القارئ إبراهيم عطيان يكتب: طريقك نحو الأفضل

الثلاثاء، 16 يونيو 2020 12:00 م
القارئ إبراهيم عطيان يكتب: طريقك نحو الأفضل شخص متفائل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أحياناً يَظن المرء أن الله سبحانه وتعالى قد أغلق أمامه باباً وربما جميع الأبواب، لكن ذلك الظن السيء أبعد ما يكون عن تصور الإنسان الواثق بربه أولاً ثم بنفسه؛ فالله ما أغلق باباً إلاَّ ليفتح لنا خيراً منه، ولكن مُعظمنا يضيع جُلَّ تفكيره وتركيزه في النظر إلى الجانب المظلم، بينما القليل وهم أصحاب العقول الواعية والقلوب المطمئنة لا يتوقفون كثيراً أمام تلك الأبواب المغلقة، بل يبحثون عن باب آخر قد ينفتح أمامهم على مصراعيه إذا قرعوه.

يدفعهم إلى ذلك إيمانهم القوي بأن الأمس قد مضى ولن يعود، لكن اليوم مازال قائماً ولابد أن نستغله، ولا نقضيه بين الحسرة والنحيب، وإذا كان اليوم قد جمع أوراقه ولملم أشياءه واعتزم الرحيل، فإن الغد لابد أن يشهد ملحمة جديدة في معترك الحياة، وسيبقى الأمل قائماً طالما ظلت الشمس من فوقنا ترسل أشعتها، وطالما الأرض مازالت تحت أقدامنا سنضربها سعياً لدرك السبق ونقطع البحار دَأْبًا؛ خلف ما نصبوا إليه.

وهم بالطبع يعلمون جيداً أن بعض الأبواب لابد من اقتحامها؛ فهي لا تُفتَح للقارعين برفق الذين يكتفون بنقر الأصابع.

 

حتى الذين يغفلون القوة بداخلهم ويعطون أنفسهم حجمًا أقل منها قد تدفعهم المواقف يوماً إلى الانقلاب على الخوف والتردد، حتى الجبان سيجد بداخله شجاعة لا يعلمها عندما تضعه الظروف في مكان أو موقف يجعله يُخرِج أفضل ما عنده، فيكتشف في نفسه أشياء لم يكن يعلمها، ويعرف سر قوته.

ولعل اليأس هو واحد من تلك المواقف التي قد تدفع الإنسان للتحلي بالشجاعة والخروج من تلك الحالة، وبفضله قد يتحول الشخص من جبان إلى محارب شجاع ينتصر على يأسه كي ينجو بنفسه، ولكنه حتماً سيفقد المزيد والمزيد من الفرص حتى يصل إلى تلك الشجاعة من طريق اليأس، كالسيف في يد الجبان فَقَدَ حِدَّتهُ وأصابه الصدأ قبل أن يدفع الخوف صاحبه لاستعماله، أما الثقة فتدفع بصاحبها نحو النجاح دون أن يفقد الفرص.

 

الأمل ليس كلمة وحسب، بل إنها رغم صغر بنيتها وقلة حروفها تعني الكثير، فهي كمنحةٍ سماوية تدفعنا إلى الاستمرار والتحدي، وتمدنا بالطاقة والقوة لتجاوز جميع العَقَباتِ والمضي قدماً نحو مستقبلٍ أفضل دون كَللٍ أو ملل، وهو في الحقيقة طاقة يغرسها الله فينا لنقوى ونتخطى العقبات عندما نؤمن أنه سبحانه وتعالى سيقدم لنا الخير الذي نتمناهُ وزيادة، طالما ما زلنا على قيد الحياة ولدينا القدرة على فعل الأفضل، وأننا حقاً لم نستسلم ومازلنا نسعى ونقوم بالتغيير.

 

ولو تأملنا قليلاً لوجدنا أن وقوع المشكلة مع شَخصٍ بعينه هي دليل كافٍ على أن هذا الشخص لديه من المقدرة والكفاءة ما يمكِّنه من تجاوزها؛ لأن الله جل في عُلاه لا يُكلِّف نفساً إلا وسعها، فتأكد دائماً أنك تستطيع، وأن المشكلة مهما عظم حجمها فإن الحل قد يكون موجوداً أمام عينك، ولكنك تحتاج فقط إلى بعض من الأمل والثقة بالنفس، والإيمان الصادق بأن الله سوف يعينك، ويرشدك إلى أفضل الحلول وأيسرها إذا ما قمت بوضع هدفك صوب عينيك وبذلت جهداً للوصول إليه، بل والاستمرار بوضع أهدافٍ جديدة أُخرى دون الاكتراث إلى عقبات، أو الخوف من صعوبات قد تواجهك حينها حتماً سترى من الحياة ألوانها الورديّة التي تُعيد إليك الشَّغف والإقبال على العمل والطموح في تحقيق الأفضل ثم الأفضل، وتنتشلك من البؤس والأحزان التي يدفعك إليها اليأس والتشاؤم اللذان لهما تأثيرٌ سلبيٌّ في حياة أيّ شخص، ولكن لابد وأن يكون أملك مبنيًّا على أسسٍ سليمة، وأن يكون نابعًا من إيمانٍ مطلق بأنّ كل شيء بأمر الله تعالى، وأنّ الحياة لا تنفك عن الإفصاح عن أسرار جمالها، وأن جوانبها المشرقة قطعاً لا تزول مادامت الدنيا باقية، حتّى وإن غرق العالم في ظلام دامس.

فتش أنت من حولك عن بصيص الأمل، واصنعَ لنفسِك كيانًا يكون بمثابة منارة للتفاؤل والأمل.

ولا تنس أن الأشخاص السلبيّين هم أعداء الحياة الذين يسلبونك طاقة الأمل والتفاؤل ويغرسون مكانها بذور التشاؤم التي تحيل نفسك تدريجياً إلى نفس سلبية دون أن تشعر.

ولكي تتحلى بالأمل والتفاؤل تجنّب الأفكار السوداوية، فتش دائماً عن أسباب السعادة واجعلها شعلة تضيء الكون من حولك وحافظ على فتيلهما مشتعلًا؛ حتى لا تطفئه عواصف اليأس، وابحث من حولك دائماً عن الحلول بدلًا من التفكير في المشكلة، فالنجاح وتحقيق الأهداف يغذي الأمل ويزيد من التفاؤل، لذا وجب على كلّ شخص أن يدفع بنفسه نحو ميدان الثقة بالله والأمل في قادم أفضل وأن يمنحها جرعة من التفاؤل في كلّ صباح، حتى يُؤمن بأن القادم دائمًا سيكون الأجمل.

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة