؤية جسدها وجمالها، وليس على الزوج من حرج من التمتع بجسد وجمال المرأة الزوجة فى نطاق وحدود فرائض وشرائع الله عز وجل، من هنا فإن الاختيار الأمثل للرجل أو المرأة، و للشاب أو الفتاة عند اختيار شريك الحياة الزوجية يجب أن يكون لقاعدة ومبدأ وشرط الدين الوسطى المعتدل، وكذا لمبدأ قاعدة التكافؤ الوسطى المعتدل .

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة